swiss replica watches
دونالد رامسفيلد قائدا لامريكا – سياسي

دونالد رامسفيلد قائدا لامريكا

أحمد حسن الياسري

صحافي وكاتب عراقي

لا يخفى على الجميع، أن سياسة أمريكا الخارجية لا ترسم من قبل زعيم البيت الابيض، وإنما هناك جماعات سرية داخل الولايات المتحدة مسؤولة عن رسم ستراتيجية خمسية لذلك الشأن. وهذه الجماعات تعرف باللوبيات الثلاثة هي “الأيباك” و”المعدن والحديد” و”الليبرالي المتشدد”.

لوبي “الايباك” ويعرف حاليا بالجماعة الضاغطة على أعضاء الكونغرس الأمريكي هدفها تحقيق الدعم الأمريكي لإسرائيل، ولا يقتصر اعضاء الأيباك على اليهود، بل تضم أعضاء ديموقراطيين وجمهوريين. ويفرض هذا اللوبي سيطرة كاملة على الشركات المتخصصة في مجال الانتاج “التلفزيوني والسينمائي”، كما يفرض هيمنته على 80 من الاقمار الصناعية، اضافة الى امتلاكه شركات عالمية متخصصة بمجال الاتصالات والانترنيت. أما اللوبي “الليبرالي المتشدد” فهو مجموعة من الشخصيات الامريكية تملك مؤسسات “فكرية وعلمية” وجامعات في مختلف العالم. واسست الاف من الجماعات والكليات في العالم. وتملك ايضا منظمات ومؤسسات حقوقية واعلامية لها تأثير كبير على الراي العالمي.

بينما يتميّز لوبي “المعدن والحديد” عن اللوبيين الاخرين بهيمنته على الاقتصاد والسوق العالمي نتيجة امتلكه اكبر الشركات في العالم. وتمكنت شركاته الصناعيّة المتخصصة بإنتاج (الاسلحة والطائرات والمعدات الحربية)، بداية ٢٠١٠ من إعادة نشاطها بشكل كبير عبر تعاقدها مع دول تعاني الارهاب والحروب والاضطراب الداخلي، كالعراق والامارات والسعودية وقطر وتركيا وغيرها من بلدان. كما قام لوبي المعدن والحديد عبر شركاته ووسائطه بتخفيض اسعار النفط العالمية سعيا منه لهدم مالية واقتصاد الدول المعتمدة كليا على البترول وإبقائها في دائرة الضعف. ونتيجة لما قام به من دور طيلة فترة حكم اللوبيين (الايباك والليبرالي المتشدد) تمكن لوبي المعدن والحديد بداية عام 2016 من استرجاع شعبيته داخل المجتمع الامريكي بعدما فقدها لاكثر من ٢٠ عاما حين تعرض العام ١٩٩٧ من القرن الماضي الى تهميش واقصاء من قبل خصميه (الايباك، والليبرالي المتشدد)، وأن إبعاده عن الساحة جاء لاختلافهما معه جملة وتفصيلا سواء في القضايا الداخلية أو الخارجية.

ويعد انتخاب دونالد ترامب علامة على صعود هذا اللوبي الذي عانى من التهميش طوال عقدين سابقين والذي يقوده سرا وزير الدفاع الامريكي الاسبق “دونالد رامسفيلد”، حيث يعول على ترامب الحفاظ على الامبراطورية المالية التي يتمتع بها هذا اللوبي، خصوصا بعدما هدد (ترامب) بسحب جميع امواله وشركاته من اللوبي حال رفض ترشيحه بعد أن سعى (لوبي المعدن والحديد) الى ترشيح “رامسفيلد”، لذا فان فوز “ترامب” برئاسة الولايات المتحدة الامريكية لم يكن امرا مفاجئا، بل كان متوقعا حسب تلك المعطيات. وبخصوص ما يدور من حراك حالي للمطالبة باعادة الانتخابات الرئاسية أمر مستبعد جدا، فما يقوم به الامريكيون المنتفضون ضد ترامب سينتهي قريبا، لأنه جاء بتحريك خفي من قبل وسائل اعلام ومنظّمات تابعة للوبي ترامب من أجل تضليل الرأي العام لصالحه وتحويل المنتفضين ضده الى مؤيدين عبر تسويق سيناريوهات ايجابية عما سيفعله ترامب من خدمة كبيرة للامريكان والعالم بصورة عامة.

ما يجري من حديث عن سعي ترامب لمحاربة المسلمين مجرد تسويق اعلامي اعتمده لوبي ترامب لضرب متبنيات هيلاري كلنتون، وهذه الدعاية حققت لترامب تأييدا شعبيا، كون غالبية الامريكان يحملون صورة سيئة عن المسلمين والعرب. وهذه الحقيقية يحاول دائما الاعلام الامريكي اخفاءها عبر ترويج صورة عن إنسانية الأمريكيين ويبين فيها ايضا استهجانهم وغضبهم عما يجري من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان في الشرق الآوسط. في نهاية المطاف سيكشف الستار بِداية عام 2017 عن نوايا وسياسة ترامب الحقيقية مع العالم، وهل يرغب فعلا بالتقارب مع روسيا؟ أو حسم الملف السوري مثلا؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*