swiss replica watches
الثقافة الجنسية في العالم العربي: فقر في المحتوى وهالة من العيب والعار – سياسي

الثقافة الجنسية في العالم العربي: فقر في المحتوى وهالة من العيب والعار

يتجلى “الجنس” في ذهنية العربي كبعبع، تلك حالة ثقافية واجتماعية وسيكولوجية ولسانية يعيشها ويتعايش معها المواطن العربي منذ السنوات الأولى للتنشئة الأسرية والاجتماعية، الجنس عقدة العربي من الولادة إلى الممات. المجتمع العربي بنخبه وعامته يطرح قضية “الجنس” ويتكلم عنها بكثير من التستر والخوف باعتبارها “العيب” الأكبر، إذ يتحول “الجنس” إلى رديف لمفهوم “الشرف” المطلق، عليه تهدر الدماء وتقوم الحروب الطاحنة أكثر ما تقوم على هتك شرف الوطن، حتى أن كثيراً من المجتمعات العربية، حتى اليوم، تعتبر “القتل” المرتبط بالدفاع عن الشرف، والشرف هنا هو الجنس، هو قتل متسامح معه، قتل فوق القانون المدني.

ويتحسس المواطن العربي من مسألة “الحب” لأنه يربطه مباشرة بـ “الجنس”، لذا نجد هناك جفافاً في العلاقات العاطفية الطبيعية في المجتمعات العربية، إن المجتمع يتسامح مع “الكراهية” و”العنف” ولا يتسامح مع “الحب” و”العشق”.
وبقدر ما يمثل “الجنس” بعبعاً لدى المواطن العربي نخبه وعامته على السواء، في المقابل، تبدو “الثقافة الجنسية” الاستهلاكية المرتبطة بالأفلام الإباحية التي ترتبط أساساً بالغريزة الشهوانية هي من أكثر الثقافات المستهلكة من قبل المواطن العربي، بحسب إحصائيات تقدمها بين الفينة والأخرى مراكز رصد المشاهدات في العالم، مشاهدات المواقع الإباحية والبرامج التلفزية.

وتخلو برامج المدارس العربية والمغاربية على السواء من أي مشروع حضاري يهتم بالتربية الجنسية الموجهة للجيل الجديد، لذلك، وفي ظل هذا الغياب الكامل لثقافة “الجنس” يعيش الأطفال والمراهقون معرضين لكثير من الأخطار المقبلة من خلال هذه “الحاجة الطبيعية والإنسانية التي هي الجنس”.

والغريب، في مجتمعنا المعاصر والمعقد اليوم، أن الوحيد الذي يستطيع أن يتكلم وبحرية عن الجنس، من دون رقيب ولا حسيب هو رجل الدين، مهما كانت ثقافته، ومهما كان مستواه التعليمي، نسمع كثيراً من الخطب والدروس الدينية التي لا تتردد في الوقوف على التفاصيل في الجنس، وحتى أن بعض الدعاة حولوا “الجنة” إلى صورة للمتعة الجنسية، وهناك الكثير من القنوات التلفزيونية المتخصصة في الجنس لكن بطريقة الشعوذة الدينية ومقاربة ذلك عن طريق ما يسمى بـ “الرقية”، ولأنها تعتمد خطاباً “دينياً” لا أحد يحتج على ذلك، في حين إذا ما كتب روائي، وقد يكون الكاتب جامعياً أو طبيباً، فصلاً أو لقطة جنسية يقابل بالمنع والشتم والقص، وتلك ظاهرة غريبة في العقل العربي السائد.

وفي غياب إستراتيجية وغياب برامج توعية كاملة، فإن الطفل والشاب يتعلمانه ويقبلان عليه بالصدفة ومن خلال عملية “المحاولة والخطأ” وهو ما يترتب عنه كثير من السلبيات والأمراض الثقافية والأخلاقية.

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*