swiss replica watches
احمد بنجلون: بأي دمع نبكيك يا من غادرتنا ونحن ما نزال أيتام الحرية الموعودة؟ – سياسي

احمد بنجلون: بأي دمع نبكيك يا من غادرتنا ونحن ما نزال أيتام الحرية الموعودة؟

بأي دمع نبكيك يا من غادرتنا ونحن ما نزال أيتام الحرية الموعودة؟

بأي نبض يمكن أن نوفيك حقك، يا من كنت في عنادك الأسطوري سندا لكل الهشاشة الساكنة في دواخلنا؟

أي وطن نعزي فيك، أنت الذي من أجل الوطن، قدمت من لحمك وجسدك، ما لا يستطيع بشر تقديمه، قربانا لشمس كنت تحلم دوما أن تشرق على شرفات الفقراء والمضطهدين؟

أي فلسطين نذكر اليوم، لنقول لها بأنك حملت السلاح هناك، من أجل عيون الحرية، ومن أجل أن يتحرر الوطن العربي من سرطانات الخوف والاستعباد والعهارة السياسية المقيتة؟

عذرا الرفيق أحمد بنجلون، إن وجدنا أنفسنا ذات انهيارات متتالية، وقد أصاب العطب جزءا من أحلامنا.. من أفكارنا .. من حماسنا .. فعجزنا أن نحقق بعضا من أحلامك، عندما أقعدك الكرسي ولم يقعدك الحلم..

عذرا أيها الفقيد – الشهيد … يا من كنت شاهدا على تضاريس آمال نسجتَ تفاصيلها بصبر أبهر الخصوم قبل الأصدقاء…

عذرا إن كنا لم نتعلم من دروس تضحياتك، غير ما كان يلائم أمزجتنا المتهافتة، وحساباتنا السريعة الذوبان، أمام الحقيقة التي لا ترتدي سوى ثوبها..

عذرا، إن كنت أنانيا في هذه اللحظة، فاستحضرت كثيرا من الدروس التي تعلمتها منك مباشرة، طوال ليال باردة وقاسية ونحن نهيئ لإصدار جريدتي الطريق والمسار..

أتذكر أنه كنا نقضي ليالي بيضاء حتى الصبح.. لا زاد لك فيها سوى كأس قهوة سوداء وسيجارات، ربما هي وحدها تعرف ما تختزنه أعماقك من أحلام أجهضتها الخيانات المتتالية في الزمن والمتعددة الألوان والإخراج..

عذرا أيها الرفيق.. فربما كانت أحلامنا فوق ما نستطيع تحمله.. أو ربما نحن كنا دون مستوى ما يتطلبه الحلم من جرأة وصبر وقدرة على تخطي الأوهام، ومعانقة المبدأ في صورته الوجودية المطلقة..

عذرا، لأننا لم نتعلم منك كيف ينبغي أن نكون “مجانين الحرية” في وقت يريد فيه الكل، ويريد الآخرون أن يكونوا “عقلاء الواقع”..

بأي دمع نبكيك يا أحمد؟ وأي منا يعزي فيك الأخر؟

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*