المغاربة ومدى التزامهم بحالة الطوارئ الصحية المفروضة على البلاد
مما لا شك فيه أن جائحة كورونا التي عصفت بكبرى دول العالم ومعهم المملكة المغربية، قسمت المغاربة إلى أربعة فئات، خاصة أن الجميع ببلادنا لم يعتد العيش في مثل هكذا ظروف، محروما من أبسط الحقوق التي فرضتها حالة الطوارئ الصحية، بعدما تمتع بها على مدى عقود من الزمن بل كان يراها البعض أنها غير كافية ولا ترقى إلى ما هو معمول به بعدد من الدول المتقدمة.
فإذا ما تطرقنا إلى الفئة الأولى التي تمثل الأغلبية من بين الفئات، نجدها قد انخرطت بشكل كلي وفعلي بالحجر الصحي المفروض على البلاد، تاركة وراءها كل ما يمكن أن يتسبب لها أو لمحيطها في الأذى القاتل، حيث عملت على تطبيق الحجر بحذافره، دون أن تترك أي شيء للصدفة، سواء تعلق الأمر بالتزامها بالجلوس في بيوتها والتقيد بالتعليمات الصحية، أو فيما يتعلق بتعليمات السطات المحلية التي تطالب المواطن بالخروج إلا للضرورة الملحة.
أما الفئة الثانية، وهي بطبيعة فئة عريضة من المجتمع المغربي، فقد دفعها الفضول التدريجي إلى عدم احترام وتطبيق الحجر الصحي كما هو منصوص عليه في هذه الظرفية، إذ تجدها تتحين الفرص من أجل الخروج من بيوتها دون أن تفرض الحاجة إلى ذلك، بل وتجدها غير مبالية بما قد يتسبب لها هذا الفيروس الماكر من أدى.
أما الفئة الثالثة، وهي الفئة القليلة و الغير مقتنعة تماما بوجود فيروس يفتك بالبشرية في مختلف أنحاء المعمور، حيث تجدها تصول وتجول ليل نهار لعلها تصادف الفيروس الموعود في مكان ما لتأخده بالأحضان وتتأكد من جدية قدرته على إرسالها إلى أحد مستشفيات المملكة.
أما الفئة الرابعة فلا يمثلها سوى شخص واحد ووحيد ألا وهو الدكتور ورئيس الحكومة العثماني، الذي يتخبط في تصريحاته المتناقضة منذ ابتلائنا بهذه الجائحة، فتارة تجده مع وتارة ضد وضع الكمامة، بل أن عنفوانه وعظمته دفعته إلى إرتداء هذه الكمامات مرة واحدة، خلال استقباله من طرف عاهل البلاد الذي لطالما أعطى المثال لشعبه في تطبيق القانون، بينما رئيس حكومتنا الذي ومنذ توليه هذا المنصب وهو يخبط خبط عشواء في تصريحاته أو في فرض ذاته كرئيس حكومة قادر على تسيير أمور البلاد والعباد أبى إلا أن يكون استثناءا، بعد ان رفض وضع القناع داخل قبة البرلمان في وقت التزم فيه الجميع باحترام القانون ووضع كماماتهم بما أن الظرفية تحتم ذلك.
ولربما كانت هنالك فئات أخرى غير مرئية لم نستطع التطرق إليها في مقالنا المبسط هذا.
سياسي – المشوكر عزيز