لماذا يجب عليك أن تصبح “مؤثرا”؟

لماذا يجب عليك أن تصبح “مؤثرا”؟

كي تحصل على تذاكر المونديال، ورحلات مجانية من القنوات والشركات والجامعات يجب أن تكون “مؤثرا” تداعب كرشك باعتزاز أو تعرض “اللحم الطري”، أو تلوي لسانك، أو أي شيء تافه.

كي تصبح صحفيا لامعا وتستقطبك المؤسسات الإعلامية الكبرى والصغرى، ولو أنك تصف كيف تنظف مؤخرتك حين تستفيق في الصباح، ومهرجا وتتحدث عن اللاشيء، يجب أن تصبح (وبشكل عاجل) مؤثرا، لأنها تبحث عن الأرقام والبوز. لا تصدقهم حين يحاضرون في جودة المحتوى والتأثير وبناء ذائقة الجمهور وتلك الشعارات الزائفة التي تعلمناها في معاهد الصحافة.

كي تحظى بالامتيازات؛ وتسافر مجانا على حساب أموال الضرائب، وينادونك من المؤسسات الكبرى والوزارات، يجب أن تصبح “مؤثرا”.

كي تسير على البساط الأحمر في مهرجان يفترض أنه يقدس أحد الفنون التي تهذب أذواق الناس، يجب أن تكون مؤثرا، حتى لو لم تتفرج فيلما واحدا. ما يهم هو التفاخر على إنستغرام وبناء جيل يؤمن أن الجد والعمل والتفوق والكد ليست قيما حقيقية.

لقد أصبحنا بالفعل نشك في قدراتنا العقلية، هل تجاوزنا الزمن، هل ننتمي إلى حقبة تاريخية أخرى ولا نفهم روح العصر. هل يجب أن نصبح “مؤثرين” على شاكلة هؤلاء كي نحظى فقط بحقنا الطبيعي. فقط.
محمد احداد