فنجان بدون سكر:
بقلم عبدالهادي بريويك
مرت سنوات على تعارفنا ومرت حياة أكبر وأنا في جعبة السياسة حيث حياة المد والجزر …حيث أنا الجماعية التي تستمتع في بلجة ماء صافية صفاوة روحك الطاهرة وقد تزوجتك زواج الروح قبل الجسد كما تزوجت في عوالم الجن الأكبر جنية نصفها رغى ونصفها بحر .. ساحرة ..تشبه عيونك التي تتماهى مع جمالية المها حينما تسابق الريح ساعة الرحيل ..ساعة الدجى ..ساعة الحنين للذكرى ..
هنا استوقف لهنيهية أو لبضع لحظات بعيدا عن كلاكسونات المدينة المتحضرة وغفوت وأنا في حضرتك أعيش نشوة النجوى ..
يأخذني الزمن تحت ترانيم قديس ومئذنة مسجد لم يفتح أبوابه بعد في زمن كورونا ..فتأخذني اللحظة إليك مسافرا ..سفرا بدون رخصة استثنائية للتنقل ..سفرا عبر عيناك الرائعتين والتائهتين بين حب وحلم وخوف ..وبين حنين وشوق رحيم ..وما أروع صوتك الرخيم..
بجانبي كراسي متهالكة ..ووجوه شاحبة تكلف نفسها رغبة الابتسامة والسعادة ..مقهى ليست ككل المقاهي ..وأمامي ..شيخ هرم يمسح الأحذية ..
جرائد ناشفة من الأخبار الطيبة؛ نادل ..مناضل من أجل لقمة العيش يحدث نفسه وقد ملء استمارة ربح الخيول ..عله يصبح مالك المقهى ويمتلك سيارات واسطولا من الخدم والحشم ..
عهد كورونا الذي تحكم في العالم الا المشاعر الأصيلة لم يستطع تحطيمها وقد اخرج زبدة العلاقات من جحرها كي تظهر عجزها أو مقاومتها ..كي تصير وتكون أو ترحل وتخون ..!!
لحظة عابرة مثل لعبة النرد التي عليها أن تنقضي قبل ثانية ..وقبل أن يضغط الحكم على ناقوس النهاية ..
مسك الختام ..في وطن يؤمن بروح وعذوبة السلام ..حيث الختام يكون انطلاقة حلم ومشروع متقدم في الأحاسيس والمشاعر ..وبيعة متجددة لكل هذا الاستسلام من أجل الحفاظ على أضرحة الحب والوئام ..من أجل عيناها الساكنتين في القلب والروح وفي عوالم الإنس والجان وكأنهما اللؤلؤ والمرجان ..
تغدو الأحاسيس عصافير في هذا المساء ..وتغدو معها صورة أمي وأبي الفياضة بالأشواق ..حيث النهايات لاءات ..وحيث البدايات سمفونية تعانق الأحلام ..في سفر غريب لا يعلمه لا الإنس ولا الجان ..