swiss replica watches
اللاجئين وألمانيا ، بين الاقتصاد وتلميع ضبابية صورة ألمانية النازية – سياسي

اللاجئين وألمانيا ، بين الاقتصاد وتلميع ضبابية صورة ألمانية النازية

هناك قاعدة أو نظرية سياسية تقول ، لا عواطف في الإقتصاد و الدول مبنية عن المصالح وجدلية الصراعات والتحالفات لضمان البقاء والاستمرارية طبقا للامكانيات المتوفرة  وما يمكن تقديمه كحد أدنى من التنازلات الإستراتيجية.

وكمثال على فلسفة برودة دم الاقتصاد ، سنذكر ما يقوله اصدقاءنا من مناصري الاسلام السياسي :

فحينما ننتقد سياسة دغدغة المشاعر واللعب على وتر الانسانية التي ينتهجه السيد طيب رجب أردوغان لما يتكلم عن غزة وحماس ويعلن تضامنه اللامشروط شاتما في الوقت ذاته اسرائيل …ونقول أن الرجل فقط يتلاعب بالكلمات وأن له رقم معاملات تجارية كبرى مع إسرائيل وأن ه يتعاطف مع فلسطين للترويج لمشروع تركيا الامبراطورية ( السنية ) واستعمال الشرق الاوسط كحديقة خلفية للضغط على الغرب لكسب نقاط اقتصادية أكبر من أروبا…

يجيبنا أنصار الاخوان المسلمين ب : لا عواطف في الاقتصاد.

إذن المسألة برمتها اقتصادية مصالحية ولا علاقة لها بالتضامن مع فلسطين والدفاع عن قيم التحرر الكونية ، وإلا لماذا يجند أردوغان المرتزقة الإرهابيين ويستقبلهم على الاراضي التركية ويرسلهم مزودين بالعتاد والاموال لتهديم وتدمير سوريا ، إذا كان حقا انسانا يكره اليهود كما يقولون ويقول.

ومثال اخر ،  في المغرب ومن منطلق انساني انساني احتججنا على المشاركةالعسكرية  اللااخلاقية والعدوانية ضد اليمن في اطارعاصفة الحزم ، لكن من زاوية واقعية برغماتية اقتصادية نلتمس العذر ونتفهم المشاركة جنبا الى جنب رعاة الابل والبدو   

وفي هذا السياق أي بين الانسانية والاقتصاد ، اليوم  الكل يتحدث عن انسانية الالمان مع اللاجئين السوريين وموقفهم النبيل ، وبالتالي  وجب توضيح مسألة مهمة :

البعد الاقتصادي البرغماتي  :

التركيبة او البنية العمرية للمجتمع الالماني تظهر الشيخوخة الديمغرافية لهذا البلد ، مما يعني نظريا ومن منظور الجغرافية الاقتصادية احتياج المانيا ليد عاملة شابة كثيفة ، خاصة في مجال الخدمات والرعاية الاجتماعية في نطاق الاعتناء بالمسنين الرعاية الصحية المهن الحرفية كقطاع السباكة والترصيص وقطاع النظافة والصرف الصحي ناهيك عن الخدمة الاجتماعية في الجمعيات والمجال البيئي ….وقطاع الفندقة

كذلك في القطاع الصناعي ، القلب النابض  للاقتصاد الالماني ،  وما يتطلبه من عمالة .

فبلغة الارقام ألمانيا تحتاج  إلى 140 ألف مهندس وتقني زد الى ذلك تطلب حوالى 40 ألف فرصة تدرب شاغرة هذه السنة.

وتتوقع مثلا مؤسسة “بروغنوس” المهتمة بالاقتصاد نقصا يقدر بـ 1,8 مليون شخص في 2020 في جميع القطاعات، و3,9 ملايين على مشارف 2040 إذا لم تستقبل البلاد المهاجرين الإيجابيين ( السكان النشيطين القادرين على العمل ) وذوي المؤهلات المقبولة إلى جيدة.

والجذير بالذكر أن ألمانيا تعد الوجهة الاروبية الاولى للنازحين قصرا ( المطرودين بسبب الحروب أو الاقتصاد ) من الأفغان والاريتريين الذين يصلون إلى أوروبا، والهدف الأول للكوسوفيين والألبان.

لذلك فهذا السخاء الالماني في استقبال اللاجئين السوريين بمثابة قبلة الحياة او الهدية الكبيرة لاقتصاد المانيا ( الشائخة )

البعد السياسي وتلميع صورة تاريخ ألمانيا النازي :

ألمانيا منذ انتهاء عهد النازية وما كان يمارس من عنصرية ضد العرق اليهودي الى الان ، وهي تحاول تلميع صورتها الداخلية وخالخارجية كدولة ديمقراطية حقيقية تحترم الأقليات وحقوق الانسان وتقدس حرية التعبير …

فألمانيا تشعر بحرج كبير كلما ذكرت حادثة المحرقة اليهودية أو الهولوكوست التي ما فتئت  تشكل نوعا من العقدة النفسية لحفدة الجنس الاري الهتليري.

فمثلا في سنة 2014 سمحت لمناصرين لداعش والمتطرفين بالقيام بمظاهرة تعاطفية من دون ان تقمعهم أو تحاصرهم.

ناهيك  عن البعد الاستراتيجي المبني على الحصول على اكبر عدد من العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدول العربية وغيرها .

وبالتالي لن تجد ألمانيا أو المرأة الحديدية مركل أفضل من استغلال استقبال اللاجئين للعب على بروبغندا الاعلام الانسانية.

وان كانت ألمانيا حقا انسانية ، لماذا لم تمسح ديون اليونان الخارجية التي أسقطت بلاد الفلاسفة في أزمة أقتصادية خانقة تحتاج لمعجزة وان كان زمن المعجزات قد ولى منذ عهود.

ولماذا قالت المستشارة مركل بأن ادخال اليونان لمنطقة اليورو خطأ تاريخي لن يغتفر ؟؟؟

أم أن الأمر بحراس المعبد الألماني المتمثلين في صندوق النقد الدولي والبنك العالمي هذين المؤسستين المسؤولان عن تفقير دول العالم الثالث أو دول الجنوب التي من بينها المغرب.

وبالتالي اليونان وبمنطق العصبية القبلية ، إن كانت هناك قبلية بأروبا ، فإن الشعب اليوناني أولى من التعاطف والود الألماني منه من اللاجئين  السوريين الذين دمر الغرب والبدو من لخليج وطنهم الأم سوريا جنة الله على الارض.

وقد يتسائل البعض وبقول : إذا كانت حقا ألمانية تعاني تهديدا اقتصاديا بسبب نقص العمالة الناتج عن شيخوخة هرمها السكاني ، فلماذا لا تفتح أبوابها وتستقبل بالأحضان المهاجرين الافارقة السريين وغيرهم ؟؟ بدل استغلال قدوم النازحين واللاجئين .

الجواب بسيط جدا ، الوقع الاعلامي والبروباغندا الترويجية التي ستجنيها ألمانية من توافد النازحين السوريين والظرفية ظرفية حرب وحالة طوارئ هي أكبر بكثير من حالات الهجرة السرية والقانونية في أيام السلم والاستقرار.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*