swiss replica watches
رسالة إلى صديقي السابق حكيم (بنشماش) غير الحكيم – سياسي

رسالة إلى صديقي السابق حكيم (بنشماش) غير الحكيم

سياسي/ رضا الأحمدي

هذه رسالة من صديق جمعتك به الصحبة والرفقة من سن المراهقة إلى اليوم الذي تنكرت له فيه…
صديقي حكيم الذي كنت قبل اليوم أحترمك.. أقصد قبل أن “تصرف” في بيانك الانتحاري من ريو بامبا بالإكوادور حقدك الدفين وجحودك الغريب، وتتطاول على من أوصلوك حيث أنت اليوم، خاصة من أبناء جلدتك، الذين جعلوا منك الشخصية الرابعة في هرم الدولة وأنت الذي لا تستحق حتى أن تكون معلما فاشلا في قرية نائية من “المغرب الحبيب” المترامية أطرافه..

أود أن ألفت انتباهك أولا إلى أن بيانك “التاريخي” سيفضي بك حتما إلى قارعة النسيان من دون أدنى شك..

فقد أقدمت على الانحدار بالسياسة إلى مستوى لم يسبقك إليه سياسي مغربي..

وشخصيا أعترف أمامك أن ما أفصح عنه عقلك غير الراجح وقلبك”الصغير” يجعلني أشكك في كيمياء معدنك (الذي أدعي أني أعرف تركيبته جيدا) ويقودني نحو الجهر بكونك فاقد لتوازنه وب”أوراقه” حقيقة..

علما أني سأركز على شخصك وسلوكك فحسب.. أما الجوانب المظلمة الأخرى فلن أخوض فيها تعففا مني..

إني أدرك تماما أن هذه الرسالة ستبهج الخصوم و”العديان” وستدفعهم للرقص حد الجنون..

كما أدرك أيضا أنها ستثير، في المقابل، استياء كافة الغيورين الذين سيصبون جام غضبهم على هذا الانحطاط الذي أوصلتنا إليه رغما عنا..

ولكن؛ ما العمل؟ “ثوري ثوري” .. فالعين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم كما تعلم..

هذه شهادة للتاريخ عن منشئك ومشوارك ومآلك.. عما تدعيه وما أنت عليه حقيقة.. ..فأنا أعلم جيدا أنك تحاول دائما أن تضفي على نفسك هالة من القداسة والاحترام الزائفين.. وتعمل جاهدا كي تظهر بمظهر المناضل الصنديد الذي لا يشق له غبار.. وتسوق لنفسك صورة ذلك الإنسان النقي والطاهر.. المحب لوطنه وللجماهير الشعبية..

لكنك في واقع الحال مجرد “رعديد” تثور حين لا تبلغ مرادك.. ولا تحب أحدا غير نفسك.. وأعترف لك أنك تملك من الجرأة ما يجعلك مستعدا لأكل ونهش عظام إخوتك كما فعلت في الرسالة إياها، من دون رأفة ولا شفقة، في سبيل الفنادق الفخمة التي رآها المغاربة في الصور.. مع قدرتك الخارقة على التنكر للجميل حتى إذا تعلق الأمر بمن كدوا واجتهدوا وحرثوا “مغربك الحبيب” طولا وعرضا ليرفعوك إلى أعلى عليين..

بل إنك لم تقف عند هذا الحد.. عندما حاولت ببهتانك أن تضحي ب”الملح” الذي تقاسمته معهم وتدوس على كل شيء أملا في اقتيادهم إلى حبل المشنقة..

وأعترف أيضا أن الحرب بينك وبينهم صارت، على حد تعبيرك، على المكشوف.. ولذلك أتمنى أن تكون هذه المرة على الأقل رجلا شجاعا لا تنطح فتلوذ بالصمت المطبق..

ولا أعتقد أن بلاغتك الإنشائية ستنتشلك من الحفرة العميقة التي حفرتها لنفسك بيدك.. فأنا متأكد أن كل أوراق التوت ستسقط عن شجرتك المتخفية وراء النقاوة الزائفة.. وبالتالي لن تقوم لك قائمة بعد اليوم.. وهات برهانك إن وجدتني أنا من الكاذبين.

صديقي حكيم غير الحكيم..
سجلك يقول عنك أنك نشأت ببلدة بني بوعياش بين أحضان أسرة عرفت بالمقاومة، فهل ما زلت تعتز وتفتخر (كما كنت تردد في مجالسنا المغلقة في الأيام الخوالي) بكون المرحوم والدك كان أحد القناصة الشجعان، من المتمردين الريفيين، الذي أطلق أول رصاصة على مسؤولي الدولة خلال انتفاضة الريف سنة 1958/1959..؟

لأني وبكل صراحة أشك في ما إذا كان هذا الأمر ما يزال مبعث فخر بالنسبة إليك.. بل أعتقد أنه بات سرا تتوجس منه مخافة أن ينغص عليك حياتك التي غدوت تريدها وردية ومخملية… بعد تذوقك لحلاوة السلطة والرفاهية، خاصة بعد سنوات “الحزقة” التي اكتويت بنارها فيما سبق؟

لقد بدأت مسارك الدراسي، ببني بوعياش، كتلميذ فقير بذكاء جد متوسط.. ولا أدل على ذلك من أنك تابعت دراستك ب”المعهد الديني” بالحسيمة (ثانوية الإمام مالك اليوم) والمعروف، المعهد، باحتضانه للتلاميذ “الفشلاء” فقط.. الذين لم يتوفقوا في اجتياز امتحان الشهادة الابتدائية بنجاح.. وبعد نيلك لشهادة البكالوريا في مسلك التعليم الأصيل.. تسجلت بكلية الحقوق بجامعة محمد الأول بوجدة وحصلت على شهادة الإجازة.. واستفدت كثيرا من نقاشات الحلقيات الطلابية في إطار منظمتنا العتيدة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب..

ورغم تجربة الاعتقال التي مررت منها فإن رصيدك المعرفي والفكري ظل على حاله.. أي جد متواضع إلا من الخطابة الرتيبة القائمة على الشعارات الفضفاضة والخاوية التي تخفي وراءها فقرا معرفيا مدقعا وأعطابا غير قابلة للإصلاح… ولذلك عندما أردت الحصول على دبلوم الدراسات العليا في القانون لم تجد بدا من اختيار بحث بسيط يتناول موضوع “القضية الفلسطينية”.. ثابتا على مبدئك ونهجك المستمد والمسنود بالفكر “الحلقي” الضيق الذي لم تستطع يوما الخروج من قوقعته..

لقد حررت بيانك/مشنقتك من بلاد سيمون بوليفار.. ولا شك أن الحرقة دفعتك لإلقاء التحية على بابلو إسكوبار قبل ذلك.. تتحدث عن تلك البلاد وكأنك ملم بتاريخها وآدابها وثقافاتها.. فلمن تحكي زابورك يا حكيم.. قل لي بالله عليك بأي لغة كنت تتواصل بها وأنت بأمريكا الجنوبية.. حيث يردد “موظفوك” أنك حققت الفتوحات التي لم يسبقك إليها أي مسؤول مغربي .. وما إلى ذلك من “النجاحات” المدوية في الدبلوماسية البرلمانية التي يزمر بها موظفوك ومريدوك الطامعين في جهل مطبق لما تنطوي عليه حقيقة الأمور..؟ وهنا أجد نفسي، يا حكيم غير الحكيم، مضطرا لأن أنور المتتبعين، المتفرجين على فضائحنا اليوم، بكونك لا تعرف (ولا أقول تتقن) أي لغة أجنبية، وإذا كنت من الكاذبين.. فأنا ألتمس منك ومن حوارييك وموظفيك أن يخرجوا لنا تصريحا أو تدخلا أو تسجيلا واحدا لك بلغة أجنبية سواء كانت فرنسية أو إسبانية أو انجليزية أو أية لغة أخرى إلا إذا كانت الريفية هي اللغة الرسمية للإكوادور..

سوف لن ينفع معنا إقحامك لبعض الكلمات والمصطلحات باللغة الفرنسية التي تستقيها من “الشيخ” غوغل بعد البحث عن ترجمتها، علما أنك لا تحسن نطقها..؟

هل من السوي حقا أن تنظر إلى نفسك بكونك الشخص المناسب الذي وضع في المكان المناسب؟ أليس هذا دليلا كافيا على أنك لا تستحق كل المناصب التي تقلدتها؟
عزيزي حكيم غير الحكيم..

هل تريد أن أذكرك بضعفك المزمن المختزل في التهافت على المسؤوليات والمناصب؟ أعترف أنك مقاتل شرس لما يتعلق الأمر بالمنفعة والتنقيب عن الكراسي.. سأذكرك فقط بأيام “إعلان الريف” وقتالك “التاريخي” لأجل تحقيق الهدف الذي وضعته أمام عينيك.. فمن هناك كانت البداية.. حيث حاربت الجميع بغاية أن تنال نصيبك من الكعكة التي كانت تلوح لك في الأفق.. وقد جاهرت في ذلك الوقت بأنك ستفتح أبواب جهنم على كل من سولت له نفسه إقصاءك وتهميشك وعدم أخذ شخصك بعين الاعتبار.. واستطعت بفضل مناوراتك وصلابتك، في مقابل حسن نية وليونة رفاقك، أن تفوز بما شئت.. فبدوت بطلا حقيقيا وأنت تقص وجع تجربتك الفريدة في الاعتقال (سنتان من السجن ثم أفرج عنك بعد التدخلات إياها) على المشاهدين المغاربة خلال جلسة الاستماع التي نظمتها هيئة الإنصاف والمصالحة بالحسيمة..

وبفضل تلك الشهادة “التاريخية” طبعا تعرف المغاربة على مناضل صنديد جاءهم من جبال الريف التي نتفق معك طبعا حين نعتها في بيانك بالشموخ والصلابة.. وكان ذلك، وأنت الحليم المسامح الكريم، جوازا كافيا لقبول مرورك إلى المحطة المقبلة.. أقصد محطة بداية المشروع السياسي الجديد …

ما تزال اللحظات التي عشناها معا ونحن نصمم العزم على شق مسار جديد في مشوارنا السياسي، أقصد ترتيباتنا ونقاشاتنا الهادئة أحيانا والصاخبة أحيانا أخرى في التنظير للمشروع السياسي الجديد بدءا ب”حركة لكل الديمقراطيين”، تتراقص أمام عيني.. أكبر فيك، يا حكيم، قدرتك على إيهام الآخرين بكونك رجلا من طينة خاصة.. رجل بمبادئ لا تقبل اللين والمساومة.. لكن بمجرد أن تشتم رائحة المنفعة، تلين فورا ويتهذب حديثك وتبدي رزانة ووطنية عز نظيرها..

هل تعتقد أننا كنا من الغافلين عن طمعك الفطري الذي رميت به رفاقك وإخوتك..؟ لا يا حكيم.. كنا فقط نرق لحالك.. وكنا ندافع عن حقك لأننا كنا نعتبره كذلك فعلا..
أفلم تتساءل يومئذ من أين كان يأتي كل ذلك الخير الوفير وأنت الرجل الصالح الذي يمقت الفساد؟

واليوم تسمح لنفسك باتهام المناضلين الذين “قطعوا صباطهم” معك ولأجلك وترميهم بتهمة السخرة لأجل نيلهم للفتات…وإذا أكرمت..وبقية المثال تعرفه يقينا.
فما يزال في قلبي قليل من الرحمة خاصة وأني مومن جدا بالحديث الشريف “ارحموا عزيز قوم ذل”.. فهل لك، يا حكيم، من الجرأة الكافية، مثل التي أبنت عنها في بيانك، ما يدفعك للكشف أمام المغاربة كيف وصلت إلى رئاسة أكبر جماعة بتراب الرباط، جماعة يعقوب المنصور؟

هل بوسعك أن تنكر ما بذله رفاقك من جهود وما تكرم به بعضهم كي تبلغ مرادك.. وأنت الذي لم “تضرب فيها ضربة”.. طبعا فأنت رجل تنظير فقط ولا علاقة لك بالممارسة الميدانية، فذاك من اختصاص الأخطبوط الفاسد والميلياردرات الجشعة وباقي “الحمير”.. أنت مختص فقط في ارتداء نظاراتك السوداء كي لا تكون شاهدا على الفساد لأنك تمقته ولا تحبه…

نفس الشيء ينسحب على وصولك إلى قبة البرلمان (مجلس المستشارين).. هل لك من الجرأة، يا حكيم غير الحكيم، ما يجعلك تعترف للمغاربة كيف أصبحت مستشارا محترما، في خمسة أيام، بل رئيسا لفريق برلماني محترم؟ هل نسيت كيف أن رفاقك لم يغمض لهم جفن طوال شهور كي تصل أنت لهدفك الذي لم يكن يوما يخطر على بالك؟

هل نسيت “الدواب” التي دكت الأرض دكا.. وحرثت الأرض طولا وعرضا.. وشقت الجبال والهضاب شقا.. كي تنال رضاك وتكشف عن ابتسامتك الكتومة والدفينة وبهجتك التي لا تعرب عنها إلا نادرا وفي مثل هذه الحالات فقط؟ هل نسيت تلك الليلة التي دمعت فيها عيناك وأنت مقبل على معركة، وأي معركة، الترشح لرئاسة مجلس المستشارين؟ حاشدا ومشحذا همم أبناء جلدتك وكل رفاقك.. وحاثا إياهم على ضرورة اعتبار هذه المعركة الشرسة مسألة حياة أو موت بالنسبة للريفيين وللحزب ككل.. هل تريد أن أذكرك بالتفاصيل؟

فما هو جزاؤك لكل هؤلاء الذين غامروا بسمعتهم وأرزاقهم ومستقبلهم لتمتطي أنت صهوة جوادك مزهوا منتشيا بالانتصار الذي جاءك كالعادة على طبق من ذهب ومن دون أي عناء يذكر…
إني أقر أمامك كوني كنت أكثر من غبي وساذج.. فيما كنت “ذكيا” عرفت من أين تؤكل الكتف.. فقد استطعت أن تفوز بكل شيء وتحقق أحلامك المناقضة لكل أحلام المناضلين الذين أعرفهم.. أقصد أولئك الذين عاشوا وما زالوا على الفتات.. فأي من هؤلاء المناضلين المساكين بات يعيش البحبوحة التي تنعم فيها أنت.. لا أحد.. أتذكر أن أحدهم كان قد انتبه إلى “لعبتك” باكرا.. لكني شخصيا ثرت في وجهه واتهمته بالحقد والحسد… لأننا كنا جميعا موقنين أن الباطل لا يمكن أن يأتي حكيم لا من أمامه ولا ورائه..

لا أرغب اليوم في تعداد أنواع ومصادر ثروتك وأنت الذي لم تكن تملك سوى “خرششة” مهترئة وتسكن شقة صدئة.. فصرت اليوم تتبختر في سيارات فارهة لم تكن تسمع بها قبل هذا اليوم ولا تعرف حتى أسماءها..
أخيرا، وليس آخرا، وفي حالة ما إذا افترضنا جدلا أن الحزب الذي تترأسه اليوم يتحكم في دواليبه أخطبوط فاسد ومليارديرات جشعة… ألست، في الواقع، صنيعة هؤلاء.. ألا يعد ما صرحت به دليل إدانة واضح…ألا يسقط عنك اعترافك هذا كل الصفات التي بت تتبجح بها وأنت لا تستحق أنصاف أنصافها …؟

والبقية ستأتي….

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*