swiss replica watches
استقلاليون يوجهون “نداءا” – سياسي

استقلاليون يوجهون “نداءا”

وجه اعضاء في حزب الاستقلال نداء الى ” لاستقلاليات والاستقلاليين‎
من أجل وحدة حزب الاستقلال وصيانة استقلالية قراره…”

ومما جاء في النداء

أيتها الاستقلاليات، أيها الاستقلاليون؛
ينعقد هذا اللقاء التواصلي الأخوي لمناضلي ومناضلات الحزب بمختلف تنظيماته ومؤسساته في هذا الشهر المبارك في غمرة ما يعرفه المشهد السياسي ببلادنا من اختلالات متعددة الأبعاد والمظاهر أصبحت تداعياتها تلقى بظلال كثيفة من الريبة في جدوى الانخراط في العمل السياسي ويشكك في مصداقية الأحزاب السياسية التي في مجملها تعاني من أعطاب متفاوتة لم تعد خافية على أحد، استغلها خصوم المسار الديمقراطي الذي نحرص على الحفاظ عليه كمبدأ، وتخليصه من المعوقات التي لا تحترم مصلحة الديمقراطية الحقة ولا تحترم إرادة واختيار المواطنين وتحط من كرامتهم .

أيتها الاستقلاليات، أيها الاستقلاليون؛
تمر بلادنا، ومعها حزبنا بظرف دقيق جدا، نتيجة خلاصات طبيعية لإرادة استهداف الفعل السياسي الرصين، وإذا كان معظم الأحزاب السياسية الوطنية الجادة المؤمنة بقضايا الوطن والمواطنين قد عانت في فترات متفاوتة من مضايقات جراء مواقفها النضالية وتعرضت لمحاولات إضعافها فإن حزب الاستقلال قد استهدف منذ تأسيسه طيلة مساره الطويل إلى اليوم في عدة مراحل لكونه حزب تأسس من أجل الدفاع عن قيم ومبادئ واضحة المعالم تنطلق من الثوابت التي كافح الشعب المغربي من أجلها وهي:

أولا : أن عقيدة الأمة هي الإسلام الوسطي المعتدل، المبني على ثقافة التسامح، والحوار والتعايش مع بقية العقائد المجتمعية الأخرى.
ثانيا: أن وحدة الأمة الوطنية والترابية في أرضها، وإنسيتها المتنوعة والمتعددة الروافد الثقافية، واحترام هذه التعددية التي تمثل القاعدة الأساسية للهوية الوطنية، وترسيخ قيم الديمقراطية الحقة المبنية على الاختيار الشعبي الحر.
ثالثا: أن النظام الملكي هو الضامن لحقوق الأفراد والجماعات، والساهر على وحدة الأمة.
هذه المنطلقات التي كانت من ركائز وثيقة 11 يناير 1944 التي قدمها حزب الاستقلال للمغفور له جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله، وهي الدعائم التي ظلت في مقدمة الأولويات في نضالاته، مما جعله عرضة لمجموعة من المؤامرات لم تفلح في كسر وجوده كحزب وطني قوي بمناعة مناضلاته ومناضليه، سواء تلك التي ارتبطت بانفصال 1959، كأخطر حدث بعد الاستقلال، أو محاولات نسف توجهات كتلة العمل الوطني التي دعا إليها الزعيم علال الفاسي رحمه الله لإعادة اللحمة للأسرة الوطنية وتجاوز مخلفات الانفصال لمواجهة “الفديك” والأهداف التي أسست لها، وصولا إلى تأسيس الكتلة الديمقراطية من المؤتمنين على مسار الحركة الوطنية وفي مقدمتهم المجاهد امحمد بوستة رحمه الله ورفاق دربه، حيث حققت مكاسب هامة للشعب المغربي بالتصدي لمخططات التزييف والتزوير وتفريخ الآليات المشابهة “للفديك”، مما جعلها هي الأخرى محط استهداف واضح، من خلال استهداف الأحزاب المشكلة لها وفي طليعتها حزب الاستقلال.
إن حزب الاستقلال الذي استمر في أداء رسالته الوطنية النبيلة باعتباره حزبا تأسس في تربة مغربية بجذور مغربية، ومنطلق إيديولوجي مغربي قائم على مبدأ التعادلية الاقتصادية والاجتماعية، الداعمة لأسس الكرامة المجتمعية، متجاوزا مراحل قاسية في تاريخ المغرب المستقل، استطاع أن يواجه جميع المؤامرات، التي وصلت حد استشهاد الكثير من رجالاته.
وانطلاقا من القناعة الوحدوية التي تشبع بها الفكر الاستقلالي كانت الوحدة التاريخية بين حزب الإصلاح في الشمال بقيادة زعيم الوحدة الأستاذ عبد الخالق الطريس، والزعيم علال الفاسي رحمهما الله، تلك الوحدة التي كانت لها تأثيرات إيجابية في تعزيز الوحدة الوطنية والترابية لبلادنا وبلورة فعل سياسي وطني أكثر نضجا.
أيتها الاستقلاليات، أيها الاستقلاليون؛

إن استحضارنا هذه المراحل اليوم ضروري وجوهري لفهم ما يحاك ضد حزب الاستقلال من مؤامرات متواصلة منذ نشأته وإلى اليوم، كما أن القيام بنقد ذاتي صريح ومسؤول، ومبني على استشراف المستقبل، يتطلب أن نقر جميعا بأننا ساهمنا في أخطاء قاتلة، حينما قبلنا بتجاوز القوانين وأنظمة الحزب، ومعايير تحمل المسؤولية مما كان من نتائجه إضعاف قوة و صورة الحزب، وحضوره السياسي الوازن.
إننا نريد أن نستخلص الدروس للخروج بحزبنا من وضعية أصبحت تقلق كل الاستقلاليين، وعموم المواطنين، واستشراف المستقبل بروح الترفع عن الحسابات الذاتية، وتجاوز دائرة التجاذبات والتقاطبات التي أضرت بالحزب بشكل غير مسبوق في تاريخه.
أيتها الاستقلاليات أيها الاستقلاليون؛

إن معركتنا اليوم ليست معركة أشخاص، أو من أجل أشخاص، ولكن معركتنا أساسية من أجل صون تاريخ حزب الاستقلال، وإنقاذ حاضره وتحصين مستقبله وتعزيز مكانته وتفعيل أدواره، واحترام مؤسساته، وقوانينه، من خلال عمل مبني على نقد هادئ للذات دون تفريط ولا إفراط، علينا أن نتحمّل مسؤولياتنا جميعا في الدفاع عن وحدة الأسرة الاستقلالية الحقيقية.
وبناء عليه فإننا نؤكد في هذا النداء على النقط التالية:
1- أن منطلقات وأهداف هذا اللقاء تجد مبرراتها بالأساس وبشكل حصري في الوعي بأهمية انخراط كل المناضلين والمناضلات في ما يخدم مصلحة الحزب في هذه الظرفية الدقيقة والمفصلية التي تتطلب جمع شمل الطاقات الحزبية.
2- أننا نتطلع بكل أمل وإلحاح إلى أن تقوم قيادة الحزب، أمينا عاما ولجنة تنفيذية، باتخاذ الخطوات العملية لمواصلة الجهود الجادة من أجل إعطاء دفعة قوية لتجاوز المعوقات الذاتية والموضوعية والتنظيمية من أجل تعزيز وحدة الحزب في أفق المؤتمر السابع عشر للحزب بما يضمن نجاحه، بتفعيل ما لم ينفذ من مضامين محضر 11 أبريل 2017.
3- نؤكد على ضرورة تفعيل دور اللجنة التحضيرية للمؤتمر واللجان المتفرعة عنها، باعتبارها الإطار الأنسب لتعميق النقاش وممارسة النقد الذاتي، والعمل على تحديد تاريخ نهائي للمؤتمر السابع عشر بتنسيق مع اللجنة التنفيذية، طبقا لقوانين الحزب وأنظمته .
4- ندعو منظمات الحزب الموازية وروابطه المهنية إلى مزيد من الوعي بدقة وخطورة المرحلة التي يمر بها الحزب، الشيء الذي يحملها مسؤولية بذل مزيد من الجهد لتظافر كل الإرادات الخيرة للإسهام بدورها التأطيري لتعزيز مكانة الحزب في المشهد السياسي ببلادنا.
5- نهيب بالإخوة والأخوات أعضاء اللجنة التنفيذية، واللجنة المركزية، وأعضاء المجلس الوطني، والمكاتب التنفيذية للمنظمات الموازية وروابط الحزب المهنية السابقين المشهود لهم بماضيهم النضالي في صفوف الحزب والذين مازالو يحظون بمكانة مقدرة عند جموع الاستقلاليين والذين ابتعدوا عن النشاط الحزبي لسبب من الأسباب أن يدركوا بحسهم الوطني أن تاريخ وحاضر ومستقبل الحزب يفرض عليهم استحضار مسؤوليتهم الأخلاقية والسياسية التي تدعوهم إلى الانخراط بشكل إيجابي وبصورة أكثر فاعلية في المساعي التي تهدف إلى أن يجتاز الحزب هذه المرحلة ويستعيد دوره الريادي على مختلف الأصعدة.
6 – ندعو كل الاستقلاليات والاستقلاليين بمختلف الاقاليم والجهات إلى الانخراط القوي في هذه المبادرة التي تسعى إلى وحدة الصف.
وندعو أنفسنا جميعا لتأمل هذه الومضات من فكر الزعيم علال الفاسي في إحدى خطبه بدورة للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، يقول رحمه الله :

وإذا كان لنا من فضل نحن الذين تشرفنا بقيادة الحركة الوطنية طيلة ثلاثين سنة، فهي أننا لم نحاول قط أن ندعو لأنفسنا، ولا أن نطالب بشيء لأشخاصنا، لقد كنّا دائماً ضد عقيدة التقديس المطلق للأشخاص ..
إن النقد أيها الإخوان هو الطريق السليم للبحث عن الحقيقة واكتشاف مجاهلها، والسبيل الأوحد للتعرف على المشاكل والبحث عن حلولها، بشرط أن يكون بريئا بناء٠٠إننا لا نعتبر أنفسنا قادة للشعب، ولكننا نعتبر الشعب قائدا لنا وما نحن إلا جنوده المطيعون.

الرباط في 13 يونيو 2017

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*