swiss replica watches
الزلازل تأتي من تحت الارض ولا تأتي من الرباط. – سياسي

الزلازل تأتي من تحت الارض ولا تأتي من الرباط.

بقلم سدي علي ماءالعينين،

ابريل، اكادير 2022 ( مقال60).
بعد موقفي الاخير بعد الاستحقاقات الأخيرة اجدني غير معني بتصريحات تمس هذا التنظيم أو ذاك ، لكنني سابقى معنيا بسؤال التنمية بمدينتي اكادير، سؤال يبدو أنه مغيب في حلقات النقاش العمومية والخاصة ، و تناوله أصبح سجين المشروع الملكي الذي مكن المدينة من نصيبها من الدعم العمومي .
لم يعد مفيدا اجترار الكلام عن برنامج التنمية الحضرية الذي وضع في ولاية طارق القباج والتي تحالف فيها مع العدالة و التنمية ، ولا الخوض في تقييم تجربة صالح المالوكي واعتبار تصويت المواطنين على حزبه تصويتا عقابيا،
أن سؤال التنمية ليس هو تبخيس التجارب السابقة ، و لا هو الركوب بلا مجادف في سفينة المشاريع الملكية ، فهناك أسئلة حارقة هي الأجدر أن تكون موضوع نقاش عمومي صريح وشفاف يهم الجميع و يهم بالخصوص الاحزاب الممثلة بالمجلس أغلبية ومعارضة.
إن أول اختبار عرفه المجلس الحالي كان هو تسلم ملاعب القرب من شركة التنمية المحلية ، وما تلاه من اشكالات في طرق التدبير بين إلغاء المجانية التي كانت على مر السنين مكسبا للمدينة طيلة المجالس السابقة، ناهيك عن الارتباك الحاصل في وضع دفتر تحملات لتدبير هذه المرافق، حيث سبق توزيع الملاعب على الجمعيات عملية تقنين استغلال تلك الملاعب .
وهنا يفتح النقاش المغيب :
ماذا اعد المجلس بكل مكوناته من تصورات لتدبير المرافق بعد انتهاء عمل شركة التنمية المحلية ؟
هل مثلا يتوفر المجلس عن تصور لتدبير سينما الصحراء بعد إعادة هيكلتها؟ وهل سيتم الابقاء على البناية كسينما ام سيتم تحويلها إلى مركب ثقافي؟
و هل تتوفر الجماعة على العنصر البشري المؤهل لتدبيرها ، ام ستتم الاستعانة بعمال الإنعاش الوطني كماهو حال المرافق المسلمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ؟
و ما يسري على سينما الصحراء يسري على مجمع الفنون الذي استهلك الاضعاف المضاعفة من ميزانية المجلس ومجلس الجهة ومندوبية الثقافة ، في حين لا أحد يفكر اليوم في اليات تدبيره و برنامج تنشيطه ولا العنصر البشري المؤهل لتسييره. وهل سيكون تدبيره موكولا للمجلس ام لمندوبية الثقافة التي يعرف الجميع محدودية عنصرها البشري من حيث العدد و التخصصات؟
و بنفس المنطق نطرح السؤال عن المسرح الكبير الذي لا يجب أن يكون مصيره كمصير الملعب الكبير لادرار الذي تسيره شركة ولا يستقبل سوى مبارتين للحسنية في الشهر ، وطبعا بمقابل مدفوع من ميزانية المجالس الداعمة،
مسرح يحتاج من المجلس توقيع اتفاقيات وتوئمة مع مدن خارج المغرب للتبادل الثقافي و احتضان فرق مسرحية عالمية في إطار تكريس السياحة الثقافية ، بدل جعله مجرد فضاء لسهرات “هز يا وز” التي تنظم في فصل الصيف.
المجلس أيضا مطالب بفتح ورش تكوين العمال و الموظفين في مجالات السقي و العناية بالنباتات والمغارس قصد ضمان حسن تدبير الحدائق العمومية ، و الاتجاه نحو تحفيز الجمعيات لتقديم برامج تنشيط لهذه الفضاءات والقطع مع مقاربة منح الولاءات السياسية التي كانت السمة الغالبة في التجارب السابقة.
المتاحف بدورها تطرح أكثر من سؤال حول آليات تدبيرها وتسييرها، وكلنا يعرف ان لا المجلس ولا مندوبية الثقافة يتوفران على عنصر بشري مؤهل و مكون في مجال تسيير المتاحف، وسيكون من العبث الاستعانة بشركات خاصة للقيام بهذا الدور ، في وقت نعرف فيه جميعا أن بلادنا تفتقر لشركات متخصصة في تدبير المنشآت الثقافية و المتاحف بالخصوص، ولنا في تجارب الرباط و البيضاء خير مثال.
حتى الحافلات ذات الجودة العالية التي تخترق المجال الحضري للمدينة ، لا حديث عن أشكال تدبيرها ، وهل ستتم العودة إلى نظام وكالة النقل الحضري ، ام الاعتماد على سائقين ومراقبين من موظفي الجماعة، ام ستتم خوصصتها و تسليمها كبقر حلوب لشركة محظوظة قادمة من المركز ؟
موضوع اخر لا يقل أهمية ويتعلق بصيانة هذه المرافق ، فالكل يعرف حجم الصعوبات التي يعرفها المجلس في صيانة عشرات البنايات التي تسيرها الجماعة، و أن الاستعانة بنساء التنظيف اللواتي يعملن في ظروف سيئة و غالبيتهن من عاملات الانعاش امر يصعب القبول به في وضع تصور لصيانة المنشآت الجديدة.
وما يقال عن الصيانة يقال عن الحراسة و تنظيم الولوج إلى هذه المرافق. وهو امر ذو أهمية قصوى في ضمان نجاعة و حسن تدبير هذه المنشآت.
من هذا كله، فالمجلس ومعه المجتمع المدني مدعو لاحداث زلزال حقيقي في رؤية مكونات المدينة في تدبير ما ستتسلمه من شركة التنمية المحلية بعد انتهاء عملها، ولا حاجة للمجلس و لا للمدينة لكائنات كل همها أن تلتف حول المجلس و تطبل للتجربة دون تقديم اية قيمة مضافة للمدينة،
نحتاج لسياسة استباقية تعد العدة لما بعد انتهاء أشغال البرنامج الملكي، و هذا لوحده ورش يحتاج من الجميع فتح حوار جاد و مسؤول كل من موقعه لتقديم المقترحات و تجسيد الحلول العملية على أرض الواقع.
على المجلس أن يدرك بكل مكوناته أن دوره ليس التقاط الصور و الادلاء بالتصريحات هنا وهناك ، ولا انتظار طلة رئيس المجلس لعله يحمل معه الحلول السحرية لقضايا يومية هي من صلب عمل نوابه، وهي من صلب ممارسة المنتخبين والموظفين و المجتمع المدني على حد سواء.
ليس من مصلحة المدينة أن يهرول الجميع ليكون ” احرارا” ، ولا التقرب من المسيرين لنيل رضاهم دون مردودية، فالمدينة تحتاج لفعاليات حرة و مستقلة تمارس النقد حين يحتاج الأمر إلى نقد ، وتحتج حين يستدعي الأمر الاحتجاج ، وتكون مصدر المبادرات باعتبارها قوة اقتراحية كل من موقعه.
إن كثرة “الطبالة ” في الفرقة الموسيقية يفسد الايقاع، وكثرة الأصوات التي تكتفي بالصراخ لا تطرب ، و المداحون في محيط كل مسؤول ليسوا سوى “رباعة المنافقين” يميلون أينما مال المسؤول ولو كان تمايله بسبب سكرات النعاس!!!!!
قالوا قديما : من يحب الملك فليقل له الحقيقة،
واليوم المجلس الحالي ليس مطالبا أن يطعن في كل من سبقه ليقول ” انا وحدي مضوي البلاد “، و ليس من مصلحة مكونات المدينة أن يصفقوا له ويقولوا “العام زين “!!!
لقد اغلقتم مقراتكم ، و اغلقتم افواهكم، و لجمتم اقلامكم، و هرولتم للاصطفاف مع مجلس لا يحتاج لهواتفكم لالتقاط الصور ، لكنه بكل تأكيد يحتاج لسواعدكم لبناء المدينة و حسن استثمار المشاريع الملكية ،
المدينة ورش مفتوح كأن زلزالا بناء اصابها، و عندما تقع الزلازل تلتف الساكنة حول بعضها البعض للمساهمة في إعادة الاعمار، و من يأتي للعمل التطوعي لا يحتاج للفرق النحاسية أن تستقبله بسمفونية التبريك و الترحيب و التبجيل…
في المحصلة ليس لائقا بالمدينة أن يكون كل حمامها زاجلا… ( الحمام الزاجل هو الذي ينقل الرسائل إلى مسافات بعيدة ،) وفي حالة اكادير ينقلها إلى الرباط !!!!!
فهل تعتبرون؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*