swiss replica watches
سكيزوفرينيا بنكيران : فصام او فطام؟ – سياسي

سكيزوفرينيا بنكيران : فصام او فطام؟

بقلم :سدي علي ماء العينين ،أكادير ،مارس ،2021.
لم يكن في نيتي ان اكتب عن زعيم حزب أنهى مدة انتدابه على رأس حزبه، وعلى رأس الحكومة، و إنزوى بنفسه في ركن بيته، وهو يعاين صورته مع ملك البلاد، وأخرى مع رفيقه باها.
ولم يكن في نيتي ان أخوض فيما يمكن إعتباره شأنا داخليا لحزب العدالة والتنمية،
لكن كلما تطورت الأحداث إلا ووجدت من واجبي ان اكتب كي ” امنع المغالطات’ و ان العب دوري في تقديم الوجه الآخر لما يعتبره البعض تميزا او تحيزا إزاء المواطنين او الدين واضعا الدولة و الأحزاب في خانة المناهضين لهم وانه لوحده’ ‘مضوي البلاد’
السيد عبد الإلاه بنكيران، الذي يقدم نفسه كسياسي من حركة الإخوان المسلمين حاملا سبحته، تحمل مسؤوليات كثيرة منها الحزبية كأمين عام، ومنتخب كنائب برلماني، و كوزير رئيس للحكومة.
أثناء تحمله لهذه المسؤوليات، كان يدرك ان الدولة المغربية، وهي تشيد المدارس و المساجد، و تأدي أجور موظفيها و حتى فقهاء مساجدها من ميزانية الدولة التي تتكون من مداخيل متعددة، منها الضرائب على الخمر و السجائر و الياناصيب، وسباق الخيل و كازينوهات القمار و الملاهي الليلية…
وكلها موارد تعتمدها كل دول العالم موجهة للسياحة او حتى الإستهلاك الداخلي،
لم نسمع قط ان حزب العدالة والتنمية إنسجاما مع ما اسماه بهويته الإسلامية ان عارض اعتماد سياسة الدولة على هذه المداخيل، ولا نجد لها أثرا فيي مقررات الحزب، ولا في أسئلة النائب البرلماني بنكيران تحت قبة البرلمان، ولا قرر تغيير الأمر وهو رئيس حكومة.
اليوم و بقدرة قادر، و بعد أن صادق المغرب في الأمم المتحدة إعتماد القنب الهندي ” الكيف” للإستعمالات الطبية، قامت قائمته،وقاطع وزراء حزبه، و جمد عضويته بالحزب!!!
السؤال الذي يؤرق المتتبعين ،هو كيف لرجل يزعم انه يحمل لواء الدين ان يدبر الشأن المحلي بميزانية تضم مداخيل من محرمات ذكرت في القرآن كالخمر، و يعتبر الأمر عاديا ، وحين يتم تقنين الكيف ينتفض و يحتج؟!!!
بداية ومن الناحية القانونية ،يحاول بنكيران ان يغالط الرأي العام بأن تقنين الكيف هو تشجيع للمخدرات، وهو يعلم علم اليقين ان الكيف ليس هو الحشيش، و ان تقنينه لم يلغي كل القوانين التي تجرم استهلاك المخدرات والإتجار في الحشيش المركب من التبغ والكيف.
يقول تعالى عن الخمر – وهو من صنع الإنسان – :يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219).
الله تعالى يصدر حكمه عن مشروب صنعه الإنسان، ورغم ذلك أقر بنفعه، ولكنه جعل إثمه اكبر لما له من آثار سلبية على المجتمع وتماسكه.
لكن في حالة نبتة القنب الهندي، فنحن أمام نبتة ربانية، صافية، من مخلوقات الله، ولا تكون حشيشا الا بصنع الإنسان وهو يخالطها بمواد أخرى.
وهي لم تذكر في القرآن من بين عشرات اسماء النباتات التي ذكرها الله عز وجل في القرآن
وقد أخبر الله -تعالى- في القرآن الكريم أنّه هو الذي يخلق النبات ويخرج الحبّ؛ فقال: (إِنَّ اللَّـهَ فالِقُ الحَبِّ وَالنَّوى يُخرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَمُخرِجُ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ذلِكُمُ اللَّـهُ فَأَنّى تُؤفَكونَ).
والمغرب الذي وهب الله جزءا من أرضه بهذه النبتة ظل لسنوات طوال يعامل ممتهني حصادها، ومن بعد، زارعيها ببذور مستوردة، و مستهلكيها مختلطة بالتبغ، أو مروجيها في السوق السوداء بالتجريم و المتابعة والعقاب.
اليوم تطور العلم ،وصادقت الأمم المتحدة على أهمية هذه النبتة في التخفيف من آلام المرضى، و التطبيب عبر مواد الصيدلة، و البناء، فأقر بتقنينها ،كي يستفيد العالم منها، و لقطع الطريق على استعمالها كمخدرات وتحويلها إلى مخدر طبي بمقاييس و معايير قانونية وعلمية، ونحن هنا أمام حالة اشبه بالخمر في منافعها، لكن إثمها لا يتحقق الا بتحويلها إلى حشيش و مخدر ممنوع.
بل إن بنكيران وصف نبتة ربانية بالخبث و انها امر خبيث، والحال أن أرض الخالق لا تنبث خبتا، لكن الخبيت ما صنعه الإنسان، ورجس من عمل الشيطان.
وأما قوله بأن الحل الإجتماعي لساكنة الريف التي تعيش وسط حقول الكيف هو البحث عن بدائل، و تنزيل تنمية بديلة بها، فمن حقنا ان نستفسر ماذا قدم بنكيران وحزبه طيلة عشر سنوات من التسيير كمقترحات وقرارات لفائدة هذه المنطقة و مقترحات بدائل للكيف وزراعته؟
الجواب يعرفه المغاربة، وهو ما يزيد من استغرابهم عن دواعي هذا السخط الذي عبر عنه بنكيران بعد قرار تقنين الكيف؟
إن كانت زاوية رؤيا بنكيران هي سؤال الحلال والحرام، فعليه ان يجيب المغاربة، لماذا ثارت ثائرته ضد الكيف وهو خارج المسؤولية، ولم تثر ضد الخمر و الميسر وهو في سدة المسؤولية؟
هذا ما أسميه بالسكيزوفرينيا او مرض الفصام الذي يصيب بعض دعاة الدين والدين منهم براء،
ولكن يبدو أن مرص الإنفصام ليس وحده العامل في ثورة وهيجان صاحبنا، لكنه الفطام أيضا، الفطام من الكرسي و النفوذ و المسؤولية الذي يوهم صاحبه ان ما كان في عهده هو الإزدهار، وما دون ذلك إنحلال وانحطاط و فشل.

ومثل هذا السلوك يقود إلى ما يشبه البهللة و الهرطقة و التي تأدي إلى الزندقة، و الزندقة بإسم الدين هي أكثر خطرا على تماسك الأمة من زندقة الملحدين او بلغته العلمانيين،
ولا نحتاج ان نذكر ” الزعيم” بقولة الزعيم الحقيقي سعد زغلول الذي قال ان ” الدين لله و الوطن للجميع” ،
فهل تعتبرون ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*