من حق الأسد زياش أن يزأر بحرية
من حق الأسد زياش أن يزأر بحرية
ادريس الأندلسي
دفعتني تعليقات من نصبوا أنفسهم اوصياء على زياش إلى دعوتهم لاحترام حرية التعبير و تقديسها. كيف تطلب من إنسان يرفض الظلم، و يعاني من مشاهدته و تقييمه الشخصي و الأخلاقي و التربوي و القيمي، أن يسكت، ككثير من الجبناء، على قتل الأطفال و تدمير المستشفيات و المدارس و قتل الأطفال و النساء و الشيوخ.
من حقك يا زياش أن تنتفض و تزأر و تتضامن مع شعب فلسطين.
أعتبر خرجاتك، و لو تدخل فيها من تدخل، أجمل الأهداف التي سجلت في شباك العدو.
كيف لا يخجل من يتكلم عن زياش بلغة الوصاية و تقديم النصح لشاب، يعتبرونه غير قادر على التمييز بين الخير و الشر.
زياش لاعب عالمي و عميد منتخب المغرب ، و لكنه ليس رهينة بسبب تميزه بجهده و حبه للوطن.
زياش مناضل ضد الفقر و الهشاشة في بلاد المهجر. انتصر على العنصرية و على العنف و على الظروف الإجتماعية.
أصبح نجما رغم انفهم . و لكنه ظل مفتونا بالحب و الوفاء للوطن.
اقلقتني حملة ظاهرها حق و عمقها باطل.
يقوم الكثير من أشباه الصحافيين و عبيد شبكات التواصل إلى ربط تعبير زياش عن موقفه بما تروجه الدعاية الجزائرية المقيتة.
كيف يمكن أن يتفاجأ هؤلاء بأفعال ذباب الجارة الشرقية.
و كيف يمكن أن نعير اهتماما لمن فقدوا عقولهم منذ زمان.
لكن الأهم هو ضرورة إحترام موقف يهم حرية التعبير.
زياش اللاعب الفنان و الإنسان عنيد و صادق.
اتركوه و لا تكونوا ممن سقطوا في مصيدة المخابرات الساقطة الجزائرية.
زياش يستحق الإحترام و لا حاجة لكل لاعبي المنتخب الوطني، مزدوجي الجنسية، لدروس في التاريخ .
يكفي أنهم اختاروا بلدهم و وقفوا بخشوع أمام العلم الوطني.
و كانوا أوفياء و اوصلوا بلادنا إلى أعلى المراتب عالميا.
و ليعلم من يعتبرون أنفسهم أوصياء ، أن زياش ولد و ترعرع و كبر في مناخ ديمقراطي تحكمه قيم العدالة و الحرية و المساواة. فلا تسألوه لماذا عبر عن موقفه.
من حق زياش أن يخاطب زمرة الأوصياء و سكوتهم الصارخ على مظاهرات المغاربة ضد جرائم الابادة الصهيونية ، ولا زالت جبهة مناهضة التطبيع تصدر بياناتها. تظل هذه المظاهرات تنظم بشكل متواصل منذ 11شهرا من شمال المغرب إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه.
و يستمر سكوت من لم يشارك في أي تعبير عن رفض الهمجية الإسرائيلية.
ما يهم المغاربة، و زياش معهم، هو الشعب الفلسطيني و ليس الانتماء السياسي لمن يواجه الاحتلال الصهيوني.
عبر أبطال رياضيون و فنانون و كتاب و علماء من كافة أرجاء الدنيا عن شجبهم لجرائم إسرائيل، و لم يتكلم أحد.
و حين عبر زياش عن غضبه ظهرت طوابير الوصاية. و يظل الأسد سيد نفسه و حرا في رأيه. تذكروا نضال الرياضيين السود في أمريكا و ادوارهم في إسقاط القوانين العنصرية.