swiss replica watches
مادة البوفا… وضرورة قطع رأس الأفعى – سياسي

مادة البوفا… وضرورة قطع رأس الأفعى

مادة البوفا… وضرورة قطع رأس الأفعى

بقلم عبدالهادي بريويك

كم هو سعر غرام المخدر البوفا؟ من يستهدف؟ كيف بدأت دائرته تتسع وتنداح كما تنداح بلجة ماء تلقي فيه بالحجر داخل المجتمع ؟  وهل تباع بـ “سعر مدعوم”؛ قريبًا من قِبَل عصابات تجارة المخدرات، بغية فتح سوق جديد أوساط الفتيان والفتيات والشباب عامة، وفتح سوق جديد لإضعاف جيل ناشئ  واغتصاب مستقبله وتفتيت قوته .

البوفا وانتشار السجائر الإلكترونية؛ التي لا تترك أثارا عرضية كالروائح مثلا ويمكن استعمالها في مختلف الأمكنة دون وازع خوف ” وتحت الدف” لعنصر الفتيان والفتيات في سن المراهقة، تعبيرا عن تمرد ضد مجتمع محافظ، وتعبيرا عن عدم قدرة مناهج التعليم الحديثة على الارتقاء إلى مستوى استجابتها لتطور المجتمع ومسايرته للركب الحضاري في حفاظ تام عن الهوية المغربية، وتجذرها في الأصالة العربية الأمازيغية، بعمقهما التاريخي والقيمي والأخلاقي والحضاري والعلمي، هذه المناهج التعليمية التي ساهمت و تساهم في تشتيت بال جيلنا المغربي  الناشئ، وتجعله لا يتأثر ولا يؤثر في المنظومة التعليمية ولا يتفاعل مع مناهجها و مع محتوياتها، ولا تستفز فيه ملكة القراءة والبحث والتحليل والإسهام في تكوين شخصيته واكتشاف مواهبه وتطوير ذاته حتى يساهم في الارتقاء وحماية هذا الوطن، بقدر ما يجد نفسه أمام آفات خطيرة منتشرة في مختلف الأماكن وفي المتناول، آفات تغزو الشوارع والثانويات والإعداديات وحتى المدارس.. آفات تغزو البيوت وتنذر بكل أشكال الخطر على المستقبل المبني على سواعد وأفكار شبابه.

ولا تلتفت المناهج التعليمية لطرق علاجها بأساليب بيداغوجية متطورة استثنائية من خلال توزيع مطويات التوعية بين صفوف المتمدرسات والمتمدرسين  وإعداد برامج التوعية حول مختلف المظاهر والمناسبات وتسليط الضوء عليها بأشكال تعليمية احترافية تستمد قيمتها في مدى قدرتها على التواصل وغاية في التأثير والعلاج .

ورغم قيام الأجهزة الأمنية بدورها في محاربتها لمختلف أشكال الجريمة والحد من منها ومن انتشار  تجارة المخدرات وتعاطيها ، إلا أن السؤال المطروح كيف انتشرت هذه المادة الخطيرة التي تسمى “كوكايين الشباب الفقراء/ البوفا “ ؟ ومن يجلب المواد الأولية لإنتاجها؟ وما هي الوسائل الكفيلة للقضاء على هذه الآفة وآفة المخدرات بصفة عامة، وبسرعة يتم هزم رأس الأفعى وأباطرتها؟

البوفا.. هي إبادة جماعية  للشباب والجيل الناشئ، هذا الشباب الذي  إذا ما مر بظروف معيشية صعبة أو حتى خلل نفسي وعدم القدرة على التوازن بسبب صدمة تعرض لها، يبحث عن أسهل وأسرع حل..في غياب الوازع الديني والوحي الفكري اللذين يشكلون حاجزا بين المرء والهاوية؛ اعتمادا؛ على المحيط الأسري والأصدقاء اللذان يعتبران أهم  الأسباب الرئيسية للنجاة.

والحل لا يكمن إلا في تقوية لحمتنا وعلاقتنا بأطفالنا، ومراقبتهم، ونكون لهم خير السند ونعم الأصدقاء.

البوفا اليوم أصبحت تشكل مصدر قلق كبير للأسر والعائلات والمجتمع؛ لما تسببه من أضرار خطيرة  تؤدي إلى كلا الطريقين الموت و السجن..هي – البوفا– بمثابة الانحراف المطلق يكاد يكون مرفوعا عنه القلم، وهي وسيلة من وسائل التغييب ونشر ثقافة الانطواء في صفوف الجيل الناشئ ،بوابة خطيرة للعزلة، مؤدية للسرقة والعنف، والتوجه نحو المستقبل الغامض.

خطر المخدرات ما انفك يتفاقم رغم جهود القوات الأمنية في مجال محاربتها، إلا أنَّ آفة الفساد دائمًا ما تقف معرقلا في طريق كل خطوات الحد من هذه الظواهر المدمرة للمجتمع.

لنتحد ضد انتشار مخدر البوفا بين صفوف جيلنا الناشئ

لأننا ندرك أن الحاجة ماسة إلى اقتلاع المخدرات من جذورها، فلن تنفع كل المحاولات لملاحقة المروجين وصغار التجار، وعلى الجهات المعنية توجيه اهتمامها نحو المحرك الأساسي لتجارة ” البوفا” ، والذي لا نعتقد أن الاجهزة الأمنية عاجزة عن رصده.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*