swiss replica watches
حين تسقط كرة القدم في مستنقع السياسة – سياسي

حين تسقط كرة القدم في مستنقع السياسة

بنيونس بحكاني

تدعونا الأحداث الأخيرة، التي حصلت في ملعب سطيف بالجزائر على إثر الاعتداءات على جمهور الرجاء، إلى الوقوف مليا عند النازلة الكروية، التي قد تحدث هنا وهناك.

لكنها في الجزائر، تتحول بكل تلقائية إلى حرب سياسية قذرة تطفو فيها الخلافات السياسية المغربية الجزائرية، ويوظف فيها الشغب الرياضي ليدخل دهاليز السياسة.

للأسف الرياضة مجال بعيد عن خلافات السياسة، وهو متنفس للتعبير عن المحبة والتواصل مع الأخر والتضامن وعدد من القيم، التي من المفروض أن تحرص عليها الجماهير الكروية، غير أن تأجج الصراعات حول فريق ما والتشجيع والحماس قد يقلب موازين الفرجة لفوضى عارمة وشغب وسب وشتم.

ما حصل في الجزائر وصمة عار على جبين الجماهير الجزائرية، وما حدث يستحق، فعلا، التنديد والشجب لكن حذارى في أن نعطي الأحداث أكثر من حجمها. الشغب لغة عالمية تكاد تصيب شظاياها كل ملاعب الدنيا، وهي ظاهرة تتزايد وتحتد وتستلزم ندوات وحلقات تفكير من الخبراء لفهم هذه الظاهرة التي تغذيها العصبية الزائدة لفريق دون آخر. حز في نفسي كثيرا أن أقرأ آراء حاسمة وجازمة بأن الشغب الجزائري سياسي صرف وبفعل فاعل، ولابد من محاكمة المسؤولين.

بل تم الحديث عن الجنرالات المحركين لهذا الاعتداء وكلام خطير من هذا القبيل، خصوصا حينما يأتي على لسان محللين سياسيين وأساتذة في القانون، تقتضي الحكمة أن نترك هذه الواقعة بين أيدي الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، حيث كان مراقبها حاضرا بعين المكان وهو المخول الأساسي لرفع تقرير مفصل للكونفدرالية لتبت في الآمر.

لا أرى هنا أنها مناسبة لصب الزيت على النار وإشعال الفتن المشتعلة أصلا في خبايا السياسة، خاصة وأن أصوات عديدة من الجزائر رفعت من أجل فتح الحدود، من بينهم مواطنون ورجال سلطة بل وحتى جنرالات أقالهم الرئيس بوتفليقة. لا أحد يختلف على أننا مع جماهير الجزائر نكن لبعضنا البعض كل مشاعر المحبة والتواصل الإنساني. وأتحدث هنا بالخصوص عن مواطني ومواطنات الحدود المغربية الجزائرية، وأهل الشرق المغربي يدركون جيدا ما أعنيه لأن الحدود الوهمية لا تعني الكراهية، بل العكس هناك غبن من الجانبين اتجاه هذا الوضع والكل يدرك مدى التقارب الثقافي والحياتي مع جيرانهم الجزائريين. في تقديري أن ما حصل لا يكاد يعدو شغب ملاعب مبالغ فيه قد يحدث حتى بين فرقنا الكروية في قلب الدار…

لقد كان وصف رئس نادي سطيف عناصر من الرجاء باليهود تعبيرا عنصري معادي للسامية، ويوضح بالملموس مستوى السيد الرئيس والذي يخصه هو ولا يعني كل الجزائريين. بعض التحليلات، للأسف، تغذي روح الخلاف السياسي وتؤجج صراعا نحن في غنى عنه.

يجب في هذا السياق أن نأخذ العبرة مما سبق وننظر للصراع الذي نشب بين المصريين والجزائريين منذ سنوات والذي خلف آثارا سلبية لم تخدم أي طرف بل أبانت ضعف الجانبين لتدبير شجار الملاعب. ولست قطعا من أولائك الذين ينظرون ويعتبرون أن فريق الرجاء من رموز السيادة الوطنية، بل هو نادي كباقي الأندية المغربية والاعتداء عليه يجب أن يعالج ضمن القوانين المنظمة للعبة ولا يجوز في نظري الكلام عن الرئيس الميت والنظام الوحشي لأنه بعيد كل البعد عن السياق الكروي. وحتى لا نفتح باب النقاش حول قضيتنا الوطنية التي هي بدورها تكسب تقدما ملموسا في المحافل الدولية.

على بعض المنظرين أن يكفوا عن تنظيماتهم الأريكية والتي تسيء لسكان الحدود ومن المفروض أن نمنح للثقافة والفن والرياضة كل الفرص لتقريب المسافات وإلغاء الحدود، لا أن نرقص على حبل الشقاق ونفتح الجراح. ما أتمناه أن ننتبه جيدا لما نقول ونستحضر الحكمة والتبصر لتقريب أواصر أخوتنا وتاريخنا المشترك مع الجزائريين، وسكان الحدود المغاربة هم أول المتضررين الذين يقع عليهم وزر التأويلات والمواقف. الكرة كرة والسياسية عالم متشابك لن تستطيع نعراتنا القبلية والأحكام الجاهزة أن تحل عقده بل العكس ستؤخر ركب التصالح وتبعد قلوب الجماهير التواقة لا محالة للامان والسلم الاجتماعي. حذاري من الوقوع في فخ السياسيين واتركوا الشعب يمارس شغبه الإنساني بعيدا عن براثن السياسة. ما وقع لفريق الرجاء البيضاوي ومشجعيه غير مقبول ومرفوض إطلاقا، ولا يجب أن يتكرر وشخصيا أتذكر زمن المباريات الحبية التي كانت تجمع الجزائريين والمغاربة في بركان ووجدة. كانت أياما رائدة في التواصل الرياضي والفني بطعم الإخوة والمنافسة الشريفة. نريد لتلك الأيام أن تعود لكن تراها كيف ستعود إن نحن هللنا لخطاب عنيف بعيد عن قيم التسامح والتعايش. واحسرتاه على أيام الإخوة الجزائرية المغربية

. رجاءي كبير في ان يكون الوفاق اسم على مسمى، واتركونا نلعب مرة أخرى في الدار البيضاء وسطيف، لكن بدون حمار، ونغني مع خالد وبلال ونرقص مع فلا والحمداوية والزهوانية، ونسبح في بورصاي والسعيدية ونطرب الغرناطي في وجدة وتلمسان والعلاوي والركادة في بلعباس وبركان. ونقدم السينما المغربية في بجاية ووهران

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*