swiss replica watches
ابن كيران « الديكتاتور » الذي يبحث عن خلاص حزبه من قبضة التوحيد والإصلاح – سياسي

ابن كيران « الديكتاتور » الذي يبحث عن خلاص حزبه من قبضة التوحيد والإصلاح

في جبة « الديكتاتور » يعيش عبد الإله ابن كيران أمين عام العدالة والتنمية، لكن تسلط الرجل عادة ما يجد طريقه السهلة نحو أعضاء الحزب الذين يحفظون للرجل منجزاته على رأس التنظيم. في القليل من المناسبات ما تناقش قرارته، وفي القليل الأعم كذلك، ما يحول حائل دونا عن ما يراه ابن كيران صالحا للحزب. يتذكر رجال الإعلام أن ابن كيران وجد طريقة سهلة لإقناع الأمانة العامة وإقناع المجلس الوطني بتبني قرارين يطلق فيهما برلمان الحزب يده في اختيار المرشحين لتولي أعضاء البرلمان والمستوزرين باسم الحزب. على مضاضة ابتلع بعض أعضاء الحزب وحتى بعض قيادييه تلك القرارات الفوقية لابن كيران في اختيار المرشحين لمجلس النواب ولكنهم غضب بعضهم فقط هو الذي استمر، الاخرون اختاروا الانصياع لقرارات ابن كيران الذي لا يجد من حرج في تذكير أبناء وبنات حزبه بانتظار فرصة وأن السرعة لا تفيد في السياسة.
جزء ثاني من كلام ابن كيران الذي يٌحول بسهولة لقرارات وتنفذ كذلك بسهولة أكبر، أصبح اليوم قاسيا على التنظيم الذي بدأ في التوسع، ذاك الجزء هو المتعلق بإشراع أبواب الحزب على غير « المتدينين » بدين العدالة والتنمية. في هذا لا زال ابن كيران لم يجد الطريقة السهلة في التنفيذ لكن ابن كيران نفسه الذي يرتدي جبة الفقيه تارة، وجبة الزعيم تارة وجبة الأب تارة، يعرف أكثر من غيره أن تنظيم العدالة والتنمية الذي نهض على أنقاض حزب عبد الكريم الخطيب، سائر في طريق الانغلاق والتمسك بنواة حركة التوحيد والأصلاح للقيادة، هذا من أسرار يحفظها ابن كيران: أيهما الباقي العدالة والتنمية أم حركة التوحيد والإصلاح؟ وهذا أيضا من أسرار الرجل التي لا تخرج للعلن كثيرا، نعم، وبكل تأكيد هناك صراع خفيٌ بين النواة التي أخرجت الحزب للوجود وبين التنظيم السياسي الذي يريده ابن كيران تنظيما مدنيا فقط دون أن يستمر في أداء ضريبة النشأة، تلك الضريبة المزدوجة التي يجد ابن كيران في كل مرة فرصة التبرؤ الخفيف منها، دون أن يعلن القطيعة النهائية معها.
وجد ابن كيران فرصة قيادة آخر ثوراته الناعمة في الحزب أثناء دورة المجلس الوطني التي تلت الإعلان عن نتائج الانتخابات. كان ابن كيران مزهوا كعادته بنتائج الحزب، وكعاذة المنتصرين وجد ابن كيران فرصته في تمرير خطاب مغاير وقوي « لا حاجة للناس والمواطنين بصلاتكم ولا زكاتكم، وحتى وإن كانت مرجعيتكم إسلامية فهذا لن يفيد الناس إلا بقدر النتائج التي تعطيها هذه المرجعية » عبارات كافية لجعل أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية يحسون أنهم في مرحلة « تسلط » آخر من ابن كيران الذي يريد أن يجعل المرجعية التي بنى عليه الحزب قوامه محل شك.
جزء من الخطاب ظهر أيضا في نفس المناسبة عندما دافع ابن كيران بقسوة هذه المرة عن شابة غير محجبة رشحها الحزب في لوائح نوابه في الدائرة الوطنية. أمينة زيزي تعرضت لهجمات كثيرة من لدن بعض أعضاء الحزب الذين هاجموا تواجد غير محجبة ضمن فريق « الإخوان والأخوات ». هنا كانت المناسبة شرط أمام ابن كيران ليعلن ثورة على المبدأ العام، أي تحكم الحركة في الحزب، « انفتحوا أيها الإخوان فإني اراكم منغلقون وسائرون نحو الانقراض، فحزب العدالة والتنمية ليس حزب المحجبات فقط ولا حاجة للناس بوضوءكم وصلاتكم وإنما بملموس نتائجكم على الأرض ».
هذا جزء من صراع ابن كيران اليوم الداخلي اليوم الذي لا يُعرف عنه الكثير في الخارج. صورة ابن كيران هي ذاك الخطيب المفوه الذي يقهر الخصوم السياسيين ويصارع من أجل بقاء حزبه في القيادة. لكن الصورة الخفية أيضا هي ذاك الخلاص الصعب الذي يريده ابن كيران للحزب من قبضة حركة التوحيد والإصلاح. شخص واحد كان قادرا على ايقاف ابن كيران عند الاكتفاء بنية العمل فقط وعدم الترجمة على أرض الواقع، الراحل عبد الله باها، الذي كان يؤجل النقاش في الموضوع حتى مع قبوله بتواجد قياديين في الحزب لا تربطهم أدنى صلة بالحركة.
الطريق الصعب بدأ، وقد تكون التأشيرة التي حصل عليها ابن كيران في آخر دورة للمجلس الوطني للحزب بتوسيع هامش حريته في اختيار أسماء المستوزرين باسم الحزب، قناة أخرى لقيادة هذه الثورة الهادئة داخل تنظيم العدالة والتنمية، فوارد جدا أن يقترح ابن كيران وزراء باسم العدالة والتنمية خارج التنظيم، كما فعل في تسمية المرشحين باسم الحزب في الانتخابات التشريعية، لتكون آخر الحلقات المشرعة أمام ما يفضل آبن كيران تسميته « بانغلاق العدالة والتنمية ».
ستكون هذه آخر الملقاة على ظهر ابن كيران قبل نهاية قيادته للعدالة والتنمية بعد نهاية ولايته على رأس الأمانة العامة للحزب بعد ولايتين مددت إحداهن حتى يفرغ ابن كيران من الانتخابات. بشكل حاسم يعرف أعضاء العدالة والتنمية أن فشل ابن كيران في هذه المهمة سيكون هامشه ضئيل وضئيل جدا، لأنهم يعلمون أولا أن « سدنة » معبد الحركة داخل الحزب قد تواروا للخلف بحكم السن أولا وبحكم موجة الشباب التي تجتاح الحزب بعد الانتصارات الانتخابية، وطبعا لن تبقى حركة التوحيد والإصلاح مشلولة في هذه المعادلة، الحركة تريد أن تبقى خزان الحزب من الموارد البشرية، لكن التنظيم في نظر ابن كيران يجب أن ينعتق ولهذا يجب أن تعاد تجربة الأبواب المفتوحة في وجه ما يطلق عليهم ابن كيران « الكفاءات النزيهة والغيورة على الوطن ».
حتى إن فشل ابن كيران في مهمة « الساموراي » هذه التي لا تعرف نتائجها فهو لن يذخر جهدا في تزويد خلفه في الأمانة العامة بهذه الوصفة، خلف ابن كيران سيكون عليه تجريب وصفة ابن كيران الناجحة، في حشد الجماهيرية، لكن المهمة ليست سهلة أبدا، فظاهرة ابن كيران لن تتكرر، وحتى داخل العدالة والتنيمة بدأ من الآن التفكير في خسائر الحزب بعد رحيل ابن كيران عن الأمانة العامة، لهذا يقر البعض أن وصفة « الأبواب المشرعة » قد تكون فعًالة جدا، فقط يجب أن تظل في حدود المخاطرة وأن لا تصل حد المغامرة المتهورة.
الجيلالي بنحليمة

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*