ماذا يقصدون بالمناطق النائية؟

فنجان بدون سكر :
ماذا يقصدون بالمناطق النائية؟
بقلم عبدالهادي بريويك
هل يقصدون بها تلك المناطق البعيدة عن الرباط أم الرباط الذي هو في الأصل بعيد عنهم؟

هل يقصدون بها بعد المسافات أم تلك المناطق التي لم تطأ التنمية قدميها بين ساكنتها الذين يعيشون ظروفا اجتماعية قاسية وفقرا مذقعا ولا سيما في المناطق الجبلية التي تكون قبلة للسائحين للاستمتاع بخضرتها وثلوجها دون ملامسة مرارة وحاجة أهاليها الذين يفتقدون لأدنى شروط الحياة الكريمة وما زالوا في خانة الفقر لايبارحون مكانه في غياب لرؤية شمولية متكاملة للعدالة الاجتماعية من قبل الحكومة المغربية؟
من يبتعد من من؟ هذا هو السؤال الجوهري في مقاربة بعض المصطلحات المتداولة بيننا وفي قواميس المؤسسات الرسمية والمنابر الإعلامية غير مكترثين بقيمة المصطلح ” نائية” وكأنها غير محسوبة في منظومة سياسة القرب في ظل تقاعس الحكومة في تفعيل دور الجهوية المتقدمة والعدالة الاجتماعية التي هي من حق كل مواطن ومواطنة يتمتع بكافة الحقوق الدستورية، وعوض المناطق النائية، كان الأجدر تلقيبها بالمناطق المنسية، أو المناطق التي لم ينل ساكنتها حظا في التغيير والبديل الذي يشهده الوطن في عهد جلالة الملك محمد السادس الذي خطى بالبلاد خطوات رائدة في تعزيز الحياة الاجتماعية بمجموعة من المكتسبات التي ظلت غائبة في التخطيط الحكومي الذي يعيش فترة التناقضات وفقدانه للبوصلة التي قد تقود المغرب بفعل خيراته وثرواته إلى حياة كريمة لكل مواطن غير سعيد.
المناطق النائية والبعيدة، والبعيدة جدا هو عنوان له شجون ويقلع النوم من الجفون ولا يقض مضاجع المسؤولين في حكومتنا المغربية التي تشتغل وفق حسابات حزبية ضيقة غير آبهة بأن الوطن للجميع، وأن المواطنين سواء في دولة الحق والقانون مما نعتبر أن العاصمة الرباط هي النائية عن باقي المناطق التي مازالت تحت وطأة الفقر والتهميش وتغييب المشاريع التنموية القادرة على إنصاف المواطن الذي يحب هذا الوطن حتى الثمالة لكن الوطن ظل معزولا عن حفظ حياته وتمتيعه بكل المقومات المؤثتة لحياة الكرامة.