ذكرى الاستقلال: دروس في الوحدة والمسؤولية الوطنية
كمال الهشومي
ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تحمل رسائل سياسية عميقة موجهة لنا جميعا وخاصة للشباب المغربي لترسيخ قيم المواطنة الحقة والوعي الوطني العميق.
ففي هذا الحدث التاريخي، تبرز أهمية الوحدة الوطنية والتلاحم بين مختلف مكونات الشعب المغربي في تعدده وتنوعه لتحقيق أهداف كبرى، وهو الدرس الذي يعلمنا أن تجاوز الخلافات والعمل الجماعي التكاملي هما السبيل الوحيد لحماية المصالح العليا للوطن.
ان وثيقة المطالبة بالاستقلال تجسد الالتزام بالهوية الوطنية والقيم الثقافية في مواجهة أولى التحديات ألا وهو الاستعمار الأجنبي، وهو ما يدعو الأجيال الصاعدة للتمسك بمبادئهم وثوابتهم.
كذلك، يعكس النضال السلمي والحوار السياسي الراقي الذي انتهجته الحركة الوطنية بضرورة اعتماد الوسائل الحضارية والقانونية للدفاع عن الحقوق والمطالب المشروعة.
كما تبرز ذكرى الاستقلال أيضًا الدور المحوري للشباب في صنع التغيير، مما يحثهم على الانخراط الإيجابي في الحياة العامة من خلال التعليم، العمل، والمشاركة في القرارات التي تهم مستقبل الوطن.
وفي الوقت نفسه، تعزز هذه الذكرى الإيمان بأن الاستقلال ليس فقط محطة تاريخية، بل هو مشروع مستمر لبناء مغرب حديث ومتقدم يعتمد على العلم، المعرفة، وروح المسؤولية والانخراط الفاعل في كل قضايا الشأن العام بمسؤولية ووعي وطني.
بذلك، تصبح هذه الذكرى مصدر إلهام لتعزيز الالتزام الوطني ومواصلة مسيرة البناء والتنمية.