swiss replica watches
نحو تعزيز المكتسبات الوطنية وتوطيد دولة الحق والقانون – سياسي

نحو تعزيز المكتسبات الوطنية وتوطيد دولة الحق والقانون

سياسي/ رشيد لمسلم

لسنا في حاجة إلى التذكير بأن الطريق التي اجتازها المغرب منذ فجر الاستقلال لم تكن مفروشة بالورد والرياحين، بل كثيرا كانت وعرة وشائكة حتى تحقق هذا الزخم القوي من التطور في مختلف الميادين ، واستطاع المغرب تأثيت مكانته المرموقة بين دول العالم بفضل حنكة ويقظة ملوكه العلويين الذين قادوا المغرب من أحلك الظروف الى مغرب ينعم بالحريات والاستقرار والسلم والأمن .
واذا كنا نستعرض هنا عمق المغرب المتطور، فليس ذلك حبا منا في المباهاة والمفاخرة ، ولارغبة في تسجيل أخطاء دول الجوار وتقصيرهم في تحقيق التنمية المتكاملة لمجموع الدول المغاربية، بل لنثبت بالبرهان أن المغرب لم يصل عفوا وبفضل الظروف المواتية فقط، الى هذه الدرجة من النمو والقوة والتقدم، بل هو قد نما وتقدم واشتد ساعده في نضال شاق وعسير شاركت في صناعته كل قوى الشعب المغربي الحية المؤمنة بالتغيير عشقا لهذا الوطن الجميل، وبفضل فهمه للحوادث، وتحليله اياها تحليلا علميا صحيحا، وباستيحاءه في تقرير سياسته وخطته، المصلحة الوطنية الحقيقية.
فليس من قبيل المصادفة أن يكون مغربنا قد بات، في نظر الكثير من البلدان ومن رجال السياسة المحللين عالميا ووطنيا أيضا، المغرب الجدي من حيث سياسته وقيادته الحكيمة وتنظيم مؤسساته الرسمية الحاضنة للسلم والاستقرار وعلى رأسها المؤسسة الملكية. وليس من قبيل المصادفة أيضا أن تفشل مساعي من يريدون الإساءة للمغرب ويصبح المغرب تتعزز مكانته وتتقوى فترة بعد فترة من تاريخ داخل المنتظم الدولي الذي اتجهت أنظاره للمغرب لما يتمتع به من قوة ومناعة ضد التطرف والارهاب مسايرا ركب الحضارة والتطور العلمي والتكنولوجي وضامنا للحقوق والحريات الفردية والجماعية لأبناء وبنات شعبه.
أجل ليس من قبيل المصادفة أن يتقدم وطننا وينمو في محيطه المغاربي والاقليمي والافريقي والأوروبي، فهو لم يقم بعامل المصادفة، ولاتبعا لرغبات فردية جالت في بعض الرؤوس .

بل تمثل أو ماتمثل، طموح شعبنا المتماسك من شرقه الى غربه ومن شماله الى أقصى جنوبه الى تحرره الوطني واستقلاله، وعزيمة شعبنا في النضال من أجل تحرره من مختلف مظاهر التخلف، واستمد المغرب قوته ليس من عناصر الأمة المتداعية المتراخية، الجامدة الخاملة، بل من أنشط العناصر الوطنية وأسلمها وأكثرها حيوية وشبابا وأبعدها طموحا، مغرب يستمد قوته من جماهير العاملين بسواعدهم وأدمغتهم الطامحين أبدا إلى حياة أحسن وأرقى وأزهي في ظل التحرر الوطني الكامل والمتكامل والسيادة الوطنية الصحيحة.
إننا نريد هذا العهد ونناضل من أجل توطيده ونجاحه، ونريد معنا جميع الوطنيين المغاربة الواعين، من تجار ورأسامليين، ومثقفين وطلاب وشباب وعمال وفلاحين، ولكننا لا نتجاوز في تأييدنا، عن الأخطاء والعيوب ولانتغاضى عن انواع التقصير والتصرفات الضارة من قبل بعض المسؤولين المحليين والاقليميين والجهويين والحكوميبن، من أية جهة كانت.

إلا أننا في انتقادنا لا تتعدى العهد الوطني، بل إن انتقادنا للأخطاء والعيوب مستمد من حرصنا على هذا العهد ومن رغبتها الصادقة في توطيده واضطراد نجاحه.
وإذا كنا نطلب من الحكومة ربط المسؤولية بالمحاسبة واشاعة الروح الجديدة في دوائر الدولة جميعها وتثقيف موظفيها وأطرها، كبارهم وصغارهم بالروح الوطنية الصادقة. روح الحب للشعب وتسهيل أموره ومصالحه، واذا كنا نطلب منها النظر بعين العطف الى قضايا العمال والموظفين والمستخدمين وصغار التجار المنتجين والفلاحين والمزارعين، واذا كنا نطلب منها إعادة النظر في قضايا السكن اللائق وفي الأوعية العقارية وفي دور الصفيح واحزمة البؤس ، بروح الانصاف الأكثرية الكبرى من السكان، واذا كنا نطلب منها عناية جدية بشؤون الصحة العمومية، وتوفير الأدوية الضرورية للفئات الهشة من مجتمعنا، ومكافحة الريع السياسي بكل أشكاله .
اذا كنا نلح بالمطالبة في الاسراع بمعالجة جميع هذه القضايا بما فيها قضايا التعليم العمومي ومحاسبة المفسدين فلأننا نعلم ان في تحقيق مطالب الشعب المغربي الملحة، قوة جديدة توطد أركان الدولة المغربية وتنتزع من أيدي أعداء هذا العهد سلاحا يستخدمونه في مهاجمته.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*