swiss replica watches
لماذا لم تعد الحرب تمتص التضخم؟ – سياسي

لماذا لم تعد الحرب تمتص التضخم؟

لماذا لم تعد الحرب تمتص التضخم؟
من المقولات الاقتصادية الأولية التي درسناها ونحن طلبة في كلية الحقوق في مادة الاقتصاد السياسي، هو أن الحرب تمتص التضخم، حيث درج أساتذة هذه المادة المهمة في التكوين القانوني والاقتصادية، يعطون مثلا مرتبطا بالحرب العالمية الثانية، حيث كانوا يؤكدون أنه بعد الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929، حدثت أزمة اقتصادية حادة أخرى سنة1938 لكن أثرها لم يكن بحجم الأزمة العالمية السابقة لأن هذه المرة تزامنت الأزمة مع نشوب الحرب العالمية الثانية سنة 1939 التي بفضل الإنفاق الحربي الذي قامت به كل من دول المحور ودول الحلفاء، عملا بهذه المقولة، لماذا لم تمتص الحرب الدائرة حاليا بين روسيا و أوكرانيا التضخم؟ بل كانت السبب الرئيسي في تعقيد الوضع الاقتصادي الدولي واقحامه في اتجاه تضخمي خطير انعكس بشكل مباشر على القدرة الشرائيةللمواطنين، سواء في الدول الغنية او الدول الفقيرة، حيث ارتفع سعر البترول في السوق الدولية وانعكس بشكل مباشر على النقل واللوجستيك، وبالتالي ارتفعت أسعار كل السلع والخدمات الأخرى، بالرغم من الإجراءات الاحترازية والوقائيةالتي قامت بها أغلب الدول والتي لم تجدي نفعا، لدرجة أننا أصبحنا نتساءل حول الأسباب التي تجعل المفاهيم الاقتصادية لم يعد لها نفس الدلالات وتحليلها لم تعد له نفس الجدوى ربما لان المجتمع الدولي يعرف تحولات جوهرية وعميقة قد تفضي إلى بلورة نظام عالمي جديد، خاصة وأن نظام الأمن الجماعي الذي أنشئت من أجله هيئة الأمم ومجلس الأمن الدولي بمقتضى ميثاق سان فرانسسكو، لم يعد بمقدوره إيقاف الحرب المدمرة بين أوكرانيا وروسيا، بالرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضت على روسيا، عدة أصابع توجه الاتهام إلى العولمة والرأسمالية العالمية والشكل الذي آلت اليه بعد انهيار حائط برلين 1992 وانهيار الاتحاد السوفيتي وتفككه إلى عدة دول في إطار مرحلة انتقالية نظر لها بدقة الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غورباتشوف في مؤلفه البرسترويكا والغلاسنوست، والذي ربما لم يستسغ مضامينهاوأهدافها الرئيس الروسي الحالي الذي ربما شعر بأن مفاهيم غورباتشوف المتعلقة بإعادة بناء الدول المنبثقة عن الاتحاد السوفياتي بشكل شفاف، تزعجه وتحول دون تحقيق حلمه الذي يروم استرجاع اغلب المناطق التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي قبل انهياره، والتي تؤكد مختلف مراحل الحرب منذ انطلاقها بمحيط العاصمة كييف هذا المنحى لكن هل يمكن اعتبار ما وقع هو الخلل الذي أصاب الاقتصاد الدولي وجعل النظريات المرتبطة به متجاوزة وغير قادرة على تحقيق ماورد في ديباجة ميثاق هيئة الأمم المتحدة سان فرانسسكو وبالأخص الفقرة الأولى التي تقول :”نحن شعوب الأمم المتحدة قد آلينا على أنفسنا أن ننقد الأجيال المقبلة من ويلات الحرب…”
د. حميد المرزوقي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*