swiss replica watches
عيد بأية حال عدت يا عيد !!! – سياسي

عيد بأية حال عدت يا عيد !!!

يحل الثامن مارس موشحا بتاء التأنيث ، عيد يعود بعد كل دورة كبيرة للأرض حول شمسها البعيدة ، هو عيد لنا جميعا ، للرجال أيضا ، و لكل مكونات المجتمع ، لطالما كانت المراة نواة الأسرة ، و لطالما أخلفنا مواعيدنا مع التاريخ حينما تآمرنا على النواة ، مقزمين دور النساء ، مسلحين بأفكار و عقليات دكورية كانت سرابا حجب عنا أمما بعدت عنا بسنوات ضوئية ، كبعد أقرب مجرات الكون .
أمام اصوات كثيرة ، استسلم المغرب لنداء العقل ، مانحا للمغربيات اولى فرصهن … التعليم … فكانت بمثابة ثقب أسود اختصرن به المسافات نحو عالم التفوق ، تفوق بنون النسوة ، و ما نتائج البكالوريا للسنة الماضية سوى دليل قوي على قوة إمكانيات الفتاة و المرأة المغربية ، مغربيات تقلدن مراكز القرار وطنيا و دوليا ، علميا ، اقتصاديا ، عسكريا ، و سياسيا ، لكن هذه الأغصان لا يجب ان تخفي الغابة خلفها ، هناك حيث مازلنا على موعد مع مظاهر الإدلال و العبودية ، نساء عاملات مكدسات في وسائل نقل لا تحترم كرامة الإنسان ، و مع كل حادثة ترحل العشرات في صمت ، تشغيل النساء في ظروف مزرية و بمقابل هزيل ، التحرش و تعنيف الخادمات ، و نساء بالأعالي يضعن صغارهن في ظروف لا تليق ببلد يرنو نحو الأفق ، حيث لا مراكز صحية و لا مسالك طرقية !!!
إن نسبة الهدر المدرسي للفتيات لازال مقلقا ، في غياب تحفيز حقيقي لهذه الفئة عن طريق تقريب المؤسسات الاعدادية و الثانوية ، و عن طريق القطع مع صور لا تليق بنا كغياب المراحض بمؤسسات قروية ، و كذلك عن طريق توعية أولي الأمور كون التعليم لا يرادف الانحلال و إنما التنوير .
الثامن من مارس لم يختر عبثا للاحتفال ، و إنما كونه بداية إزهار الطبيعة ، تتفتح كل الاشياء الجميلة عارضة كل هذه الروعة على الأنظار ، في انتظار تفتح العقول ، الأفكار ، القرارات ، القوانين ، حتى نبني نواة قوية ملؤها الاحترام المتبادل ، المشاركة ، المناصفة و المساواة في الحقوق و الواجبات ، هي الوصفة الوحيدة الممكنة ، لبناء اسرة قوية ، فمجتمع قوي ، فطموحات أقوى !!!
الحسين أمساسي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*