الموت البطيء للصحافة…

الموت البطيء للصحافة 

كتبها: عمر الشرقاوي 

لاشك أن النقاش الدائر اليوم حول تسليم اللجنة المؤقتة للمجلس الوطني للصحافة للبطائق على الصحفيين والامتناع عن ذلك أمر صحي في بعض جوانبه بل ومطلوب لحماية مهنة المتاعب من أشكال التجريف والاعتداء وخرق الأخلاقيات حتى بات هذا الميدان مرتعا لغير المهنيين، تقتحمه وجوه غريبة عن هذه المهنة تعتمد على شعبيتها في مواقع “فايسبوك” و”إنستغرام” و”اليوتيوب” و”التيكتوك” للعب دور الصحفي على حساب الصحفيين المهنيين خريجي معاهد الصحافة والاجازات الجامعية المتخصصة في المهنة.

والحقيقة أن الجهود المبذولة من أجل إصلاح هذا القطاع منذ 2016 لم تثمر النتائج المتوخاة في تنظيف هذا البيت من المتطاولين والطفيليين، لأن هناك من يريد إغراق هذه المهنة المنظمة بقانون في الفوضى وجعلها مهنة من لا مهنة له. 

كلينيكي

وبكل صراحة فالمؤسسات الاعلامية والقضائية تتحمل جزء من المسؤولية بسبب صمتها وعدم تدخلها بالصرامة الكافية في وجه من يترامى على القطاع ويتحول الى صحفي “بلا خبار القانون” والأدهى من ذلك فهناك من يستغل هذه المهنة ويحصل على البطاقة بطرق غير مفهومة فقط ليقدم مادة إعلامية تحريضية ومضامين تافهة ومبتذلة لكنها تحظى بنسب متابعة عالية. 

إن التجريف الذي تعرفه مهنة الصحافة جعلها تعيش لحظة احتضار وموت سريري وهي اليوم في أشد الحاجة للتنظيم والضبط والتمييز بين من هو الصحفي المهني والمؤثر التواصلي والمحلل والسياسي والمعارض، لقد اختلط الحابل والنابل حتى أصبحنا لا نميز أشباه الصحفيين.

واذا كانت مؤسسات انفاذ القانون وتنظيم المهنة يتحملون جزء من الواقع المزري للصحفي فإن المؤسسات الإعلامية ينبغي بدورها أن تنضبط لآليات العمل الصحفي، فهناك استسهال حتى تحول اعتماد الصحفيين بالنظر إلى نسب المشاهدة في المواقع وسط غياب أخلاقيات المهنة. 

في المحصلة نحن نعيش بثقافة أن الصحافة فهلوة وبيع كلام أو موهبة خلقت مع الانسان، بل أن هناك من يعتبر أن تدريس الصحافة مضيعة للوقت وأن الحل هو احداث صفحة على اليوتوب لخلق شهرة والتحول الى صحفي لا يشق له غبار، وللأسف هذا هو ما آل إليه واقعنا الصحفي.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*