swiss replica watches
العلامات الكبرى لسقوط نظام العسكر بالجزائر “ – سياسي

العلامات الكبرى لسقوط نظام العسكر بالجزائر “

بقلم رشيد الاطراسي

_وأخيرا تسقط آخر أوراق التوت عن عورة النظام العسكري الجزائري-:
تعتبر الأنظمة العسكرية الدكتاتورية قلة قليلة في منظومة الأنظمة الدولية المعاصرة،إن لم نقل نادرة، حيث أصرت معظم شعوب العالم على تغعيل حرياتها واستحقاق حقوقها عبر النفاذ إلى منظومة الحكم عبر الإستفادة من آليات الديموقراطية التشاركية والتمثيلية للمجتمع بكل تشكيلاته السياسية والمدنية ، وفرضت دساتير آمنت تقاسم السلطة و امنت فصل السلطات بقيمة تكريس الآلية الديموقراطية كما هو الحال في المغرب بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي جسد هذا الفعل في دستور المملكة المغربية لسنة 2011، الا أن الحال مختلف جدا بالجزائر، البلد الجار والذي يعتبر شعبه امتدادا للشعوب المغاربية بكل تشكيلاتها والذي دفع أرواح المليون شهيد لأجل التحرير ، إلا أنه بقي يرزح تحت نير سطوة العسكر وجنرالاته الذين ينهبون الثروة ويصادرون حق وحرية الجزائريين عبر آلية التسلط مع سبق الإصرار والترصد وذلك منذ نيل استقلال الجزائر الشكلي من فرنسا.
ومن أساليب التضليل للأنظمة الدكتاتورية وعلى رأسها النظام العسكري الجزائري، هي الطرق والمناهج التقليدية المعتمدة لتضليل الطرف المستهدف داخليا وخارجيا ، أما التقنيات فهي التكتيكات الفنية والعملية لتطبيق الأساليب، والأمران متداخلان كثيراً.
أولاً : طرق التضليل :
يمكن حصر طرق التضليل في عنوانين مركزيين :
1ـ منهجية الكتم أو التكتم والحجب والتعمية على المعلومات مع التحكم في وسائل وقنوات الإعلام والاتصال الداخلية .
ـ التجاهل التام وعدم التطرق لأحداث ميدانية أو سياسية أو اقتصادية مهمة ومفصلية بصورة نهائية والتعامل كأنها غير موجودة أصلاً .
ـ قطع أي امكانية لنشر معلومات أو لحرية عمل وحركة المراسلين الصحفيين .
ـ عدم توفير أي فرصة لتصوير حدث معين ومنع الصحفيين من الاقتراب من الحدث .
ـ السيطرة على الأجهزة والوسائل الإعلامية . “نموذج الجزائر ”
ـ منع نشر معلومات تحت طائلة المسؤولية القضائية تحت ذريعة الأمن القومي ،كما حدث في الإنتخابات الجزائرية مؤخرا والتي زورها العسكر بشكل فاضح.
ـ منع الشهود العيان من التصريح للصحافة وخاصة الدولية مع منع النشر والتعتيم على الأحداث الداخلية “أحداث بلوزداد وشلف والربيع الأمازيغي الجزائري “.
ـ اغتيال او إعتقال شخصيات صحفية أو شخصيات مدنية وسياسية مؤثرة تملك وثائق أو معلومات حساسة أو مهمة، وهو ما حدث ابان أزمة إنتخابات العسكر الرئاسية و قبلها في احتجاجات ربيع الحرية لنشطاء الجزائر .
ـ الاغتيال المعنوي أو السجن لأصحاب الرأي والصحفيين الجزائريين لمنع نشر المعلومات .
ـ شراء الذمم لمنع نشر أي معلومات حول دولة أو حكومة أو جهة أو شخصية أو قضية محددة وهو ما يشتغل وفقه النظام العسكري الجزائري لتمويل عصابة البوليساريو على حساب المطالب والأولويات المستحقة للشعب الجزائري.

2ـ منهجية التسريب والنشر والبوح بالمعلومات :
وتقوم هذه المنهجية على نشر وبث معلومات تكون مضللة للوصول الى الأهداف، ونذكر من نماذجها :
ـ التشهير والفضح وتلطيخ السمعة للخصوم ( زعماء، سياسيين، إعلاميين، الخ ) داخليا أو خارجيا .

وهو حال فعلة الإعلام الجزائري بالمس برموز المملكة المغربية،وعلى رأسهم جلالة الملك، الذي يعتبر المس بشخصه جريمة معاقبة وفقا للقانون، وللأعراف الدولية المتعارف عليها.
ـ الدعاية الإعلامية والحرب النفسية لإضعاف الروح المعنوية لدى جمهور الخصم وخفض الثقة بالقيادة والمنظومة العاملة واظهار الضعف في رؤيتها وتحليلها للاحداث وتحقيق النصر ،وهو ما لم تنجح فيه سلطة العسكر بالجزائر منذ عقود…
ـ إثارة الخلافات وافتعال الأزمات وشق الصفوف لدى جمهور الشعب الجزائري، بافتعال للصراع وخلق ساحة الخصم الوهمي لشغل وتوهيم الشعب الجزائري داخليا .
ـ الفضح المتبادل للخصوم السياسيين والأطراف المختلفة سواء بالداخل والخارج لإحداث الشرخ المتبادل وتحقيق وهم الإنتصار الخارجي، وتحقيق التنويم الداخلي .
ـ بث وتكرار الاشاعات والمعلومات المغلوطة والملغومة والكاذبة بغاية إستمرار الوضع على ماهو عليه .
ـ اغراق النظام العسكري الجزائري الجمهور الجزائري بمعلومات لا تهمه، ولا يحتاح اليها، ويطلق على هذا الأمر رمي النفايات المعلوماتية، وكذا الإغراق بكمية ضخمة من المعلومات يصعب هضمها واستيعابها والربط بينها بصورة مغلوطة . تؤدي بالمتلقي للمعلومات الى الشعور بالعجز والسلبية وصرف النظر عن الملفات الحقيقية التي تعني الوطن والمواطنين .ودون السماح للشعب الجزائري بالفهم أو التفكير ولا بالنقد أو الاحتجاج .
ـ التسريب السري الذي يعتمد على شبكات ومصادر أمنية تتولى نشر المعلومات المسربة بالاستفادة من مختلف الطرق كالأفراد النفوذيين والشخصيات والمقربين منهم، والسفراء والدبلوماسيين والسماسرة والجواسيس ، ويشترط فيها بقاء الأهداف والجهات المسربة طي الكتمان والسرية لعدم لفت نظر الطرف المتلقي الى أهداف الجهة المسربة للمعلومات، وهو حال اشتغال الدبلوماسية الجزائرية بعدما خسرت المنتظم الدولي و الإفريقي بشأن قضية الصحراء المغربية وسقوط المشروع الوهمي للبوليساريو .
ـ التسريب العلني من خلال الوسائل العلنية والإعلامية والصحف ومواقع التواصل على شبكات الانترنت، ولا فرق في التسريب العلني بين معرفة أو عدم معرفة المتلقي بانها معلومات مسربة أو انها دعايات أو إشاعات، المهم هو مفعول التسريب عبرتسخير الإعلام الرسمي كما هو الحال بالجزائر، لكن تبقى هذه الوسائل عقيمة وغير ذات جدوى، لأنه سرعان ما يعلم الجمهور بالغاية السلبية منها.
ثانياً : تقنيات التضليل :
تندرج تقنيات التضليل في مايلي :
1ـ التلاعب بالمعلومات :
وهو يقوم على اجراء أو ادخال تحويرات وتغييرات على الأخبار والمعلومات عن طريق التلاعب بمحتوى الأخبار والنصوص وتزوير المعاني والمقاصد، ومن نماذجها :
ـ التلاعب من خلال إعادة ترتيب وتنظيم وإبراز الحقائق والمعلومات .
ـ إهمال خلفية الأحداث أو وصفها وسردها بصورة مختلفة .
ـ المزج والخلط بين المعلومات الصحيحية وغير الصحيحة .
ـ استخدام الألفاظ والمصطلحات والأوصاف الخاصة .
ـ الإيهام والتدليس بالمعلومات واستطلاعات الرأي .
ـ التهوين والتقليل من شأن وقيمة بعض المعلومات .
ـ الانتقائية والتحيز في اختيار المعلومات .
ـ قلب الحقائق وقلب الصورة .
ـ تحريف المعلومات وتزوير معانيها .
ـ نشر معلومات ليس لها علاقة بالحدث لصرف الانتباه والأنظار .
ـ تمييع القضايا والمواضييع .
2ـ التلاعب بالصور :
يقوم على خداع الحواس والبصر وتقديم الصورة كدليل على صدقية الخبر المنشور الذي هو أصلا يشكل أداة للتضليل والتمويه ، ومن بين تمظهراته :
-التضليل بالصورة، إما في طريقة التقاطها، أو تغيير مضمونها، والتحكم في الألوان، أو إضافة صور أشخاص أو أشياء أو حذفها أو نشر فيديو و صور ساخرة أو كلمات بذيئة ، أو يتم الادعاء بأن هذه الصور تمثل الواقع بينما هي مصنعة لتعطي انطباعاً معيناً،ضد أشخاص او رموز تفرض الأعراف الدبلوماسية الإحترام لشخصهم الإعتباري والمعنوي .
والنموذج المقيت للقناة الجزائرية التي سقطت في المحظور وأصبح إعلامها رهينة للعسكر و التي اوهمت البعض القليل بنشر صورة مركبة خبيثة لأحد الكراكيز الاعلاميين المعروف بتسخيره من طرف المخابرات العسكرية الجزائرية ،بنشر فيديو حقير ،يتم تسويقه من طرف القناة الرسمية للنظام الجزائري بشكل مقيت، ولا يمثل شيئا عن حقيقة ملك المغرب، وسوف ينكشف الأمر بعد أيام قليلة.
ـ التضليل باختيار صورة حقيقية لشخص أو حدث إلا أنها التقطت من زاوية معينة، أو في لحظة معينة، لإعطاء رسالة مضللة حول الشخص أو الموقف أو الحدث.
ـ مونتاج الصور واعادة تركيبها بما يخدم هدف الجهة المضللة بهدف تحقيق مصالح الجهات المسخرة، وهي دعاية كاذبة لنظام فاشل يسعى لتسخير التضليل الإعلامي لخدمة أجندته الواهية في إستغلال الشعب الجزائري.
-مداخل ومخرجات منظومة التضليل للنظام الجزائري إتجاه الشعب الجزائري :
يؤدي الأخذ بمعطيات التضليل سواء كانت خبرا أو صورة فوتوغرافية أو فيلماً مصوراً أو معلومة أو إشاعة أو حركة ميدانية الى وقوع المضلل بفخ التضليل والتصرف كما يريد القائم بالتضليل ونيابة عنه ،والمستهدف هو الشعب الجزائري ، مصداقاً لقوله تعالى ” ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم ناديمين ” ويحصل ذلك وفق المخرجات الآتية:
ـ الأخد بمعلومات غير صحيحة أو خاطئة يؤدي الى خلل في التفكير وفساد للحكم.
ـ تؤدي لإفشال التفكير الجمعي الداخلي للشعب الجزائري ،من حيث لا يدري ويساهم عن غير علم من خلال إشاعة ثقافة التنويم.
3ـ زعزعة وخلخلة الثقة بالتوابث الفكرية والسياسية والثقافية للهوية العربية الأمازيغية التي تؤمن بالفكر المنفتح و تسامح الديانات واختلاف الثقافات والسلم المتأصل بين شعوب المنطقة المغاربية.
ـ الشك أو الاشتباه أو الاتهام لشخص أو مجموعة أو جهة بملفات أمنية أو سياسية .
ـ الخلل في الحسابات السياسية والأمنية والعسكرية والتلاعب بمخططات التنمية الديموقراطية الداخلية للشعب الجزائري وقمع كل محاولة شعبية للاحتجاج على النظام العسكري المستبد بالجزائر ووأد كل إرهاصات التغيير أو الإصلاح من الداخل .
ـ التأثر بالحرب النفسية احباطاً أو شللا في التفكر نتيجة التزود بمعلومات مضللة وشن حملة الإعتقال في صفوف نشطاء الرأي والحرية الجزائريين .
ـ حمل تصورات خاطئة ومفاهيم مغلوطة عن قضايا حساسة أو مؤثرة بالمنطقة .
ـ التصرف وفقا لنشر دعاية خاطئة تعني التخوين ،حيث يعمد النظام الجزائري المضلل بالنيابة عن جميع الهيئات والمؤسسات ونيابة عن المجتمع المدني، في تنفيذ أهدافه الهدامة ضد شعوب المنطقة المغاربية.
ـ غياب الرؤية وتشويش المنظورات بالمستوى الإستراتيجي في بعض القضايا خدمة لمصلحة نظام العسكر للإستمرار في نهب ثروة الشعب وتمديد مدة حاكميته لأقصى فترة، دون شرعية أو مشروعية، وبنهج وحيد هو القضاء على اوكسجسن العمل السياسي أو النقابي والمدني بالبلاد.
ـ تشتيت الجهود والطاقات والموارد صوب اهداف خاطئة نتيجة التضليل ،ومنها تمويل الإرهاب بمنطقة الصحراء والساحل،لضمان استمرار العنف و اشاعة ثقافة الفوضى ودعاية الاقتتال، لاستمالة الرأي العم الدولي ،ومن ثمة افتعال الأزمات السياسية، من قبيل إنشاء المنظمات الإرهابية كالبوليساريو، وذلك لضمان تدفق الإعانات الدولية لملف وهمي يروج له من طرف نظام عسكري بقصد التضليل.
ـ اضعاف الروح المعنوية لدى الجمهور وخفض الثقة بالقيادة والمنظومة المحيطة، بخلق حدث وهمي يروج له بغرض التمويه.
ـ تنتقل الروح المعنوية المضللة للآخرين بفعل العدوى وتناقل الاخبار والاشاعة ،بغاية نشر الفوضى.
ـ الفشل في اصدار احكام بناء على أخبار كاذبة ومضللة يؤدي الى ضعف الثقة بالجهة عامة والشخصية المضللة خاصة ،وهي حالة النظام العسكري الجزائري الذي فقد المصداقية، وبدات تسقط عن عورته آخر أوراق التوت وهي الشرعية الحقيقية .
ـ يؤدي التضليل الى ضرب مكامن الصدق ومنابع الرؤية وتشويش المزاج لدى مقومات الشعب الجزائري.
ـ يؤدي التضليل الدائم الى اضعاف الاستجابة والتلبية لدى الكثير من الجمهور .
ويمكن الجزم بسقوط آخر أوراق التوت عن عورة النظام العسكري الجزائري، والذي جعل من وحدة المغرب قضيته الأولى عوض الإهتمام بقضايا التنمية الديموقراطية للشعب الجزائري الشقيق،والتاريخ يسجل إنتصار ثورة شعب يتوق للحرية والعدالة والتنمية على نير وإرادة الاستبعاد لنظام التسلط كيفما كان نوعه.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*