كوريا الشرقية !!!
الحسين أمساسي
حسب تقرير كلوبال فاير باور فإن ميزانية الدفاع الجزائرية بلغت السنة الماضية حوالي10,57 مليار دولار ، مما يوحي ان هناك صورتين متطابقتين ، بمكانين مختلفين من العالم ، شبه الجزيرة الكورية و المغرب العربي ، في الأولى تعمل كوريا الجنوبية على تقوية اقتصادها و ديموقراطيتها و كلنا نعلم كيف احتلت سيول العالم بمنتجات سامسونغ فقط ، فيما يخصص كيم جونغ أون كل جنونه لقتل المعارضين و صنع السلاح و تجويع الشعب !!!
هنا أيضا نعيش تجربة مماثلة … ففي الوقت الذي يعمل فيه المغرب على النهوض بقطاعات ماكرو اقتصادية هامة كعصرنة الفلاحة و الصناعة و الاستثمار و الخدمات ، ينكب قادة العسكر الجزائريين و بتفويض من رئيس دمية خلق ليوقع و ليظهر امام الكاميرات يعربد و يتوعد ، ينكبون على توقيع صفقات لتخليص روسيا و الصين من خورداتهما و جلبها لشعب يعاني نقصا حادا في مواده الغذائية فما بالك بحقوقه الأخرى ، فيما تم الزج بمعارضي المهزلة في السجون أو ابعادهم عن المشهد السياسي بدريعة الفساد !!!
كوريا الشرقية تعلم جيدا أن اقتصادها يسير نحو الانهيار ، و أن الحراك الذي خف صوته إنما هي نار هادئة تحت الرماد تنتظر نفخة واحدة كي تمر على دونكيشوطات دمروا شعبا يمتلك من الخيرات و الثروات ما كان سيغني أبناء الجزائر على أن يقدموا أرواحهم قرابين لأمواج المتوسط ، لذلك تحاول أشباح قصر المرادية الحياة و لو لسنتين قادمتين عن طريق تنفس اختراقي اسمه الصراع مع المغرب ، هم يعرفون انه صراع خاسر ، لأنه وكما صرح مايسترو المخابرات الأروبية سابقا فنحن امام بلد له نفس طويل في لعب الشطرنج ، و لا أظن أن النظام العسكري الجزائري سيعيش لمدة تسمح له بنيل شرف الضربة القاضية !!!
كوريا الشرقية و التي تشاركنا حدودا طويلة ، و تحتضن عصابة لا تمثل سوى نفسها ، دعمتها بالمال و السلاح ، نظام ديكتاتوري تشبع البلادة و الغباء ، اصبح محاصرا من كل الجهات … من الخليج ، الى الولايات المتحدة ، الى أفريقيا و الى فرنسا حليف الأمس و التي شكك رئيسها أصلا في وجود دولة اسمها الجزائر ، 792350 جندي و كأن البلاد تحضر لغزو العالم ، فيما التاريخ يسجل انها خسرت كل حروبها ، و أنها و باعتراف من رئيسها اكثر المستعمرات مدة و احتلالا ، الم يكن من المنطقي ان تتنازل قيادة المرادية عن التعنت و الانتباه لشعب مل من الفقر و التهميش و النهب ، عوض صناعة بيونغ يونغ جديدة على ضفاف المتوسط !!!
القادة هناك يعلمون جيدا انها مجرد مشاهد مفبركة لتجنب السكتة ، أراض قاحلة و طوابير امام المحلات التجارية طلبا للحليب و الغاز ، في دولة كل باطن رمالها غاز ، فيما مستنسخي كيم جونغ أون يتسابقون لحضور مناورات عسكرية إيهاما لشعب بريء انهم أمام عدو وهمي هو المغرب ، المغرب الذي ترعرع قادته في السياسة و الحكم و الديبلوماسية ، يؤمنون أشد الايمان بمقولة … الدق و السكات … ليس بمعنى الحرب ، و لكن بمعنى السلم ، يد ممدودة لجيراننا ، و يد تبني و تشيد استعدادا لدولة ، بالمعنى الحقيقي … للدولة !!!