وليمة الهدهد…
فنجان بدون سكر:
وليمة الهدهد
بقلم عبدالهادي بريويك
سأقدم لكم الآن أقدم نكتة في التاريخ.. لا لأنها أقدم نكتة فقط، بل لأنها نكتة متجددة على مر العصور.
تقول النكتة أن طائر الهدهد دعا النبي سليمان عليه السلام وجنوده من الجن والإنس والطيور إلى حفل غذاء على شاطئ البحر.
وقد لبى النبي سليمان الدعوة، وحضر مع حاشيته الكبيرة. لكنه فوجئ بأن الهدهد لم يحضر لهم طعام الغذاء، بل كان يحمل في يده جرادة..
وهنا سأله النبي سليمان ..أين الغذاء الذي سنأكله يا هدهد المحترم؟
وهنا ألقى الهدهد بالجرادة التي في يده إلى البحر وقال: هذا هو اللحم ..فمن لم تصبه حصة منه ..فإن المرق كثير..
انتهت النكتة ..الرجاء شد الأحزمة. والامتناع عن ..الضحك. لأن في الأمر ما يبكي.
لأن الهداهد من حولنا كثيرون ‘ رغم نسبتهم القليلة مقارنة مع عامة الناس) ..فقد أكلوا الوليمة كلها. أو كما يقال. أكلوا البيضة وقشرتها ..وتركوا لنا المرق الكثير.
مرق مالح لا يسمن ولا يغني من جوع.
ولا يصلح حتى لغسل اليدين. وحتى ‘ السمك) التي فيه اصطادوه بالديناميت والصواعق الكهربائية. والوسائل التهريبية والفنون النهبوية، وأفانين الشفط والبلع والتبليع، وشطارة التجارة.
ومهارة الدخول المستورة. والأموال المقبورة بالعملة الصعبة في بنوك بني أوروبا..
ومن الأمور المبكية أن جيوبنا التي نملؤها من مرق البحر، يتسرب منها الماء فلا يبق فيها غير الملح والطعم العلقم المر..
وآخر طب الكيل أن الهداهد يشيعون بين فترة وأخرى عن زيادة في نسبة الجراد المحدود لذوي الدخل المنكود.
ثم يتضح أن أمر الإشاعة مجرد ( نكتة) أطلقوها للتخدير ..وآخر الإشاعات كانت إشاعة زيادة في التعويض العائلي وفي الأجور ..
هذا معناه أن الولد الذي كان يستطيع شراء قلم ومبراة وممحاة من ( الأموال) المخصصة له، سيستطيع بعد تحقيق الوعد شراء قلم ومبراة وممحاة وقلم حبر جاف وقطعة علكة. ليعلك فيها أوهام طعامه وملبسه ومصروفه اليومي..
أما الأمر المضحك فهو أن الهداهد ما تزال تدعونا إلى ولائمها.
بينما نحن ما نزال نلبي الدعوة ..ونأكل من المرق حتى التخمة..