swiss replica watches
خالد فتحي يكتب: النظام يحاكم النظام بالجزائر – سياسي

خالد فتحي يكتب: النظام يحاكم النظام بالجزائر

خالد فتحي
النظام يحاكم النظام بالجزائر
لا زالت الجزائر تتلمس طريقها للخروج من أزمة الحراك الشعبي الذي اندلع بسبب إصرار من وقفوا خلف بوتفليقة على عهدة خامسة له، وذلك رغم تقديم النظام القائم للعديد من التنازلات التي كان يقصد بها التماهي مع مطالب الجماهير الغاضبة واحتواء فورانها عوض مواجهتها.
الا ان كل تلك المبادرات لم تفلح لحد الان في إقناع المتظاهرين بمغادرة الشارع، بما في ذلك أيضا المناورة الأخيرة بإجراء محاكمة خاطفة لبعض رموز النظام تصدرهم السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس المطاح به ومستشاره والحاكم الفعلي من وراء الستار للجزائر منذ سنة 2013 وثلة من رجالات النظام السابقين إما حضوريا أو غيابيا.
هذه المحاكمات ، وعلى الرغم من رمزيتها وتاريخيتها باعتبارها سابقة لم تشهدها الجزائر من قبل ،لم تحظ بالمتابعة الشعبية المأمولة ولم يتحصل منها للنظام ذاك الوقع الإيجابي ولا تلك الفائدة المرجوة التي كانت تترقبها السلطة وتراهن عليها للخروج من عنق الزجاجة خصوصا إذا انتبهنا انه يمكن اعتبار محاكمة السعيد بوتفليقة بمثابة محاكمة لرئيس الجمهورية وقد كان كذلك.
لقد واظبت المظاهرات على الالتئام في موعدها كل جمعة كما لا زالت الانتخابات الرئاسية التي يوصي بها القايد صالح محط خلاف.، ولا يعرف هل سيتم تمضيتها بالفعل ام انها ستجهض للمرة الثانية لإصرار الشعب على التغيير الجذري.
الجزائريون نظروا إلى هذه المحاكمة كما لو كانت مجرد تغيير جلد للنظام ومحض تصفية حسابات بين الأجنحة التي تحكم الجزائر. وأنها ليست الا صراعا يجري داخل النظام هدفه إعادة توزيع الأوراق، ومن ثمة تركيز السلطة الفعلية بيد الحاكمين الجدد دون لبس أو منازعة من بعض الحرس القديم .اي انبعاث لنفس النظام في إيهاب جديد .
انه امر واضح جدا للعيان .فالذي حاكم بوتفليقة ومن معه هو فعلا النظام القائم الذي لم يتغير بعد .

وقد كانوا جزءا منه.قبل أن يلفظهم… النظام الذي عندما ينضب رصيده من المصداقية يلجأ لمثل هذه المحاكمات للتخلص من بعض أثقاله . زد على أن إجراءها بهذه السرعة الخاطفة رغم ثقل التهم الموجهة للمتهمين يدل على ان المقصود كان هو إحداث رجة قوية وتكوين قناعة بأن ليس كل النظام سواء وان بعض النظام الصالح يمكن أن يتخلص من بعض النظام الطالح و انه بصدد تنفيذ إرادة الشعب .هو النظام الذي تصرف رجاله كأجنة بعض فصائل القرش الذين يأكل بعضهم بعضا داخل الرحم ليكتب البقاء لقرش واحد منهم طبعا .
في الجزائر الآن حراك شهيته مفتوحة لتحقيق مكتسبات يرى أنها لا تحتمل التأجيل ويعتبر أن هذه فرصته الأخيرة لكي يعود للشعب اعتباره في بناء المستقبل الذي يريد .ونظام منقسم على نفسه يشهد بعض منه على أهله قد أخضع نفسه لحمية تمنحه هامشا للحركة من خلال استئصال الجزء الذي يعتقد هو أنه كان الأكثر مراضة أو الأكثر ضعفا ليشكل قربانا لكل ماقد مضى .

وهناك داخل الحراك وفي صفوف المجتمع ما يمكن أن نصطلح عليه بتيار المواطنين المستقرين الذين يريدون تغييرا لا يضع استقرارهم وامنهم الحالي موضع المجازفة و لا يتيه بهم في صحراء الفوضى التي عانت منها أغلب البلدان التي سبقت للربيع العربي .هذا التيار هو الذي يراهن القايد صالح على اتساعه وامتداده الأطياف أخرى من خلال استثمار هذه المحاكمات .وهو التيار الذي يدفع الآن بالبعض إلى إعلان ترشيحهم للرىاسيات المقبلة في ديسمبر هذه السنة .

هناك الآن تدافع كبير في الجزائر يساوقه عدم اهتمام واضح بمحاكمة السعيد بوتفليقة كتعبير عن امتناع الحراك عن تقديم شيك على بياض للقايد صالح. انها معركة كسر عظام حقيقية تجري رغم كل شيء بشكل ناعم و على عدة جبهات: الحكومة، الشارع، المحكمة، الانتخابات والثلاثة النفسية بالخصوص..فمن سينتصر ؟ القايد صالح ام الحراك ام ان هذا الوضع الملتبس سيشكل مقدمة لتدويل الملف الجزائري..ذلك ما ليس في مصلحة الاطراف ولا في مصلحة بلد المليون شهيد .

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*