swiss replica watches
كيف سنقنع صغيرا في السادسة عشرة من العمر بألا يلجأ الى ” النقيل ” في الامتحان وهو يرى أمامه نائبا عن الأمة ” ينسى ” داخل جيبه ثلاثة هواتف نقالة دفعة واحدة يوم نفس الامتحان ؟ – سياسي

كيف سنقنع صغيرا في السادسة عشرة من العمر بألا يلجأ الى ” النقيل ” في الامتحان وهو يرى أمامه نائبا عن الأمة ” ينسى ” داخل جيبه ثلاثة هواتف نقالة دفعة واحدة يوم نفس الامتحان ؟

” من غشنا فليس منا ”
عبد السلام المساوي

1-انهيار أسطورة الطهرانية الاخلاقية للاسلاميين
اللصوصية والانتهازية بدت واضحة في سلوك الاسلاميين منذ البدايات المبكرة ، إذ لم يكد حبر كلمات خطاباتهم وشعاراتهم في الحملة الانتخابية يجف حتى انقلب على كل شيء !
انا ممن يؤمنون بفساد الرؤية العامة للاسلاميين فكرا وسلوكا ، واراها تتحمل عبء اخفاقهم وفشلهم …ولا أرى الإخفاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي سجلت بحق تجربتهم الا انعكاسا لفساد هذه الرؤية …او لنقل انها الدم الفاسد الذي بثوه في برامجهم فسرى باوصال المجتمع المؤسسية حتى اصابها بالمرض ….
تناقضات الخطاب الإسلامي هي التي هزت كرسي الاسلاميين .
فهو تارة خطاب فيزيقي يمارس السياسة بمكر وبرغماتية ، ويدير تحالفاتها وصراعاتها الشرسة المنفلتة من عقال الاخلاق …وتارة أخرى هو ميتافزيقي يحلق في عالم المثل ويأخذ مريديه الى جنات السموات ، يمارس الخطابة في المساجد والشوارع ويخضع المطلق والثابت والله لبرنامجه المعروض سياسيا…
في حكاية التقاعد الاستثنائي البنكيراني تفاصيل اكبر بكثير من مسألة الحق في استفادة رئيس حكومة سابق من التقاعد…، وهي ايضا أعقد بكثير من ان تكون قضية صراعات سياسية كما يدعي مريدو بنكيران وعلى رأسهم البوقرعي ….في الحقيقة ثمة فكرة أساسية ؛ لا يمكن أن تستفيد بمزايا الريع ، بينما تحرص على أن تجني عائدات وفوائد المحافظة الإيديولوجية في الدين والسياسة …
قد نسميه نفاقا ، وقد نسميه انفصامافي الشخصية ، وقد نرى فيه تراخيا في الالتزام الايديولوجي ، وقد يكون تمزقا وتيها فكريا ، وقد نرى فيه نصبا واحتيالا في لعبة اسمها السياسة والانتخابات…
ومحاربة الفساد والريع كان استراتيجية دعوية راكمت الاعضاء المتعاطفين والعشرات من الجمعيات النووية التي تدور في فلك الجمعية الام المسماة التوحيد والإصلاح ، ليس في احياء الصفيح فقط ، بل وفي معاقل الطبقة الوسطى ايضا..
لذلك لا يستقيم ان نقف اليوم مع الذين يتباكون على الازدواجية في الخطاب والسلوك…لقد تبين مرة أخرى ان بنكيران واصحابه تاجروا بالدين والاخلاق لمراكمة الثروات والنساء ( فما ربحت تجارتهم …)
والذين صدموا ، عن حسن نية ، بالتقاعد البرلماني الاستثنائي البنكيراني ، لم يفعلوا ذلك لان بطله خصمهم الايديولوجي ، ولا لانه هدفهم السياسي …فهو ميت على قيد الحياة ..
صدموا فقط لأن هناك تناقضا فظيعا في السلوك الأخلاقي لحراس الدين الجدد…
ويصعب على المتتبع ، حتى ولو حاول ان يدرج في التحليل ادعاءات عناصر السياق السياسي المتأمر ، ان يستوعب هذا الانقلاب الانتهازي بين خطاب أخلاقي برمزية دينية وايديولوجية دعوية ، وبين النهب والجشع والاغتناء بالمال العام …وهذا يطرح سؤال النزاهة الفكرية والصدق السياسي…
والصدق السياسي مطروح لانه لا يمكن استعمال الدين والطهرانية الأخلاقية قناعا ووسيلة للتمويه والتخدير وقرصنة الاصوات في الانتخابات …انها لصوصية ونصب واحتيال…
والنزاهة الفكرية موضوعة فوق طاولة النقاش ، ايضا ، إذ كيف يمكن تحدثني بخطابين رمزيين مختلفين ، وكيف يمكن أن تقنعني بسلوك يتناقض مع شعاراتك الانتخابية ، دون أن تكون قمت بالضروري من المراجعات والقراءات النقدية لذلك العبور من الاخلاقوية الى الانتهازية…
وليست حكاية التقاعد الاستثنائي البنكيراني وحده ما يدفع إلى التحليل النفسي والفكري والأخلاقي لظاهرة الازدواجية هذ ، فتجربة الاسلاميين الكثير من الانزياحات عن المصرح به الأخلاقي ، وكثير من التمزقات الداخلية للانعتاق من المكبوت الاجتماعي …
وبعض الإخوان تبدلت تماما بنياتهم الاجتماعية من عائدات السياسة ، ولذلك من الطبيعي أن تتغير ذهنياتهم واذواقهم ..
وهذا على كل حال حق مشروع ، لكن فقط ينبغي ممارسته بوضوح حتى لا يصبح تمزقا سياسيا وايديولوجيا مرضيا كالذي نعيشه في حكاية التقاعد البنكيراني هذه الأيام ، وعشناه في حكايات يتيم ، ماء العينين ، الشوباني وسومية ، باحماد وفاطمة النجار …وما خفي اعظم….
2- البرلماني ” النقال ”
كيف سنقنع صغيرا في السادسة عشرة من العمر بألا يلجأ الى ” النقيل ” في الامتحان وهو يرى أمامه نائبا عن الأمة ” ينسى ” داخل جيبه ثلاثة هواتف نقالة دفعة واحدة يوم نفس الامتحان ؟
لوم الصغار ، واتهام الاجيال الجديدة من التلاميذ بالكسل والغباء وعدم الرغبة في الجد والاجتهاد أمر سهل للغاية ولن يحل الاشكال .
اصعب منه وأقسى منه ان نطرح على انفسنا السؤال : ما دور الراشدين في وصول هذا الايمان بالغش بديلا وحيدا وملاذا حقيقيا الى عقول هؤلاء الصغار ؟
كم سياسيا رأوه في الحملات الانتخابية ولم يلمحوا له أثرا فيما بعد ؟ كم متحدثا باسم الدين باعهم أوهاما كثيرة في المساجد ؛ ولما اختبروه في واحدة من فتن الدنيا وجدوه أكبر الراسبين ؟ كم راشدا قال لهؤلاء الصغار : الطريقة الوحيدة المفتوحة أمامكم أبنائي هي طريق الغش والفهلوة والنصب والاحتيال ؟
اننا نحصد فقط ما زرعنا….
3-” ما حدها تقاقي وهي تولد ف البيض ”
هذا مثل مغربي شائع ، يضرب في توالي المصائب وتكاثرها…
هذا المثل ينطبق على سياسيي البلد الذين يجدون في توجيه الضربات تلو الأخرى للعمل السياسي ، ولمصداقية العمل السياسي .
اخر ابداعات هؤلاء ما جرى مع البرلماني الذي ضبط في قاعة الامتحان وفي جيبه ثلاثة هواتف نقالة ، المعني بالأمر قام بخرق قانون ساهم في وضعه ، واقترف فعلا جرميا يدخل تحت طائلة القانون ، بل الأخطر من ذلك يدخل في خانة الغش …
4- كيف يعبث من هم من النخبة بمصير بلد ؟!
المصيبة ، كل المصيبة ، ان البرلماني الغشاش والنقال ، ينتمي الى الحزب الذي يقود الحكومة ، وهو الحزب نفسه الذي رفع شعار التخليق في حملاته الانتخابية . ومع ذلك يقوم بعض المنتمين لهذا الحزب او المتعاطفين معه بمحاولة تبرير ما قام به صاحب الهواتف الثلاثة ، بل منهم من يعتبر الامر يدخل في باب حرب ضد الحزب تريد النيل منه . والأخطر من ذلك ان البرلماني نفسه أصدر بلاغا يلمح الى ان هناك قصدا من تفتيشه وضبط الهواتف معه !!!
5-رسوب حزب العدالة والتنمية مرة أخرى
ولأننا تعلمنا ان الانسان يكرم او يهان في يوم الامتحان ، فان موقف الحزب الذي ينتمي اليه النائب النقال ، اي حزب العدالة والتنمية يدل على رسوب جديد لهذا الحزب في حكاية التخليق التي يشنف بها اسماع من يريدون تصديق كلامه ، خصوصا وأن ما استطاع الوصول اليه هذا التنظيم من قرار في هاته النازلة هو فتح تحقيق للتأكد من ملابساتها والاحاطة بكل تفاصيلها ، والله من وراء القصد وهو وحده القادر على ان يعين الجميع للاحاطة بكل الملابسات ، وكان الله في عون هذا البلد الذي لا يستطيع الثقة في نوابه المحترمين حتى وهم يرتدون جبة التلاميذ ويقررون العودة الى مقاعد الدراسة لاصلاح ما أفسد الدهر…

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*