swiss replica watches
ألوان تليق بالوطن – سياسي

ألوان تليق بالوطن

سمير أبو القاسم

ألوان تليق بالوطن:

أبدا لم يكن ينقصنا امتلاك رؤية للعوالم المشوهة التي ينبغي أن تخضع لعملية التجميل، ولم نكن بحاجة إلى ما يغوص بنا في عالم الخيال الفني الواسع، بل كان الأمر يتطلب ألوانا تليق بموضوع الوطن، وإعادة تشكيله، ليصبح تعبيرا يعكس ذاك التقدير الذهني الجميل لواقع يراد تقبيحه.

من يحدد اليوم حاجات الشعب؟ من يحاول القيام بإصلاحات؟ من يخرج المؤسسات من خاصيتها المحافظة؟ من يعمل على فك طلاسم الأزمة الاجتماعية والسياسية؟ من يجنب البلد الاندحار إلى ويلات الاحتقان؟ من يزرع بذور الأفكار؟ من يقود حركة قادرة على فرض تأمل لتوضيح المسار؟

أيقنت أن الريشة بقدر ما هي أداة للمس والانسياب، بقدر ما تصبح جزءا من الفكرة المطلة على الدماغ.

وهي الحالة التي دفعت بي إلى البحث عن معمار وصفي، بكل ما يحمله من حركات وألوان وخطوط وانحناءات، قد تساعدني في تصوير المشهد.

وكأني بذلك أطرق باب الذاكرة من نافذة الألوان ومزجها، علها تفي بغرض إبداع لوحة فنية، تكحل عين الناظر وهو يشاهد الصورة بفسيفساء لونية وحركية وحياة، وليحدث ذاك التناغم المطلوب بين الرسم والواقع.

فقد يصلح الفن للتبشير بعدالة اجتماعية، ويصدر قوانين تنظم الفئات الهشة والفقيرة والمهمشة، ويحتضن حاجاتها وانتظاراتها، ويقيم ديمقراطية تليق بجمال اللوحة، وينقذ بلدا من الضياع.

كم كنت متشوقا لتلخيص وجهة نظري في لوحة، عبر ريشة الفن المنذور للحياة، المكثف للتعبير عن أفكار لاحت في الأفق، ليبقى للوجود معناه النبيل في الأذهان ومكانته الرائعة في النفوس.

لا لشيء سوى للإسهام في تشكيل تحالفات الألوان التي تقود إلى تصحيح المسار وتفادي تدمير البيوت والأسر، ولحمل أفكار متقدمة للحاضر والمستقبل، ولتتسم قيادة المشروع المجتمعي بشخصية كاريزمية منقلبة على الجبن العام، وحاملة لمشعل يبلور تقدما ملموسا لا مدبجا في الخطب.

إن الوقوف أمام الفنان من زاوية إبداعاته، هو شكل من أشكال استحضار الهندسة كميزة ابتكارية عنوانها الأساسي وطن، دون أن يكون المفهوم مرئيا كما جرت العادة في التصاميم الشائعة التي تكاد تكون متناسخة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*