نديرة الكرماعي: ربع قرن من التقدم في خدمة إشعاع المغرب
سياسي/ الرباط
شهد منتدى MD Sahara مداخلة مهمة من طرف نديرة الكرماعي، العامل والمنسقة الوطنية السابقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي ركزت على الدور المركزي للتنمية البشرية في مسار المغرب. وأبرزت إنجازات 25 عاما من حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، داعية إلى تعبئة جماعية لمواجهة تحديات المستقبل، وخاصة من خلال الإستثمار في الشباب والإبتكار الترابي.
ينعقد منتدى MD Sahara بمدينة الداخلة في سياق يشهد تقدما على الأصعدة الإقتصادية والإجتماعية والدبلوماسية، وجمع المنتدى العديد من المتحدثين البارزين لمناقشة الأولويات والتحديات الكبرى للمغرب المعاصر. ومن بين هؤلاء، نديرة الكرماعي، العامل والمنسقة الوطنية السابقة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي رحبت بشدة بهذه المبادرة التي تعتبرها “موعدا رئيسيا للتفكير في تحديات المغرب اليوم وغدا”.
في كلمتها بالمنتدى، أكدت الكرماعي على أن روح هذا الحدث تعكس الإنفتاح والتسامح والإشعاع للأمة في تطور مستمر، وقالت: “هذا المنتدى يسلط الضوء على احتياجات وإنجازات الـ 25 عاما الأولى من حكم صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهو مرادف لربع قرن من الإزدهار في خدمة إشعاع المغرب”، وأكدت ذلك بكل يقين.
التنمية البشرية: أولوية ملكية
منذ اعتلائه العرش في عام 1999، وضع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله التنمية البشرية في صلب مشروعه الوطني. وقد تجسد هذا الإلتزام من خلال مبادرات طموحة مثل إنشاء مؤسسة محمد السادس للتضامن في 1998، التي كانت بداية نهج إجتماعي مبتكر. وفي عام 2005، تم إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لتعزيز هذه الرؤية، من خلال معالجة الفوارق الإجتماعية والترابية وتعزيز التماسك الوطني.
وقالت نديرة الكرماعي: “بعد تطوير البنية التحتية والبرامج القطاعية بشكل مكثف، أصبح المغرب الآن يستثمر في رأس ماله البشري، واضعا الإنسان في صميم الأولويات”. وأضافت أن هذا النموذج في الحاكمة يعتمد على فلسفة إنسانية عميقة، من خلال تبني ممارسات تشاركية وشاملة تضمن مزيدا من مشاركة المواطنين في عمليات التنمية.
وخلال العقدين الأخيرين، تم تحقيق إنجازات كبيرة رغم البيئة العالمية المعقدة. وأبرزت الكرماعي لحظات فارقة مثل التعامل مع الربيع العربي في 2011 واعتماد دستور جديد، الذي مكن من تعزيز أسس دولة حديثة، من خلال إيجاد توازن بين الحريات العامة والأمن والتنمية.
كما أكد المغرب على دوره الإفريقي من خلال دبلوماسية نشطة وسياسة هجرة شاملة. ومنذ عام 2014، تم تسوية وضعية أكثر من 25 ألف مهاجر، مما مكنهم من الوصول إلى خدمات أساسية مثل التعليم والرعاية الصحية وسوق العمل. وقد حول هذا النموذج المملكة إلى أرض استقبال، مما يعكس دورها كقائد إقليمي في مجال التضامن والعدالة الإجتماعية.
ومع ذلك، ذكرت نديرة الكرماعي أن هناك تحديات ما زالت قائمة. وقالت: “يجب علينا تعزيز مكاسبنا بفتح آفاق جديدة”، مؤكدة على أهمية الإلتزام الجماعي لمواجهة هذه التحديات.
دعوة للإستثمار في الشباب
بالنسبة للكرماعي، يعد الشباب أغنى ثروة في المغرب، والإستثمار في هذا الرأسمال البشري، يعد شرطا أساسيا للتنمية المستدامة.
وقالت: “التعليم، والتكوين الأساسي والمهني، هي الركائز الأساسية لدمج شبابنا اقتصاديا واجتماعيا، ولتجنب فخ التهميش”.
كما وسعت مفهوم الإستثمار في الشباب ليشمل قيما أساسية مثل ثقافة المصلحة العامة، والعمل الجماعي، والمسؤولية.
وهذه القيم، حسب قولها، هي الأسس الضرورية لبناء مغرب أكثر شمولا وازدهارا.
وأكدت على أهمية القيم الأساسية مثل الكرامة الإنسانية والثقة لضمان تنمية متوازنة. وقالت: “الكرامة الإنسانية هي ركيزة أساسية لضمان مشاركة المواطنين الفاعلة في عمليات التخطيط والتنمية”. وأكدت أيضا على ضرورة بناء الثقة على الصعيدين الفردي والجماعي، مشيرة إلى أن “الشخص الذي يؤمن بقدراته وبإمكاناته يمكنه تجاوز العقبات والمساهمة بشكل إيجابي في المجتمع”، وأضافت أن الثقة هي محرك أساسي للتقدم الإجتماعي والإقتصادي.
دعم الإبتكار والترابية في السياسات العامة،
لتجاوز التحديات المستقبلية، دعت الكرماعي إلى تعزيز الإبتكار وترابية السياسات العامة. واعتبرت أن هذين العنصرين ضروريان لضمان رؤية أفضل للبرامج وملائمتها مع احتياجات السكان الفعلية.
كما أبرزت ضرورة إجراء تقييمات منهجية لمشاريع التنمية، وقالت: “ان هذه التقييمات تتيح معرفة أثار المبادرات والحفاظ على ديناميكية التقدم”، وأكدت على أن وضع الإنسان في صلب نماذج التنمية يظل شرطا أساسيا لاستدامة المكتسبات والتغلب على التحديات المستقبلية.
كما أن منتدى MD Sahara، قدم منصة فريدة للاحتفاء بإنجازات المغرب، مع فتح الطريق لتفكير معمق حول الخطوات المقبلة لتطويره، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وأثبت المغرب قدرته على التوفيق بين التقليد والحداثة، مع وضع التنمية البشرية في قلب رؤيته.
وأن الآفاق التي فتحها هذا المنتدى تعكس طموحا وطنيا لا يقتصر على الإحتفاء بالنجاحات، بل يهدف أيضا إلى بناء مستقبل أفضل للجميع. كما أكدت الكرماعي، أن الهدف هو ضمان أن يكون كل مواطن، وخاصة الشباب، بلعب دوره في هذه الديناميكية من التقدم والازدهار.