swiss replica watches
اليوسفي: هبة الوطن… – سياسي

اليوسفي: هبة الوطن…

كأسك يا وطن

اليوسفي: هبة الوطن..

ابراهيم إغلان

درس في الانتماء للوطن، يجب أن يتعلمه رجال السياسة والأعمال، من مبادرة الراحل سي عبد الرحمن اليوسفي، الذي لم تنفع جنازته، البسيطة شكلا والعميقة مضمونا، أمام سوء آداب بعض الذباب الالكتروني المحسوب على تيارات محافظة، لم يرق لها رمزية الراحل…
على هؤلاء جميعا، أن يتأملوا في وصيته، التي لن تعجب البعض أيضا، مهما بلغ مضمونها من درجة التواضع الإنساني النبيل والموقف الوطني الصادق، بدون الاسترزاق بفقر الناس واستغلال جهلهم بالدين والحياة.

أليست وصية الراحل سي عبد الرحمن اليوسفي جديرة بالتأمل أمام مشهدنا السياسي، الذي تنعدم فيه القيم والأخلاق، وأصبحنا في مجتمع مظاهر بالأساس، مجتمع مريض، يؤمن جزء منه بالبركة، وجزء ثان بالقدر، وجزء ثالث بالمريدية، ورابع معتكف مثل ولي صالح، لم يعد يعرف أهذا قبره أم قبر حماره..، وخامس ” معلم ديال القوالب”، حيث ينصح ويفتي ويعقد ويحل، وهو الآمر والناهي….
ألم نذكر في زاوية سابقة بؤس المشهد السياسي ولاعبيه الهواة الذين لم يحسنوا بعد اللعب النظيف، بمعنى ليس عندنا بلغة الكرة ” الرقايقية”، ” ماكاين غير الكوفرات ” …..
نعود إلى وصية سيدنا عبد الرحمن، وملخصها، كما ورد في نص الموثق ادريس مياج: ” تتصرف السيدة هيلين فيما ترك زوجها عبد الرحمان الى حين انتقالها الى جوار ربها، وبعدها تتحول الشقة بأثاثها وما تضمه من وثائق وكتب ومقتنيات الى متحف مفتوح للزوار، وينقل إرثه المادي من اموال متبقية من حسابه الى مؤسسة متاحف المغرب”، اللهم جدد الرحمات على السي عبد الرحمان.
وصية، لها قراءة واحدة فقط، هي نبل الرجل السياسي، الذي هو سي عبد الرحمان، والتكرار هنا يعلم الشطار، كما يقول المثل.

هكذا هي الأخلاق التي تربى عليها ومارسها بعض الزعماء السياسيين، وإن اختلفنا معهم، لكن مهما يكن، فالأمر مختلف اليوم. وشتان بين الثرى والثريا، بين من يرفض ” البيليكي” امام الوطن، ومن يمنح كل ما يملك للوطن ؟؟؟
ألم أقل لكم إن السي عبد الرحمان هبة الوطن؟ لماذا شقته تتحول إلى متحف مفتوح للزوار؟ أليس في الاختيار ما ينبه إلى تواضع الرجل وصفائه، فالبعض الذي شكك في ذاكرة الرجل سواء من قبل أهل اليمين أو أهل الشمال، واعتبروها ذاكرة فيها مسحة من الضبابية. اليوم، بهذه الوصية، سيترك لكم وثائقه ومقتنياته وصوره ، أي ذاكرته، بدون استئذان من أحد، وسيكون بيته متحفا مفتوحا، لن يكون متحفا ميتا، بل حيا بمواقف صاحبه التي عبرت عنها وصيته التاريخية، وهي درس وطني في معنى الانتماء الى الوطن، وفي كيفية حب الوطن، وفي التواضع حين الحديث عن الوطن…
ولماذا تحويل كل أمواله إلى مؤسسة متاحف المغرب؟ ألا تعكس هذه المؤسسة ذاكرة المغرب، من خلال متاحفها الاثنوغرافية والاركيولوجية والفنية المنتشرة في مختلف الحواضر المغربية؟ حيث نجد أشكالا من التراث الثقافي المادي واللامادي والطبيعي، تدل على غنى وتنوع التراث الوطني. إنه اختيار مدروس، من رجل آمن بوحدة البلاد والدفاع عنها، و آمن أيضا باختلاف وتنوع الثقافة الوطنية كما حددها الدستور .

ثم أيضا ألا تستحق المؤسسات الثقافية مثل هذه المبادرة النبيلة من رجل نبيل؟ بعد كل هذا الغبن الذي لحق ويلحق بقطاع الثقافة ببلادنا. قد يكون هذا الدرس الانساني الشهم بداية
اهتمام رجال السياسة والاعمال بالثقافة ومؤسساتها المختلفة…متى سيتحقق ذلك؟ ألم أقل لكم : إن
إن اليوسفي هبة الوطن..؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*