swiss replica watches
د، خالد فتحي  ليبيا : في الحاجة لاتفاق صخيرات جديد  – سياسي

د، خالد فتحي  ليبيا : في الحاجة لاتفاق صخيرات جديد 

د خالد فتحي 
ليبيا : في الحاجة لاتفاق صخيرات جديد 
تختلف المقاربة المغربية لحل الأزمة الليبية عن غيرها من المبادارت التي تتقدم بها الاطراف الدولية الأخرى ، كونها تأتي من بلد شقيق غير ضالع في تأجيج الصراع الدائر الان بليبيا .بلد قد سبق له و أن أبلى البلاء الحسن في جمع كلمة الليبيين، حين اسعفهم باتفاق مرجعي تم عقده فوق ارضه بالصخيرات، شكل لهم لحظة إجماع وخارطة طريق حظيت بمباركة المجتمع الدولي ،و كانت واضحة وكافية لرأب الصدع.
المغرب بلد ليست له حدود مباشرة مع ليبيا. وبالتالي ليست أية أطماع ولا مصالح أو حسابات ذاتية مباشرة في الملف. اذ يتحرك بوازع الاخوة ،وبدافع من رفضه للتدخل العسكري والأجنبي في شؤون الدول، وكذا غيرته على وحدة واستقرار بلد مغاربي يتقاسم معه وحدة التاريخ والجغرافيا والدين والديموغرافيا.
استقبال عقيلة صالح والشمري بالمغرب بشكل منفصل ولكن متوازي بالرباط، يدل على أن مختلف الفرقاء الليبيين يحسون في أعماقهم، أن الحل قد يوجد في الرباط، التي لا خلفية مصلحية لها ولا أجندة لها غيرأجندة الشعب الليبيى نفسه الذي يريد جاهدا الخروج من تبعات ربيع عربي تطور نحو الاسوأ .ربيع حمل في ليبيا بصمات حلف الناتو الذي أجهز منذئذ على امن وسلامة واستقرار الليبيين .
ميزة المقاربة المغربية أنها تتوخى حلا ليبيا ليبيا. و تبتعد عن كل حل تطبخه أطراف اقليمية يسيل لعابها لليبيا . سواء طبخته على نار ملتهبة من خلالىالحروب أو على نار هادئة في الكواليس والدهاليز المغلقة. ذلك أن انعدام تضارب المصالح يجعلها الأنجع للمشهد الليبي.
المغرب اعتبر أن لا مبادرة لديه الآن ، مؤكدا على مرجعية اتفاق الصخيرات، الذي ينبغي تحيينه وتطويره ليلائم المتغيرات، خصوصا وأن مياه كثيرة قد جرت تحت الجسر بين 2015 و2020.وهذه نظرة واقعية لافتة تعكس نصح رائد لايكذب أهله .
حين نبه المغرب الإخوة المتناحرين إلى عدم السقوط في مأزق تعدد المبادرات ،فقد أشار لهم بأن هذه الأخيرة سوف تؤثر سلبا في مسار الأزمة. لأن كل مبادرة جديدة تؤدي فقط إلى زيادة عدد اللاعبين الدوليين في الملف الساعين كلهم نحو إحكام قبضتهم على مصادر النفط والغاز مما يؤخر الحل ويعقده بل و يدول الأزمة أكثر .
إن اختلاف الليبين إلى عواصم العالم ينزع المبادرة منهم، ويوفر فقط غطاء شرعيا للتدخلات الاجنبية، ويطبع مع مرور الوقت مع واقع تقسيم ليبيا وتفكيكها كما هو حاصل الان إلى شرق وغرب وربما غدا الى أكثر من ذلك .
الحل ينبغي أن يظل ليبيا خالصا .وفي الحالة القصوى يمكن أن تأتي المساعدة على هذا الحل من دول المغرب العربي، حتى لا تتكرر الحالة السورية في غرب العالم العربي. يجب أن تستثمر ليبيا ازمتها لتسريع بناء المغرب العربي في إطار خطة وحدوية مغاربية تستوعب أيضا الحل الليبي.
كلما تدخل فاعلون أكثر في الملف الليبي، كلما تحولت ليبيا إلى طبق سائغ في عشاء الدول المتربصة، التي تسعى لمصالحها فقط . واكبر دليل على هذا التهافت الدولي أن الاتحاد الأوربي ليس على موقف واحد : كل بلد يجلس حيث توجد براميله : هكذا اصطفت فرنسا وألمانيا مع حفتر واختارت ايطاليا السراج .
و دول حلف الناتو ليست ايضا متفقة على مساندة شرعية واحدة بعينها. هذا مايجسده على الاقل الصراع الفرنسي التركي. وبينما أصبحت روسيا فرس رهان لتركيا تتبعها أينما حطت الرحال ، لازال موقف الولايات المتحدة الأمريكية غامضا وملتبسا تتحين الفرصة السانحة للتدخل وإملاء أوامرها بشكل ما .الدول العربية بدورها منقسمة بخصوص ليبيا بين المحورين الذين تشكلا عقب حصار قطر .وحدها الدول المغاربية من لا تريد أن ينفجر هذا اللغم الليبي الذي ستتطاير شظاياه إلى منطقة شرق المتوسط وشمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء وجنوب اوروبا .
الواضح الان لكل مشفق من الحالة الليبية انه يجب تفعيل المسار السياسى خصوصا بعد حالة الثبات المؤقتة الراهنة التي يعرفها الوضع على الميدان، لاستغلال هذه الهدنة في استحثاث الحلول الناجعة والدائمة تمنع وقوع الحرب المدمرة.
مايجب ان يعيه طرفا الصراع المتواجهين بليبيا أنهم بتعنتهم سيحولون بلدهم ليس إلى محرقة تأتي على الأخضر واليابس بل و إلى خطر يتهدد كامل دول المغرب العربي التي ستتأثر بمسار الأحداث هناك.ةمما سينعكس عليها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وأمنيا، حيث ستشكل الحالة الليبية لا قدر الله البوابة التي سيتسرب منها فيروس التفكيك والبلقنة ،الذي تسعى لنشره القوى العالمية المتشوفة إلى تحقيق حلمها في رؤية دورة أخرى لسايس بيكو تقود نحو شرق أوسط جديد وعالم عربي مقطع الاوصال مشرذم إلى النخاع.
الليبيون أمام رهان لا يهم وطنهم الصغير فقط، بل هو يهم وطنهم الكبير. وبالتالي ليس أمامهم سوى حلحلة الملف الليبي أو حلحلة الملف الليبي .
ولذلك فليبيا تحتاج إلى صدق نوايا أبنائها أولا، حتى لاتصيبهم لعنة النفط والغاز والموقع الجغرافي، لكي ينجزوا نسخة جديدة ومنقحة من اتفاق الصخيرات. نسخة تعيد بعث الوئام الليبي انطلاقا من الإلهام الذي تمثله كمحطة وحدوية مضيئة. اتفاق لا يكون فيه اي ارتهان لأي قرار خارجي. بل يكون كل الارتهان لمستقبل الأجيال القادمة .إن ليبيا قد حباها الله كل الخيرات . وعلى الليبين أن يثبتوا العالم أنهم جديرين بها . فهل يعقلون؟؟؟.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*