أزمة السودان التي تفضح المسلمين!!!!!

أزمة السودان التي تفضح المسلمين!!!!!

بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير،اكتوبر،2025

عندما تكون مغربيا فإنك تجعل من قضايا امتك أولوية ،وكلما ترسخ وعيك بهويتك العربية أو الأمازيغية او الإسلامية يكون ارتباطك بقضايا الشعوب العادلة والتي تشترك معها في العرق و الدين.

وبهذا المنطق كانت شوارع البيضاء و الرباط شاهدة على المسيرات المليونية دعما للقضية الفلسطينية بين من يراها قضية إسلام ضد اليهودية و يجب نصرة المسلمين هناك ،و بين من يراهم عربا يكون دافع العروبة هو الموجه لتبني القضية .

لكن الغريب في سلوك المسلمين هو ان مناطق عديدة في العالم تعيش نفس اوضاع فلسطين او اكثر مأساة ، و تشترك معها في العرق و الدين والهوية ، لكننا لا نعيرها إهتماما و نتركها تلقى مصيرها بلا رحمة أو تضامن او حتى تنديد .

واليوم دعونا نعرض عليكم ارقاما مرعبة عن الوضع في السودان حسب ما استقيناه من ارقام رسمية . ونبني عليها الموقف من التعامل الانتقائي لجماهير الشعوب الإسلامية مع قضايا الأمة.

يشهد الوضع العام في السودان تصعيدًا عسكريًا وإنسانيًا كارثيًا، خاصةً مع استمرار الصراع بين القوات المسلحة السودانية (SAF) وقوات الدعم السريع (RSF) الذي بدأ في أبريل 2023.

تعد الأزمة الإنسانية في السودان الأكبر على مستوى العالم حاليا، حيث تعيش الملايين تحت ظروف بالغة السوء مع تدمير البنية التحتية، ونقص الغذاء والدواء، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.

هناك أعداد ضخمة من الفارين من ديارهم، حيث يقدر عدد النازحين داخليا واللاجئين الذين فروا إلى الدول المجاورة بحوالي 12 إلى 16 مليون شخص.

يواجه ما يقرب من نصف سكان السودان (حوالي 25 مليون شخص) مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي. حيث يعاني 3.6 مليون طفل منهم من سوء التغذية الحاد.

كما يواجه أكثر من 755,000 شخص انعدام الأمن الغذائي على المستوى “الكارثي” (وهو أعلى مستوى)،

تشير تقديرات حديثة وموسعة إلى أن ما يصل إلى 150,000 شخص ربما قُتلوا منذ بدء الصراع في أبريل 2023، بينما كانت التقديرات الأولية أقل من ذلك بكثير.

هذا هو الوضع في السودان ،وهذا وضع إخوتنا في الإسلام في بلد مسلم يتعرض للتقتيل و النهب و الإبادة في ابشع صورها من إغتصاب و قتل جماعي و دفن في مقابر جماعية ،او جتث مرمية على جنبات الطريق …

كل هذا لا يراه من يخرجون لنصرة فلسطين ،او يخرجون للتنديد بالقصف الاسرائيلي لقطر.

لماذا ننسى اليوم اننا مسلمون وحتى عرب دون تنكر الأمازيغية ، ونغمض اعيننا على ما يتعرض له الاشقاء في السودان ؟

في الشرق الاوسط هناك الحسابات الوهمية و هناك صناديق الدعم التي تجود على التنظيمات المساندة ،وهناك العلاقات الحزبية او الجماعات الإسلامية ، و هي من تحرك المظاهرات و توفر لها التغطية الإعلامية ،

لكن في حالة السودان ،فهذا البلد الذي افقرته النزاعات لا يحضى بالدعم لأنه لا يملك حسابات وهمية و لا صناديق لدعم القضية ممولة من دول البترودولار كما هو الحال في الشرق الاوسط.

 

هذا التمييز و التفضيل ليس من شيم المسلمين ولا من العروبة في شيئ ،لكنه يفضح كيف أن الشعارات تختلف عن ما يحاك وراء الاسوار و في الغرف المظلمة ،

السودانيون اكثر مأساة من الفلسطينيين ،و عدد ما قتل من اهل السودان وعدد المهجرين وعدد المعانين من الفقر و المجاعة و الاضطهاد يفوق بكثير ما يعاني منه إخوتنا بفلسطين ،

فكيف لا ترى عيوننا وإعلامنا هذه الكارثة الإنسانية التي تصيب جزءا من امتنا العربية و الإسلامية ؟

لماذا حناجرنا لا تصدح بقول الحق في ملف دارفور و ملف تقسيم السودان و التهجير القسري و التجويع و كل أشكال الإبادة الجماعية ؟!!!!

حري بنا أن نخجل من أنفسنا ونحن نرى بالصمت إخوة لنا يقتلون و ندير ظهورنا عنهم و كل عيوننا على فلسطين ،وكأن هؤلاء مسلمون وهؤلاء من صفوة المسلمين !!!!!

فضحتكم السودان يا انصار القضايا القومية و النخوة الإسلامية و دعاة حقوق الانسان و نصرة المظلومين ،

فضحتكم السودان لأنها تموت في اليوم آلاف المرات و لا ترى عيونكم حتث الشهداء لكن عدساتكم تحترف تصوير مشاهد طفل غزاوي لمجرد تعاطفهم مع فصيل يشتركون معه في المرجعيات الايديولوجية بعيدا عن مزاعيم القومية و الدين و العرق و الإنسانية.

اما آن الأوان أن نقول كفى للإبادة في السودان بكل عفوية بعيدا عن الولاءات السياسية أو التحركات مدفوعة الأجر من الصناديق السوداء ؟!!!!

رحم الله شهداء فلسطين و السودان ، و لا عزاء لمن يفاضل بين المسلمين حتى في الموت و الشهادة 

فهل تعتبرون ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*