swiss replica watches
دعم أمريكا للإخوان وداعش.. هل يحتاج تسريبات؟ – سياسي

دعم أمريكا للإخوان وداعش.. هل يحتاج تسريبات؟

محمد سلماوي 
 رغم كل ما ينشر هذه الأيام من تسريبات تشير إلى دور أمريكى داعم لبعض المنظمات الإسلامية المتطرفة بهدف إثارة الفوضى فى المنطقة، إلا أن الدور الذى قامت به واشنطن فى مساندة اتجاهات الاسلام السياسى بالمنطقة قبل وبعد الثورات العربية مسجل ومعروف ولا يحتاج لتسريبات تكشف عنه.

فقد نشرت شبكة ويكيليكس مؤخرا ما يفيد أن هيلارى كلينتون التى تقترب يوما بعد يوم من مقعد الرئاسة الأمريكي، صرحت وقت كانت فيه وزيرة للخارجية (2009 – 2013) بأن بلادها ماضية فى إثارة القلاقل فى سوريا عن طريق الجماعات الإسلامية المسلحة بهدف اسقاط نظام بشار الأسد، كما أسقطت نظام صدام حسين فى العراق من قبله، لأن ذلك يخدم مصلحة إسرائيل ويحقق لها الأمن والاستقرار.وقد لفت المحللون السياسيون النظر إلى أن تاريخ البرقية التى نشرتها ويكيليكس غير دقيق لأن بعض الأحداث التى تشير لها كلينتون فى تصريحاتها حدثت بعد عام 2000 الذى تحمله البرقية، وأن أغلب الظن أن التاريخ الصحيح لهذه التصريحات هو عام 2012، لكن أيا كان الحال فإن ذلك كان المأخذ الوحيد الذى توقف عنده المحللين، بينما انصرفت تحليلاتهم الى مضمون ما ورد على لسان الوزيرة الأمريكية.

فى نفس الوقت كان الجنرال هرتزى هاليڤى رئيس المخابرات الإسرائيلية قد صرح منذ أسابيع قليلة بأن إسرائيل لا تريد أن ينتهى الوضع فى سوريا بهزيمة لداعش، لأن ذلك سيجعل إسرائيل تواجه حزب الله وايران وحدها، مشيرا إلى أن داعش تخدم مصلحة إسرائيل بمواجهة أعدائها، وقال هاليڤى إن القوى الكبرى تتفق مع إسرائيل فى تلك الرؤية لأن انسحابها من الساحة سيضع إسرائيل فى موقف صعب، لذلك فإن إسرائيل ستفعل كل ما فى وسعها للحيلولة دون الوصول الى هذه النتيجة.

وما يفهم من تصريحات رئيس المخابرات الإسرائيلية، وقد كانت تصريحات علنية ألقاها فى مؤتمر بجامعة هرتزليا بإسرائيل، أن إسرائيل ستعمل على عدم هزيمة داعش، وأن الولايات المتحدة تتفق معها فى السعى لهذا الهدف لأنه فى مصلحة إسرائيل.

وربما كان هذا هو ما يفسر موقف الولايات المتحدة الداعم للإخوان المسلمين حتى بعد سقوطهم، فقد وجدوا فيهم دعما لهذا الوضع الذى يحقق مصالح إسرائيل فى المنطقة، وقد فهم الإخوان ذلك وانصاعوا لجميع المطالب الأمريكية والإسرائيلية فى هذا الشأن، وقد يذكر البعض أن إسرائيل كانت دائمة الشكوى من تلك الصواريخ البائسة التى كانت تطلقها حماس من غزة على بعض المواقع الإسرائيلية بين آن وآخر، وقد طُلِبَ آنذاك من حكومة الإخوان فى مصر التدخل لدى حماس للتوقف عن إطلاق تلك الصواريخ التى لم تكن تتسبب فى خسائر تذكر لكنها كانت تشعر الإسرائيليين بعدم الأمان وبعجز الحكومة الإسرائيلية عن وقفها، ولقد تدخل الإخوان بالفعل كما طلب منهم، وفى مقابلة غير سرية بين الرئيس الإخوانى محمد مرسى وزعيم حماس اسماعيل هنية فى القاهرة أعلن هنية فى تصريحات منشورة فى الصحف أن حماس ستلتزم بعدم إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد اليوم، وهو الالتزام الذى مازال يقيد حماس حتى الآن وبعد مرور ثلاث سنوات من سقوط حكم الإخوان.

وليس خافيا على أحد الآن أنه قد تم الاتفاق بين حكومة الإخوان وكل من الولايات المتحدة وإسرائيل وحماس على إقامة إمارة اسلامية تقتطع أرضها من سيناء لتشكل امتدادا جغرافيا لغزة، وبذلك تتم تسوية الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى بإقامة الدولة الفلسطينية المنشودة فى سيناء فلا تضطر اسرائيل عن الجلاء عن الأراضى العربية المحتلة فى الضفة الغربية.

ولقد تم التشكيك فى صحة هذا المشروع، وأذكر أن الصديق السفير محمد أنيس سالم قال لى إن وزير الخارجية آنذاك محمد كامل عمرو قال إنه ليس على علم بمثل هذا المشروع، وهو ما يعنى أنه غير صحيح، فقلت له إن وزارة الخارجية ليست طرفا فى الموضوع ولم يؤخذ رأيها فى شيء.

والحقيقة أننى علمت بمشروع الدولة الفلسطينية المزعومة هذه من الرئيس محمود عباس شخصيا الذى أذكر أنه انزعج له كثيرا وحضر على الفور إلى القاهرة لمقابلة مرسى للتحذير من أخطار هذا المشروع، وقال لى أبو مازن وقتها إنه قال لمرسى إن مثل هذا المشروع سيكون أخطر من وعد بلفور نفسه، وأنه سيقلب المنطقة العربية كلها رأسا على عقب، وأنه سيوجد له مشاكل فى مصر لا قبل له بها لأن أول من سيرفضونه هم المصريون أنفسهم، لكن مرسى لم يأخذ تحذيراته مأخذ الجد، وقال له مستخفا ان سبب رفضه للمشروع هو أن الدولة الجديدة ستكون تحت حكم هنية وليس تحت حكم السلطة الفلسطينية الحاكمة فى الضفة الغربية.

وقد أكدت هيلارى كلينتون هذا الاتفاق فى كتاب مذكراتها خلال السنوات التى قضتها بالوزارة «الخيارات الصعبة» والذى أصدرته سنة 2014، وقالت إن خروج الإخوان من السلطة أحبط تنفيذ المشروع.

كل تلك المعلومات منشورة ومعروفة ولا سرية فيها، لكن ربما كان السرى منها أو ما لم ينشر على نطاق واسع، فلم يعد فى عالمنا هذا ما هو سري، أن الولايات المتحدة هى التى دفعت الإخوان للترشح فى انتخابات الرئاسة التى جرت فى مصر بعد ثورة يناير، وهى التى حرصت على أن يكون الفوز لهم، فقد حدث بعد فتح باب الترشيح للانتخابات أن حضر جون كيرى الى القاهرة فى زيارة مفاجئة، وكان وقتها رئيسا للجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكى »السينيت«، وتوجه الى المقطم حيث التقى بالمرشد العام وبقيادات الإخوان الذين كانوا قد أعلنوا أنهم لن يترشحوا للرئاسة وانهم سيكتفون بالترشح للبرلمان، وأقنعهم كيرى بضرورة الترشح، مؤكدا لهم أن الفرصة مواتية لنجاحهم، وربما كان الزميل العزيز عبدالعظيم حماد، وكان وقتها رئيسا لتحرير »الأهرام« هو الوحيد الذى أورد تلك المعلومة فى كتابه القيم »الوحى الأمريكي« (2013).

فهل بعد ذلك كله نعجب من تأييد اسرائيل والولايات التحدة للإخوان؟ وهل ندهش من دعمهم للجماعات الإرهابية التى خرجت من عباءتهم والتى تأتمر بأمرهم؟!

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*