swiss replica watches
كيف أرى الكتابة الروائية.؟ – سياسي

كيف أرى الكتابة الروائية.؟

كيف أرى الكتابة الروائية.؟

بشكل أدق ما الشروط الواجب تحققها في شخص ما ليصبح روائيا؟ ؟؟؟..
الناقد سعيد فرحاوي

اعتبر مداخلتي في مواضيع بمشارب مختلفة مجرد وجهة نظر خاصة، اعتبرها أرضية للنقاش، وليست اقتراحات صادمة تشكل وصاية كما يفعل البعض،مما يجعلهم يقحمون أنفسهم بمداخلات استفزازية أكثر منها ارضيات للنقاش والحوار الجاد و الهادف.
بعدما حددت في مداخلة سابقة وجهة نظري حول النقد وعلاقته بالإبداع عامة، ها أنا أعود اليوم بأرضية جديدة تعني الكتابة الروائية،مع تحديد الشروط الممكنة في شخص ما ليصبح روائيا ناجحا.
انطلق من سؤال مركزي:
-ماهي الأسس المحورية التي تلزم الروائي احترامها وهو يفكر في كتابة نص روائي؟..
-ماهي الشروط الممكنة التي يجب توفرها في شخص ما ليصبح روائيا؟..
_بشكل عام:
متى يمكن لكاتب ما ان يصبح روائيا ناجحا؟.
في نظري المطلوب في كل شخص أراد أن يكتب نصا روائيا ان تتوفر فيه الشروط التالية:
_1_ان يكون متمكنا من القراءات الواعية لمجموعة من الروايات القديمة والأخرى التي تكتب في زمنه، بوعي يستحضر الفهم التالي:
-معرفة خصائص الكتابة الروائية التقليدية او الكلاسيكية، كما يلزمه ان يعرف التغيير الذي حصل في الروايات التي تواكب زمنه. لماذا هذا المطلب؟
في نظري، يلزم كتابة رواية مختلفة، متجددة ومختلفة، وهذا الشرط لن يتحقق في غياب وعي تام بخصائص الأعمال التي يقرأ. فكيف يمكنه إعطاء عمل روائي مغاير وهو لا يعرف الخصائص التي يجب أن بحتازها في الأعمال القادمة، فمعرفة الشيء يعني التمكن منه، والمتمكن منها يسهم في تجاوزها وإعطاء منتوج مغاير ومختلف يحسب له في مساره التجديدي
-2_يلزم الروائي المجدد ان يكون متمكنا من ثقافة شاملة لحقول مختلفة، تسهم في إغناء معارفه الروائية، حتى يتمكن من إعطاء عمل بجودة كبيرة في مجال فتح كل الحدود الممكنة لتطعيم وإغناء معارف شخصياته بمعلومات جد معمقة، تؤهله بأن يقنع القارئ بعمق منتوجه.
-3-إعادة الكتابة عدة مرات، لأن كل إعادة تعني تطعيم وإغتناء تعميق المعارف السابقة.

لا يمكن للعمل الروائي المتسرع ان يخلق مجالا مقنعا بعمق ما قدمه من معارف تفيد القارئ المتمكن معرفيا، في كل الحقول.
_4_الانفتاح على النقاد المتمكنين من المجال السردي،. لتقديم ملاحظات يمكن إعادة النظر فيها لتعميقها وتثميرها قبل خروجها ناقصة إلى قارئ لا يرحم. فالانفتاح على النقاد يعني إعطاء العمل عدة فرص موازية لإنتاج عمل في مستوى عال من الجودة.
_5_التركيز على الذات كمنطلق، من خلالها يمكن تفجير كل المواضيع الخارجة عنها، لهذا فالذات هي مصدر العالم، وهي البؤرة المنطلق التي ترى العالم من زاوية ضيقة جدا، في حين التركيز لا يعني الانصهار فيها والوقوف عندها، بقدر ماتكون مجالا أوليا يسهم في تفجير كل ماهو خارجي عنها.

الذات هي أساس العالم، هي البداية والمنطلق، وهي الرؤيا الأولية التي من خلالها يرى العالم مفتوحا على عدة تأويلات.
-6-محاولة جعل المنتوج الروائي مجال يعني جيلا بكامله، ولا يحصر في ذات الروائي وحده، بل ينبغي على كل قارئ ان يجد نفسه معنيا في الخطاب الذي يقرأ، وكأنه هو بطل العمل الروائي، فكلما تمكن الروائي من جعل ذاته محورا يعني الكل بقدر ما يكون عمله ناجحا وبحدة.
:7_محاولة اختراق كل الأجناس، هنا يكون الروائي ممكنا قادرا على تجاوز الجنس الروائي وفتح أسئلة معقولة تدفع إلى إقحام كل الأجناس الأخرى بطرق معقولة و مقنعة.

هنا سنتكلم على المستوى المعرفي العالي لدى الروائي الذي سيجعل منه مثقفا موسوعيا قادرا على إقحام كل المعارف بطرق مشروعة وممكنة.-
: 8-قدرة الروائي على قراءة المستقبل والتمكن من إعطاء حقائق ممكن توقعها في الزمن القادم، ليجعل من منتوجه عملا روحيا، طبعا بتحقق هذا العنصر يكون الروائي متحكما في تكوينه المعرفي الكبير الذي سيقوده إلى تحليل وتفسير كل أحداث زمنه وزمن مستقبله، إلى درجة التنبأ بالقادم بشكل مقنع.
_9-سلامة اللغة واحترام أسس الكتابة الجمالية، بحثا عن المتعة والامتاع اللذان يشكلان اساس العمل الإبداعي عامة و الروائي على وجه الخصوص.
_10:ضروري إيمان الروائي بقضية بشرية والدفاع عنها، لينتج قراءا يتعاطفون مع طبيعة القضية التي يؤمن بها ويحاول من خلالها إقناع كل من قرأ عمله بضرورة الالتزام بها ، حتى يتحقق التغيير، وهكذا يتحول الروائي إلى رسول يهدف المساهمة في ولادة عالم سام، خال من العيوب البشرية الفتاكة والقاتلة..
_11_محاولة كتابة عمل يعني الإنسان عامة، ليصبح كاتبا شموليا يتكلم بلسان العالم عن قضايا برؤى متعددة.

هنا ضروري إخفاء مواقفه الإيديولوجية حتى لا تسهم في خلخلة قرائه المتعددين، على مستوى الهوية المذهبية والفكرية.
_12-ضروري ان تكون المقدمة في مستوى عال من الجودة والخاتمة أيضا، حتى يتمكن الروائي من قبض قارئه وسجنه في كتابته بدون أن يتركه يهرب بعيدا دون إتمام عمله.

البدايات والخاتمات تشكل مسارات مهمة لابد من العمل عليهما وبشذة..
لهذا في نظري اي عمل روائي أراد لنفسه النجاح يلزمه ضرورة احترام القواعد والمرتكزات الموضوعية التي طرحناها في هذه الأرضية، بطبيعة الحال إلى مقدمات اخرى يراها الكاتب واجبة، من زاوية نظره، شريطة ان يكون متفق عليها من جهة، كما يلزم ان تكون معقولة من جهة أخرى، حتى يمكن تقبلها بشكل عادي وسلس في كل ممارسة روائية.
طبعا إلى جانب الصبر، الذي يعد شرطا مهما في مجال الكتابة الروائية الشاقة، والاستماع إلى الرأي المخالف والمنتقد، مع الإيمان بقاعدة مهمة ان افكار الروائي من الممكن أن تكون خائطة ، لهذا وجب تصحيحها، حتى لا يظل أسير أخطاء متعددة يريد من خلالها أن يقنع العالم بصحتها، في حين هي غير مقبولة في وجود لا يقبل الخطأ.
اعتبر الرواية عالما بروح خاصة وشخصيات متضاربة، وأمكنة متعددة، وأزمنة متناقضة، فكلما حاول الروائي تركيب هذه الكلية المتنأحرة كلما كان ناجحا في زراعة الروح في عالمه الخاص ليصنع العالم وفق شروط مسموح بها، على كافة الأنساق

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*