عبد الإله، مول الحوت ماشي اللي مات ليه الحوت

عبد الإله، مول الحوت
ماشي اللي مات ليه الحوت

كتبها: صلاح الوديع

منذ الوهلة الأولى
حببتنا في اسمك…
أحببنا صدقك
وعفويتك
وحيويتك
وحرصك على المصلحة العامة
حتى أصبحت بطلا في زمن عزت فيه البطولات
أصبحت ناطقا باسم المغلوبين على أمرهم
أصبحت صوت الملايين بلا استفتاء
يهتف الآلاف باسمك بعفوية والكل يعرف نسب المشاركة في الانتخابات اليوم حيث لا ينتقل إليها أحد أو يكاد…
ما أجدر أصحاب تضارب المصالح في الحكومة كما في البرلمان، ما أجدرهم بالتفكر فيما جعل الناس يشيحون بوجوههم عنهم ويتطلعون إليك أنت…
ليس فقط لأنك ساهمت في إطعامهم من جوع
بل لأنك أعدت المعنى لكلمة “مصداقية” هناك من حيث تعيش
من داخل حي شعبي بمراكش
الحي الذي ترعرعت فيه
والمدرسة التي نشأت فيها
والزقاق الذي شهد على مولدك
والصحاب الذين رافقوك
في بساطتك
وكفاح والديك
وقلة ذات يدك
لا هي مكاتب ولا هي مكيفات ولا هي سيارات فارهة
ولا هي وقفات مضحكة أمام الميكروفون وسخرية المستمعين…
لم تتلعثم مثلما يتلعثمون
بل جاءت الحقائق على لسانك رقراقة، مشعة، سلسبيلا…
كلمات صادقة، وهج يتجاوز وجهك اليافع وأنت مرفوع على الأكتاف متوجهٌ نحو مستقبلك
لم تعْطنا درسا في ثمن الأسماك فقط
أعطيتنا جميعا درسا في الجدية والصدق والجرأة والمخاطرة من أجل الحقيقة…
منذ الوهلة الأولى أحببناك
لكن حين رأيناك تحث أقرانك على التشبث بالوطن
والبقاء على أرضه والاجتهاد في خلق فرصة العمل مهما كانت صعوبتها
أحببناك أكثر

بقيَّ أن أوصيك
احمِ نفسك من المتربصين بك وبنا
لكن اعلم أنك بمبادرتك تلك قد أصبحت رمزا…
وأن تكون رمزا، شيءٌ له ثمن.
والثمن واضح: أن تجتهد لتحافظ عليه وترعاه…
فأنت لم تعد مِلْكَ نفسك. لقد أصبحت مِلْكاً للوطن.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*