swiss replica watches
ابن كيران والإفلاس السياسي والأخلاقي! – سياسي

ابن كيران والإفلاس السياسي والأخلاقي!

ابن كيران والإفلاس السياسي والأخلاقي!

 

يجمع الكثير من متتبعي الشأن العام ببلادنا على أن حكومة عزيز أخنوش رئيس حزب “الأحرار”، تكاد لا تختلف كثيرا عن سابقتيها بقيادة كل عبد الإله ابن كيران وخلفه سعد الدين العثماني من حزب “العدالة والتنمية”، من حيث التخبط والارتجال وسوء التدبير والتقدير، والإخلال بالوعود والالتزامات.

مما أصاب المغاربة بخيبة أمل كبرى وإحباط شديد، ولاسيما أنهم كانوا يراهنون عليها أنها في تحسين ظروف عيشهم، إنهاء معاناتهم وتضميد جراحهم، قبل أن يتبين لهم أنها دون مستوى انتظاراتهم التي تكتسي طابع الاستعجال، ولا تحتمل التلكؤ والمماطلة، وغير قادرة على ترجمة شعاراتها إلى أعمال ملموسة.
وفي الوقت الذي تم الاعتقاد بأن زمن الشعبوية انتهى بعدما عاقب الناخبون حزب العدالة والتنمية في انتخابات 8 شتنبر 2021، حيث أنه مني بهزيمة مدوية وتقهقر من الرتبة الأولى في انتخابات 2016 ب”125” مقعدا إلى الرتبة الثامنة إثر حصوله على 13 مقعدا فقط في مجلس النواب، فإذا برئيس الحكومة الأسبق عبد الإله ابن كيران وصاحب أكبر معاش استثنائي في تاريخ المغرب (سبعون ألف درهم شهريا) الذي كان يفترض أن يتوارى إلى الخلف بعد تلك العشر سنوات العجاف التي عاشها المغاربة خلال قيادة حزبه الحكومة لولايتين متتاليتين، ينبعث من رماده ويعود من جديد لقيادة ما تبقى من حزبه “الكسيح”.
معتقدا أن شعبويته التي أوصلته إلى الاستيلاء على قلوب البسطاء والتلاعب بعواطفهم، قد تفيده مرة أخرى في هزم خصومه السياسيين وتعيده ثانية إلى منصب رئاسة الحكومة، واصل عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب “المصباح” حلمه من موقع المعارضة، عبر استمراره في التملق المكشوف للقصر والهجوم الأرعن على رئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، الذي طالما نوه بجديته إبان توليه حقيبة وزارة الفلاحة في عهد حكومته، التي تعد أول حكومة في ظل إقرار دستور جديد عام 2011، بعد أن مهدت له انتفاضة الشارع المغربي بقيادة “حركة 20 فبراير” الطريق نحو السلطة في انتخابات سابقة لأوانها.
ذلك أنه رغم ما تحدثه خرجاته الإعلامية وبلاغات الأمانة العامة لحزبه من جدل وتخلفه من استياء عارم حتى في أوساط الحزب، لدرجة أنها تسببت في استقالة بعض القياديين البارزين، فإن ابن كيران يصر على التمادي في الركوب على الأحداث والكوارث الطبيعية، كما هو الشأن بالنسبة لزلزال الحوز الذي ربط حدوثه بكثرة ذنوب ومعاصي ساكنة المناطق المتضررة. وعوض القيام بالنقد البناء تجاه الأداء الحكومي وطرح البدائل السياسية والاجتماعية الممكنة والحلول اللازمة للمشاكل، بما فيها تلك التي خلفتها حكومتا حزبه، يأبى إلا أن يواصل توجيه “شتائمه” لأعضاء الحكومة وفي مقدمتهم رئيسها عزيز أخنوش، كاشفا بذلك عما يعاني من إفلاس سياسي وأخلاقي.
إذ لم يعد الأمر يقتصر فقط على مهاجمة بعض الوزراء وعلى رأسهم وزير العدل عبد اللطيف وهبي الأمين العام لحزب “البام”، الذي ما انفكت تصريحاته تستفز المواطنين وتثير غضبهم في عديد المناسبات، أو على مؤاخذة الحكومة حول ما تعيش من تخبط وارتباك وغياب التواصل، أو إقدامها على سحب مشاريع قوانين من البرلمان بغرفتيه، يتضمن بعضها مقتضيات تحارب الفساد والريع والامتيازات والإثراء غير المشروع. ولا على استنكار قرارات أخرى مثل خفض الضريبة على الخمور وتشجيع الشركات على الاستثمار فيها، أو على تنازع المصالح إثر فوز شركات تابعة للمجموعة الاقتصادية المملوكة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش شخصيا بصفقة مشروع تحلية مياه البحر، دون أدنى احترام لوضعه القانوني والاعتباري وللمقتضيات الدستورية المرتبطة بالحكامة الجيدة وغيرها…
بل إن ابن كيران تجاوز كل الأعراف السياسية والقيم الأخلاقية، حيث لا يدع شخصا في الحكومة وخارجها دون مهاجمته، ووصلت به الجرأة خلال إلى حد وصف رئيس الحكومة ب”الكذاب” في أحد الأنشطة الحزبية غير مكترث بجسامة المسؤولية السياسية والدستورية التي يتحملها عزيز أخنوش. أليس من الإفلاس السياسي والأخلاقي قيام أمين عام حزب ذي مرجعية إسلامية ورئيس حكومة سابق بوصف رئيس حكومة بمثل هذا الصفة القاسية؟ ثم إنه طالما ردد في عدة مهرجانات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أنه حزبه تعرضا لمؤامرة شنيعة سواء بعد انتخابات 2016 إبان ما سمي ب”البلوكاج السياسي” الذي أدى إلى إزاحته، أو في انتخابات 2021 التي عرف فيها الحزب ضربة قوية…
فابن كيران الذي طالما تغنى بالصدق ونظافة اليد مازال يعيش وهم العودة إلى قيادة الحكومة، معتبرا نفسه هو الأجدر بها، ويتضح ذلك عبر ما صرح به أمام أعضاء حزبه بالقول: “ما باغيش نرجع لرئاسة الحكومة إلا إذا لزمني سيدنا” واصفا حكومة أخنوش ب”المتباكية” التي لا تجيد عدا انتقاد حكومتي حزبه، ثم زاد مخاطبا أخنوش إن “المغاربة انتخبوك لحل مشاكلهم وليس للتباكي عليهم” والأكثر من ذلك أنه قال: “إن من أزاحوا “العدالة والتنمية” استبدلوا ما هو خير بالذي هو أدنى” حيدتونا مبارك مسعود، إيوا ديرو الربح وجيبو احسن منا، ولا بحالنا، ولا كرف منا واحد الشوية، أشنو جبتو؟ جبتو ناس ما فيهم ما يدار”
إن ما يؤلمنا كثيرا هو نزوع الفاعل السياسي نحو الشخصانية والاختفاء خلف المظلومية والمؤامرات، والأسوأ من ذلك غياب القدوة الصالحة التي من شأنها أن تقود المواطنين نحو التصالح مع المؤسسات والمشاركة في الانتخابات، للإسهام في إحداث التغيير المنشود وتحقيق التنمية المستدامة…
اسماعيل الحلوتي

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*