swiss replica watches
التسول بلباس الجماعات !!!!؟ – سياسي

التسول بلباس الجماعات !!!!؟

التسول بلباس الجماعات !!!!؟
بقلم الدكتور سدي علي ماءالعينين ،اكادير، يناير 2023,مقال(04)
بداية أشكر كل من تفضل للسؤال عني إثر الوعكة الصحية العابرة التي مررت منها ،
كما ابارك للمغاربة كافة و لامازيغ المغرب رأس سنتهم الفلاحية ، و ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، وكل التهاني للأسرة الملكية.
موضوع مقال اليوم فيه كثير من المجازفة ،مع كثير من الاحراج ، فقد سبق في عديد المرات ان تناولت موضوع ظاهرة التسول ببلادنا و قدمت ارقاما تبرز المنحى التي أخدته الظاهرة من مشكل اجتماعي الى تجارة مربحة ،
كما كانت لي مقالات نشيد بما يقوم به عمال الإنعاش الوطني التابع للمؤسسات العمومية ،في ظل غياب إطار قانوني يمكنهم من حقوقهم و تحسين ظروف عملهم و تشجيعهم بحوافز كقرار جماعة أكادير تقديم منحة سنوية تبلغ 3000 درهم بعد ان كانت محصورة في 400 درهم .
اما عن علاقة التسول بعمال الإنعاش الوطني ، فهذا سيكون موضوع مقالة اليوم ،
فقد انتشرت في السنتين الماضيتين ظاهرة اقدام الأفارقة في مرحلة أولى على القيام بتنظيف الأزقة و الاحياء مجانا ،ويتلقون “صدقات” من الساكنة و العابرين ، قبل أن يتوقفوا في المرحلة الثانية عن التنظيف و الاكتفاء بحمل مكنسة ودق ابواب البيوت للتسول.
وأشرت في مقالة سابقة كيف أن هؤلاء المهاجرين من دول افريقيا يقبلون على العمل ببعض المدن فيما بمدن أخرى ابرزها أكادير يمارسون التسول باشكال مختلفة ،
الظاهرة الجديدة مع الأسف إمتدت الى عمال النظافة بأكادير ، الذين بدأ بعضهم بلباس الجماعة و قماماتها يقفون في مفترق الأزقة بالاحياء يلوحون للسيارات يطلبون من اصحابها تقديم اموال ،
الكل يدرك ان قيمة عمالة النظافة كبيرة عند المغاربة ،وان الكل بدأ يلتفت إلى هذه الفئة ، و يدعو الى احتضانها و تسوية وضعيتها ، وهذا ما يجعل تعاطف الساكنة معهم كبيرة ،
ظاهرة تسول بعض عمال الإنعاش تم اكتشافها من طرف مسؤولين ،و من اعلاميين، لكن التعامل معها تم بتسوية كل حالة على حدى ، احتراما لباقي العمال المتعففين والقائمين بعملهم بكل تفاني وتضحية ، لذلك قلت ان طرحي للموضوع فيه مجازفة،
لكن في جلسات مع الاصدقاء و بعض الجلسات الأسرية ،يجري الحديث عن قيام اشخاص بزي عمال النظافة باقتحام بعض المجمعات السكنية يدقون ابواب شقق العمارات و يقدمون انفسهم بصفتهم ويطلبون المساعدة المادية ،
لا احد يختلف على أن هناك أزمة إجتماعية سمتها الغلاء في كل المجالات ، وان أجرة عمال الإنعاش جد هزيلة لا تتجاوز 60 درهما في اليوم الواحد ، لكن مؤكد ان ذلك لا يمكن ان يكون مبررا للتساهل مع هذه الظاهرة المشينة ،
إن السكوت عن الظاهرة سيكون عاملا في تفشيها وانتشارها خاصة وأنها تكسب اصحابها أضعاف مضاعفة مما يمكن توقعه،
المؤسسات التي تشغل هؤلاء العمال ،زيادة على أهمية عنايتها بهم والتعجيل بتحسين وضعيتهم ،سيكون جيدا العمل على تعميم توجيهات الى “الكابرانات”، للحد من هذه الظاهرة و احتوائها قبل ان تمتد و تنتشر ،
وهذا المقال ليس تحريضا ,ولا مسا بمكانة هؤلاء العمال ، واذا كان المثل المشاع يقول “أن حوتة فاسدة كاتخنز الباقي”, فإن الدعوة موجهة لتطهير القطاع ممن يستعملونه للتسول وتشويه الصورة المثالية لعمال النظافة و المغارس في المساهمة في خلق مدن مستدامة صديقة البيئة ،
اتمنى صادقا ان يقود هذا المقال الى فتح نقاش هادئ بخطوات وقرارات هادئة توقف زحف الظاهرة ،
و كموظف بجماعة أكادير ،اعتبر شخصيا ان التسول اختيار شخصي حتى ان كان ممنوعا ، لكن من حقي ان ادعو المسؤولين لمنع اي كان لاستغلال اسم الجماعة التي اعمل فيها للقيام بسلوك يمس بكيانها ،
فهل تعتبرون ؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*