swiss replica watches
يغادر الموظفون المديرين وليس الوظـائف – سياسي

يغادر الموظفون المديرين وليس الوظـائف

شفيقة سفليوي

من بين أقوال “خالد الجامعي” المأثورة: المسؤول أيّا كان فالمغرب، بالنسبة للمخزن، هو بمثابة “كلينيكس”، يقضي به حاجة ويسيبو.

تعبير بليغ، يكشف للمتتبع حقيقة صادمة.

يدعوه للتفكير، لطرح السؤال التالي: ومن نكون نحن؟ من يكون أي مرؤوس في علاقته برئيسه المباشر، فردا كان أو جماعة؟؟ إنها دعوة صريحة لكل من استمع لمقولة خالد الجامعي، قيدوم وعميد الصحافيين المغاربة، واستوعبها.

الرسالة واضحة لمن أراد حل شفرتها. يقول لنا بصريح العبارة، كفوا عن التشهير بهؤلاء من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، إنهم لا شيء ” وما إلصاق التهم بهم، فيما آلت إليه الأمور من فساد في بلادنا، إلا بمثابة “لهّاية”.

نعم، تداول فيديوهات وصور خاصة بالمسؤولين الكبار قصد السخرية والتشهير، سيؤخر الاشتغال على النفس، إن لم نقل إلغاؤه.
ما قاله “قيدوم” الصحافيين، الكاتب والمحلل السياسي، خالد الجامعي، لروحه الطيبة السلام والطمأنينة، يفضي إلى استنتاج يكاد يكون بديهيا: نحن بمثابة “بابيي إيجيينيك” بالنسبة للمسؤول المباشر.

ذلك الذي نحتك به يوميا وقد يكون من النوع الذي يؤثر سلبا في حياتنا العملية، يقلبها إلى جحيم.

لقد نصبه علينا المخزن وأعطاه كل الصلاحيات، فوض له سلطة مطلقة مقابل مسؤوليات جسيمة، ليكون الصمت آتيا من التحت، من القاعدة. إنّه نفس الصمت الذي يحلم به كل مسؤول في قانون التراتبية الإدارية.

كل بدوره، مضغوط بضرورة الضغط على الفريق الذي يعمل تحت وصايته، يقسمه إلى فريقين:
المقربون: أصحاب الخطاب المستحسن والمقبول والبعيدون عن المنطق الصحيح، وما أكثرهم. إنهم المنقذون والمساعدون القادرون دوما على نقل السلطة، إنتاجها، ليمنحوها طاقة خلاقة للتمكين من بسط السلطوية والتسلط إلى أبعد الحدود.
المبعدون: أصحاب الخطاب المرفوض وهم قلائل جدا، أولائك الذين يشكلون خطرا على تمكن المسؤول من الاستمرار في الإمساك بزمام السلطة بيد من حديد… لأنهم قادرون على تفجيرها، وجعلها هزيلة، وقد يساهمون في إضعافها وربما إلغائها.
لكي ينجح وينال رضي مسؤوله المباشر، سنجده يحصن نفسه عن طريق تقريب فريق كامل، فريق جاهز، ليس في حاجة للفرز والانتقاء.

فريق في مقام ما ملكت أيمانهم. مدير عن مدير، خلف عن سلف.

نفس الفريق، ليكون بمثابة الدرع الواقي. بينما يقصي ويهمش الباقي. البقية الصامتة تُنتهك في الحق والكرامة…
ولأن العبيد درجات، تصنف البقية الصامتة في خانة العبيد من درجة “أقل من لاشيء”.

في قانون النضال فقط من أجل البقاء، تلجأ هذه الشريحة من المجتمع القابعة أسفل الهرم إلى مجاملة كل الأطراف، فقط لكي تعيش.

توسعت السلطة، انتشرت وتفرغت عنها سلط أخرى أشرس من تلك التي تمخضت عنها.
يقول مونتسكيو: “إذا لم يسمع داخل مؤسسة من مؤسسات دولة ما صراخ نتيجة لأي نزاع، فتأكدوا أنه لا توجد حرية”. لكن الأكيد أن حتمية وأهمية التغيير الإداري، يبقى حاملا للمفاجآت. لا بد للتغيير من قيادة متجددة لجعله ناجحا. التغيير مفتاح الإصلاح والتطوير.
“لا يستطيع الفرد وحده التغيير، بل يمكنه أن يقوده فقط”
كما يبقى اختلاف مسؤول يرحل، عن آخر جديد يحل، من حيث التحلي بمبادئ الأخلاق والفكر الحرّ، منشودا.
يملك الموظف في بعض الحالات إمكانية تغيير الوظيفة ومقر العمل وقد يغادر البلد بحثا عن حياة أفضل بما تيسر من الحرية والكرامة، من ثمّ المثل القائل: تبدال المنازل راحة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*