الريف: تاريخ الوحدة ومجد المقاومة – بين زيف الغديوي وأوهام الكابرانات
بقلم: د. وصفي بوعزاتي
عندما يصبح التاريخ مسرحًا للجهل، والجهل أداةً للمؤامرة، ندرك أننا أمام محاولة يائسة لسرقة أمجاد الماضي وتشويه معانيه النبيلة.
و إذ خرج علينا الغديوي يوبا، في تصريحاته الأخيرة، متوهمًا أنه حامل لواء “تحرر الريف”، بينما هو في الواقع لا يتجاوز كونه صدى بائسًا لأجندة الكابرانات في الجزائر. تلك الأجندة التي لم تتوقف عن استغلال كل ثغرة لبث الفتنة وتغذية الانفصال.
إن الحديث عن الريف لا يمكن أن يُختزل في خرافات الغديوي ولا أوهام من يدعمه.
الريف ليس مجرد جغرافيا، بل هو رمز للنضال الوطني، وركيزة من ركائز وحدة المغرب عبر العصور.
تاريخ عبد الكريم الخطابي ليس دعوةً للانفصال، بل هو درس في الوطنية الحقة، درس لا يفهمه أمثال الغديوي، الذين يحاولون تسويق الوهم مقابل خدمة أجندات خارجية تعيش عزلة سياسية قاتلة بعد هزائمها المتتالية.
الريف: رمز المقاومة الوطنية، لا الانفصال
دعونا نتحدث عن الحقائق. عندما أسس محمد بن عبد الكريم الخطابي جمهورية الريف عام 1921، لم يكن هدفه خلق دولة منفصلة، بل كان يسعى لتوحيد الصفوف لمواجهة الاستعمار الإسباني والفرنسي. بن عبد الكريم كان مغربيًا حتى النخاع، ولم يكن ليقبل أبدًا أن يتحول الريف إلى أداة تقسيم أو ساحة لتصفية الحسابات.
أما الغديوي، فيبدو أنه نسي أن أبناء الريف، وعلى رأسهم الخطابي، قدموا أرواحهم فداءً للوطن. فكيف يتجرأ على الادعاء بأن الريف كيان مستقل “انتُزع منه حقه”؟ الريف جزء أصيل من المغرب، وكل من يحاول إنكار هذه الحقيقة لا يخون التاريخ فحسب، بل يخون نفسه قبل كل شيء.
نظام الكابرانات وأوهام الهيمنة
لا يمكن فصل تصريحات الغديوي عن الدعم المستتر الذي يتلقاه من نظام الكابرانات في الجزائر، الذي بات معروفًا بتصدير أزماته الداخلية نحو الخارج. نظام يعاني عزلة سياسية خانقة، خاصة بعد الانتصارات الدبلوماسية المغربية المتتالية في قضيتنا الوطنية الأولى -الصحراء المغربية-، وآخرها اعتراف فرنسا بسيادة المغرب على صحرائه.
الكابرانات، الذين فقدوا السيطرة على الداخل الجزائري، يحاولون عبثًا زعزعة استقرار المغرب عبر دعم أصوات نشاز مثل الغديوي. لكن هل يدرك هؤلاء أن المغرب، من طنجة إلى الكويرة، عصي على كل محاولاتهم؟
الصحراء المغربية والريف: مقارنة زائفة
ربط الغديوي بين قضية الصحراء المغربية والريف يكشف جهله العميق لحد الضحك.
الصحراء المغربية ليست قضية “تحرر”، بل قضية سيادة واسترجاع أرض كانت تحت الاستعمار الإسباني.
أما الريف، فلم يكن يومًا خارج إطار الدولة الأمة -المغرب-، بل كان دائمًا جزءًا من هذا الوطن الكبير.
محاولات الكابرانات لاستغلال قضية الريف لخلق الفتنة تعكس إفلاسهم السياسي. في الوقت الذي يبني فيه المغرب نموذجًا تنمويًا متكاملاً، من الأقاليم الجنوبية إلى الشمال، يعيش النظام الجزائري على شعارات جوفاء، لا تسمن ولا تغني من جوع.
رسالة إلى الغديوي ومن يقف وراءه:
“تاريخ الريف أكبر منكم، وأمجاد محمد بن عبد الكريم الخطابي لا تُستخدم كذريعة لتقسيم الوطن. الريف جزء من المغرب، وسيظل كذلك. إذا كنتم تبحثون عن التحرر، فلينظر نظام الكابرانات إلى شعبه أولاً قبل أن يوجه أبواقه نحو المغرب.
أما أنتم يا أدوات الكابرانات، فلن تجدوا في الريف إلا أبناءه الوطنيين الذين يرفضون أن يُستخدم اسمهم لخيانة الوطن.”
و في النهاية، الريف ليس ورقة للمساومة، ولا أداة للانفصال، بل هو نبض الوطنية المغربية و جزء من تاريخها وحاضرها ومستقبلها. أما الغديوي و من هم على شاكلته، فالتاريخ لا يرحم، وسيذكرهم كأعداء لوحدة الوطن… و ما مآل هؤلاء إلا أحد مزابل التاريخ.
“من طنجة إلى الكويرة، ومن الحسيمة إلى الداخلة، مغربنا واحد وأرضنا واحدة، والتاريخ شاهد على من يدافع عن الوطن، ومن يحاول بيعه في سوق الوهم.”
#المغرب #الريف #الحسيمة #الناظور #طنجة #تطوان #مغاربة_الخارج
#الصحراءالمغربية #عاش_الملك