swiss replica watches
حينما يسقط المطر ستنبت الحقيقة – سياسي

حينما يسقط المطر ستنبت الحقيقة

 

فنجان بدون سكر:
حينما يسقط المطر ستنبت الحقيقة
بقلم عبدالهادي بريويك

استيقظ العم عبد القادر باكرا وقد رأى أن الجو ملائما لبذر حبوب الذرى في حقله المجاور ..

شعر بالعياء والتعب وقد داهمه الكبر..

واستحضر في ذهنه كيف ازداد أبناؤه الثلاثة وكيف كان يحضنهم وكيف كانت معهم حياة الصغر، كيف كانت آماله المستقبلية نحوهم وقد شقا كثيرا من أجلهم واليوم قد صاروا كبارا ورجالا لا يبرحوا المرايا التي لايروا فيها حقيقة شخصيتهم أكثر، وقد صاروا عليه أكثر ثقلا وأكثر عالة وعلى زوجته التي تتحمل أكثر من طاقتها من أجل إسعادهم قدر الإمكان.

رغم كونهم قادرين على العمل داخل الحقل؛
فهم لا يستيقظون إلا على آذان الظهر أو العصر. بكى كثيرا من حسرته وقد شعر أنه آن الأوان لكي يتحمل أبناؤه المسؤولية والحفاظ على أرضهم التي هي أساس تواجدهم في الحياة وبخاصة أنهم بدؤوا يلحون على والدتهم دفع الأب لابتياع الأرض حتى يتمكنوا من هجرة أرض الوطن لكي يحققوا ذواتهم وضمان مستقبلهم .
فقال في قرارة نفسه وهو مهووس بابنه الأكبر الذي أنعم الله عليه من فضله وتنكر لوالديه وأهله وصحبه – منين ماداز الشريط يتبعوا الخيط -.
عاد للبيت وهو كئيب،سألته زوجته عن حاله فلم يجب وقد طواه الصمت في جو رهيب، وصار ينادي على أبنائه النائمين والغارقين في أحلامهم المتصلة بالخمول والكسل ولم يستجيبوا للنداء وقد تفوه واحد منهم بكلمات – آش غاديين نفيقوا نديروا؟؟-.
ترجل الأب نحوهما وقال لهما وهما نيام ، هل تودان الهجرة للخارج؟ قالا في كلمة واحدة نعم. أجاب: إذن قوما من الفراش ولدي لكما عمل إن أحسنتما صنعه بعت الأرض وتركتكما ترحلان وتهجران من هذا المكان الذي احتضنكم منذ الطفولة ،فماذا تقولان؟؟
نهضا على التو وقالا نحن جاهزان:

أجاب: تناولا الفطور ثم احملا هته الأكياس وابذرا الأرض بالذرى حتى نحصل الموسم الفلاحي المقبل على ما نحتاج إليه أنا ووالدتكما ثم أبيع الأرض كي ترحلا .

ولو أنني أعلم أنني سأنتظر عطفكما وقد وصلنا إلى أرذل العمر بعد أن تبرأ منا أخوكما الأكبر.

فماذا أنتما قائلان؟؟
حملا الأكياس ولم يتناولا وجبتهما الصباحية وذهبا نحو الحقل ولم تمر إلا ساعتان حتى عادا وقد أخبرا والدهيما بأن مهمتهما قد انتهت ولم يشعرا أن والدهما كان يترقباهما وهما داخل الحقل وقد رآهما يحفران حفرة واحدة وقد وضعا فيها كل حبات الذرى ودفنوها فيها ،علما أن العمل يتطلب منهما على الأقل يومين أو أكثر حتى يستطيعا القيام بعملهما على أحسن وجه.

فأجابهما الأب :أحقا قمتما بما يجب القيام به؟

أجاب واحد منهما بلسان الآخر: لقد أبلينا البلاء الحسن وبذرنا الأرض ذرى وموسمنا الفلاحي القادم سيكون أكثر مردودية من السنة الراحلة.

فأجابهما الأب – وقد حاصرته الأم عن بعد – بدموع اللطف دون أن يستشعروا بجسامة الموقف – : بني قمتما ـ ربما ـ بواجبكما …. ولكن حينما يسقط المطر ستنبت الحقيقة……

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*