swiss replica watches
ذ، سلوى القدوري: التاريخ المعماري المشترك بين المغرب واسبانيا، يساهم في بناء جسور للتواصل والتعاون المستقبلي، من اجل تقوية الروابط والعلاقات الثانية بين البلدين – سياسي

ذ، سلوى القدوري: التاريخ المعماري المشترك بين المغرب واسبانيا، يساهم في بناء جسور للتواصل والتعاون المستقبلي، من اجل تقوية الروابط والعلاقات الثانية بين البلدين

بينا المدينة/ إسبانيا

قالت الأستاذة المحامية بهيئة الرباط،  في ندوة فكرية نظمتها جامعة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج،  بمدينة بينا المدينة الإسبانية ، يوم الجمعة، قالت ” انه بفضل القرب الجغرافي، والحضاري والمسار التاريخي المشترك بين الشعب المغربي واسباني، وبحكم الهجرة المتبادلة بين المغاربة والأسبان جعلت البلدين يتأثرون بالعديد من الثقافات والعادات والتقاليد، ويتقسمان تاريخ وحضارة يجب أن نفتخر به كشعب مغربي واسباني ، هذا القاسم المشترك الذي نلمسه في العديد من الجوانب والمجالات. ومن بينها المجال الهندسة المعمارية، والبنايات، والمآثر التاريخية والمعمارية المشتركة، منذ القرن الرابع عشر حيث تشكل الهندسة المعمارية موروث مشترك بين الحضارتين المغربية والاسبانية له دلالته وقيمته الرمزيته، وهذا ما نلمسه في العديد من المباني التاريخية كالمساجد والكنائس والقصور التاريخية، والمباني القديمة في العديد من المدن باسبانيا وبالمغرب .مما يعكس تلاقح الثقافات المتبادلة ما بين التقاليد الإسلامية المغربية، والتقاليد المسيحية الاسبانية في مجال فن المعمار والبناء، حيث نجد احيانا ان المعابد الدينية متداخلة بعضها مع بعض، فنجد مثلا، بناية واحدة تضم عدة أجنحة، منها ما هو خاص بالمسلمين، ومنها ما هو خاص بالمسيحيين، وهو ما اثر على الهندسة المعمارية الدينية ، فأصبحت المعابد سواء منها المسيحية أو الإسلامية تشابه في التصميم والزخرفة وهو ما عاينته شخصيا عند زيارتي لبعض المعابد الدينية الإسلامية والمسيحية باسبانيا.”

وابرزت سلوى القدوري في مداخلةلها بعنوان: ” التاريخ المعماري، موروث مشترك بين المغرب واسبانيا”؛ وبحضور عمدة مدينة بينا المدينة الإسبانية،  ان من أهم المعابد المتأثرة بالفن العربي المغربي الإسلامي، والتي هي من عهد ما بعد خروج العرب من الأندلس، ويرجع تاريخ بنائها إلى القرن السادس عشر نجد ‘كنيسة يا لورينثو’ التي يتجلى فيها الفن الإسلامي المغربي بجانب الفن النصراني، والمسيحي، وخاصة بعض الزخارف التي تستعمل عادة في المساجد، كما أن المشاهد لواجهة بعض الكنائس تبدو له للوهلة الأولى وكأنها مسجد إسلامي بأبوابه وأقواسه وزخرفته الموجودة فوق أبوابه ونوافذه الموقوسة الشكل إلى غير ذلك،
و يقول الكاتب والمؤلف: باسيليو بابون مالدونادو- في كتابه: “الفن الطليطلي الإسلامي المدجن ” إن كل صوامع معابد مدينة طليطلة مبنية على الطريقة العربية المأخوذة من العهد الموحدي وأن الصوامع الأندلسية وإفريقيا الشمالية تتشابهان في استقامتها وشكلهما كالخرالدا بإشبيلية.


وإن أقدم صومعة على الشكل العربي بطليطلة توجد بكنيسة تدعى “سان رومان”، فأقواسها تشبه بأقواس مسجد القرويين بفاس، بل ان بعض النقوش الموجودة ببعض الكنائس التي كانت في بالمساجد الإفريقية يرجع عهدها إلى القرن الثاني عشر كمسجد الكتبية بمراكش، وبالتالي فان فن البناء الاسلامي لم يقتصر على معابد طليطلة ونواحيها بل انتشر في نواحي إسبانيا أخرى كما هو موجود في كنائس بعض قرى من ضواحي مدريد. والذي يميز فن بناء الاسلامي عن غيره هو أنه مقام بالطوب، وانه هم من استعملوا الطوب في البناء لأول مرة باسبانيا، وأسسوا معملا له بطليطلة ومنه صاروا يصدرونه لبقية إسبانيا، يقول ايضا الكاتب باسيليو- بابون –مالدونادو- في كتابه “الفن الطليطلي الإسلامي المدجن” ، أن جماعة من صناع اللبِن سكنوا في القرن العاشر بمقاطعة ليون، وأن فِرناندو الأول بعد غزوة أراضي البرتغال بعث بأسرى مسلمين للعمل في بناء الكنائس ومن ثم أخذ المسيحيون استعمال اللبن والطوب عن المسلمين في البناء..”

وأضافت القدوري أنه ” ورغم مرور العديد من القرون، ظلت المساجد والكنائس والقصور وقلاع إسلامية والمسيحية صامدة، ومكانا لحفظ الذاكرة والتاريخ بين البلدين، ترك خلالها كفاءات المعماريون المغاربة آثارا للحضارة المغربية الإسلامية ساهمت في إنعاش الموروث الثقافي المعماري بين الضفتين .
وكما تطرقنا الى الحضارة المعمارية المغربية الاسلامي باسبانيا، سنتناول ايضا الحضارة المعماري الاسباني بالمغرب، والذي شكلت موروث تاريخي ثقافي بين اسبانيا والمغرب ، هذا الموروث الذي نجده في المعالم العمرانية الإسبانية الجميلة، والتي تتجسد في القنصليات والكنائيس الكتدراءية المنفتحة علي المدارس المعمارية الرومانية والاسلامية والاسبانية . ويمكن معاينة ما تركه المهندسون المعماريين الاسبانيين، من معمار وبنايات في مدن شمال والجنوب المغرب، والتي تعكس أناقة وجمال المعمار الاسباني، ولا شك ان مدن طنجة وتطوان والعرائش وشفشاون والحسيمة والناظور واصيلة والقصر الكبير، وسيدي افني، مليئة بهذه التحف المعمارية الاسبانية ،
ومن أهم المعمار الاسباني في المغرب نجد القنصلية الإسبانية بمدينة العرائش التي تحْمِل رمزية خاصة في التاريخ الديبلوماسي الإسباني،
كما نجد قاعات المسارح العديدة مثل مسرح “سيرفانتيس Cervantes بطنجة”، وسنيما أبينيدا Avenida بتطوان، والمكتبات، مثل: مكتبة الحماية الإسبانية، والتي تدعى حالياً بالمكتبة العامة والمحفوظات، والعديد من المدارس الإسبانية ذات الهندسة المعمارية الجميلة، مثل: مدرسة Pilar والمدرسة الأهلية Al Ahliya ومعهد Ramon وCajal بطنجة، ومعاهد Cervantes، بالإضافة إلى عدة بنايات لجمعيات ثقافية، والاجتماعية، ورياضية، والمراكز، تحمل التراث الاسباني
كما ظلت الكنائس الكاتدرائية الإسبانية حاضرة في المغرب في العديد من المدن

وختمت سلوى القدوري قولها في كون “موضوع التاريخ المعماري المشترك بين المغرب واسبانيا، هو موضوع كبير وعميق، يحمل في طياته العديد من الدلالات التاريخية المشتركة، تساهم في بناء جسور للتواصل والتعاون المستقبلي، من اجل تقوية الروابط والعلاقات الثانية بين البلدين المغربي والاسباني، وندعو جميع الجهات المعنية، إلى مواصلة الجهود للحفاظ على التراث اللامادي المشترك، رغم جميع التحديات، من أجل الحفاظ على الثروة الثقافية اللامادية والتاريخية للمغرب والأندلس.” تقول المحامية سلوى القدوري

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*