swiss replica watches
أيها البارعون في التكرار والترديد.. – سياسي

أيها البارعون في التكرار والترديد..

بصوت مسموع
أيها البارعون في التكرار والترديد..
عزيز اجهبلي
تصوروا كيف سيكون الوضع إن كان “الإصلاح” الذي يردده غالبية الوزراء والمسؤولين شخصا يحيا بيننا، وسألناه، ما يضيرك أيها “الإصلاح”؟ بكل بساطة ومن غير تردد، سيكون جوابه :” إنني ضقت ذرعا من ألسنة وزرائكم ومسؤوليكم، إن ألسنتهم تلوكني بمناسبة وبغير، إنهم يفجرون في أناهم الأعلى والأسفل. اطلبوا من أولي الأمر منكم، بأن يبدلوني بمصطلح آخر، وليبحثوا لهم عن كلمة أخرى بدلا مني، فإني لم أعد أطيق ألسنتهم ولا أتحمل تبريراتهم، ولم أعد قادرا على مطاردة الخروقات والأخطاء، التي يقترفونها دائما وكعادتهم، إنهم حولوني إلى مشجب، يعلقون عليه فشلهم الذريع في كل ما يقومون به. قولوا لهم قد أصبحوا هواة من الدرجة الأولى وبدون منازع في رياضة ترديد الكلمات وليس الشعارات، وحملوهم مسؤولية إفراغ المصطلحات والمفاهيم مثلي من معناها ومبناها. وإني على علم أنه لا يربطهم بالإبداع والخلق والابتكار إلا الخير والإحسان، ولهذا سأدلهم على كلمات أخرى، لعلى وعسى تدفع بهم نحو الأمام، كلمات كالانتقال، والتغيير، والبناء، والتجديد،.. إلى آخره”.
رئيس الحكومة الناشط والنشيط على “التويتر”، كما هو الأمر بالنسبة لعدد من وزرائه، لا يكتفي بالتكلم عن الإصلاح بصيغة المفرد. ففي تدوينة حديثة العهد، كتب عن مشروع قانون مالية 2020 ، أن من أولوياته تحفيز الاستثمار ودعم المقاولات خصوصا الصغرى والمتوسطة والصغيرة جدا، وكذا مواصلة الإصلاحات الكبرى من قبيل تنزيل ورش الجهوية المتقدمة وورش اللاتمركز.
الأمر لا يقتصر على التدوينات في منصات التواصل الاجتماعي، بقدر ما يشمل حتى اللقاءات المباشرة. ها هو الناطق الرسمي باسم الحكومة، يردد هذه الكلمة لأكثر من مرة في أول لقاء له مع رجال الصحافة والإعلام، والذي أبان فيه عن نية تحجيم وتضييق دائرة التفاعل مع الأسئلة التي قد تحاصره من كل الجهات.
مع نهاية الأسبوع الماضي، هذا “الإصلاح” ذاته، تخبأ بين الأشداق، وخرج ليتجاوز الخرائط، وأصبح عابرا للحدود، ودخل واشنطن سالما غانما، ليلج الاجتماع السنوي للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهناك تكرر وأعيد عشرات المرات.
عبد الله ساعف السياسي والأكاديمي، لم يردد مفهوم “الإصلاح”، بل نطقه بلكنة ونكهة مغايرة في البرنامج التلفزي، الذي انتظرته بشغف، “لحظة قرار..”، يوم الخميس 17 أكتوبر 2019 ، وقد تابعته بنفس الهدوء، الذي تحدث ويتحدث به عادة، ساعف، عن محطات ومسارات وسياقات زمنية وثقافية تتقاطع مرة وتتوازى أخرى.
تكلم السياسي والأكاديمي عن عقدة “غورباتشوف”، الرئيس السوفياتي السابق، ومهندس “البروسترويكا” بداية ثمانينيات القرن الماضي، حين نزع هذا الرئيس لبنة من الحائط، وتهدم الجدار، ليقول ساعف بذلك، إن الكثيرين، يعتقدون أنه حينما ندخل جرعات قوية من “الإصلاحات”، فإن ذلك يحتوي على مخاطر تهدد التوازنات العامة، الشيء الذي يفرض الحذر والتأني، لكنهم ينسون أن التأخير له ثمن.
بدون شك، كان ساعف مباشرة يعني بكلامه المسؤولين، وبما أنه أجاب عن أحد الأسئلة بأنه يقرأ الرواية إلى جانب الكتابة، فمن المؤكد أنه يعرف حق المعرفة، الكاتب الكبير عبد الرحمن منيف وروايته الشهيرة “سباق المسافات الطويلة”، وعلى لسان السارد المفترض في هذه الرواية، كتب منيف عن الشرقيين، وقال إنهم لا يتركون أمرا من الأمور تسير في الطريق الصحيح، كما أنهم قادرون على التخريب وخلق المتاعب لأنفسهم وللآخرين، نتيجة الأنانية وسوء التقدير، إضافة إلى الكسل والتشبث بالأساليب الشرقية البدائية.
بكلمة واحدة إنهم يفعلون الشيء غير المناسب في الوقت غير المناسب. هكذا وصفت هذه الرواية المجتمعات الشرقية، فهل وصف “سباق المسافات الطويلة” لهذه المجتمعات ينسحب على المسؤولين والوزراء المغاربة؟
عن العلم

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*