swiss replica watches
صحافة ” القفة”، تحتاج إلى وقفة – سياسي

صحافة ” القفة”، تحتاج إلى وقفة

بقلم سدي علي ماءالعينين، ابريل، اكادير، 2022(مقال57).
عندما ترشحت للانتخابات التشريعة وضعت اسفل صورتي:” إعلامي وفاعل جمعوي” ، قامت القيامة ولم تقعد من بعض المنافسين والمنابر الإعلامية الموالية لاحزابهم ، و بعض الحاسدين ، يتهمونني فيها بانتحال صفة ، وهو الأمر الذي يعني إلغاء ترشحي.
حاولت جاهدا أن اشرح للمتصلين أن الإعلامي ليس هو الصحفي ، وأن الصحافة ببلادنا مهنة تستوجب الحصول على بطاقة الصحافة ،فيما الإعلامي فهو الذي يقدم البرنامج وينشط الامسيات ويسير نقاش و ندوات….
في بلادنا زمن إدريس البصري ووزارة ام الوزارات التي جمعت الداخلية والإعلام ، ومن اجل محاربة الاعلام الحزبي تم وضع قانون للصحافة يعطي الحق لاي مواطن كيفما كانت مهنته و مستواه الدراسي الحق في اصدار جريدة .

وبذلك تم اغراق السوق المغربية بصحافة الرصيف أو الصحافة الصفراء.
قبلها كانت الصحافة الحزبية هي السباقة لاقحام أصحاب مهن أخرى في مهنة المتاعب، فجعلت من مناضليها وغالبيتهم بقطاع التعليم مراسلين للجرائد، واصبحوا يقدمون أنفسهم للسلطات بصفة صحفي بجريدة حزبية .
هكذا أصبح الجميع يلصق لنفسه صفة الصحفي ، حتى أن منهم من يصدر جريدة في عدد واحد وتتوقف ،لكنه يضع شارة صحفي على زجاج سيارته، يقهرها لرجال الأمن في الطرقات.
هذا هو إعلامنا قبل أن تفتح الخيوط العنكبوتية ،و تتشبك الاسلاك الفضائية و تموت الحروف على الورق و تنتعش الرقمة.
اليوم نحن أمام شعب باكمله يمكن اعتباره صحفيا، فالكل يصور ويسجل في الكل، والكل يعلق في الفيس بوك على الكل …
وبلغة الارقام، وبالعودة إلى الصحافة المهنية وما يرتبط بها ، فنسجل تضاعــف عــدد الصحفييــن الممارســين فــي الصحــف الرقميــة عشــر مــرات خلال الاعوام الخمسة الاخيرة، حيـث انتقـل عددهـم مـن 98 صحفيًّـا ف 2015 إلى 1006 سنة 2021
لقد أدركت الدولة أن صاحبة الجلالة فقدت هبتها واصبحت مهنة من لا مهنة له ، وأصبح التشهير هو السمة الغالبة على الممارسة التي يصعب نعت غالبيتها بالصحافة والاعلام ،
تبعا لذلك تم حجب ما لا يقل عن ألف موقع إلكتروني من طرف أصحابها خلال عام 2019، وذلك بعد دخول تعديلات قانون الصحافة والنشر حيز التنفيذ يوم 15 غشت 2018، ويحتوي القانون على العديد من المواد التي تقيد إنشاء وإدارة الصحف الإلكترونية من بينها أنه اشترط أن يكون لكل مطبوع دوري أو صحيفة إلكترونية مديرا للنشر واشترط أن يكون حاصلا على شهادة متخصصة في مجال الصحافة وأن يكون حاصلا على صفة صحفي مهني.
هذه السنة يحتفل المعهد العالي للإعلام والاتصال بسنته الثالثة بعد الخمسين !!، هذا المعهد الذي من مهامه توفير خريجيين للعمل في المؤسسات الإعلامية الوطنية و الصحافة المكتوبة والرقمية.
وفي السنة الماضية تخرج الفوج العشرون لخريجي معهد الصحافة والاتصال والذي حمل اسم الأمين العام لاحزب الاحرار انذاك ورئيس الحكومة الحالي الوزير أخنوش عزيز !!،
معهد تخرج منه على مدى هذه السنوات حوالي ألفي خريج، يعملون لفائدة مؤسسات إعلامية داخل وخارج البلاد، بما يساهم في تطوير مجال الإعلام والتواصل في المغرب.
في آخر الإحصاءات (2019) أنّ 22 مليون مغربي منخرطون في الشبكة العنكبوتية وأن %86 منهم ينشطون كل يوم على صفحات الإنترنت.
هذا الإقبال على الشبكة العنكبوتية فتح السوق الإعلامية الرقمية في المغرب على مصرعيه حيث ازداد عدد المواقع الالكترونية من 262 موقعاً سنة 2015، إلى 892 في نيسان 2019، بحسب معطيات وزارة الاتصال المغربية.

حيث تبين للمقاولين أن سوق الإعلام الرقمي يمثل فرصاً جديدة للاستثمار بعيداً عن الإعلام التقليدي، وتبقى المنصات الرقمية المستقلة أكثر تحرراً من الناحية الاقتصادية من نظيرتها التقليدية.
لكن هذا التحرر تجاوز المجال الاقتصادي واصبحنا أمام ظواهر تسمى تجاوزا اعلاما، أصبحت تمس جوهر الممارسة الصحفية و تشوه صورة بلادنا داخل وخارج.
لقد تراجع دور الصحفي المهني ليفتح المجال لكائنات هربت من شروط فتح المواقع الالكترونية إلى مجال القنوات اليوتوبية، التي لا أحد ينكر جودة ما تقدم العديد من القنوات منها ، لكن الغالبية العظمى سلكت مسالك جني الأموال عبر الضرب عرض الحائط بقيم الصحافة والاعلام،
واقع يحتاج إلى وقفة … و ليس إلى قفة !! كما فعلت نقابة في ليلة من ليالي رمضان وهي توزع المساعدات على من سمتهم رجال الصحافة.
فهل تعتبرون؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*