swiss replica watches
المرضى المغاربة لا يغرون الأطباء المغاربة !!!! – سياسي

المرضى المغاربة لا يغرون الأطباء المغاربة !!!!

اعده للنشر سدي علي ماءالعينين،

ابريل، اكادير، 2022( مقال 58)
معقدة هي وضعية القطاع الصحي ببلادنا، و مفارقات مهولة تنخر القطاع، ومقاربات معتمدة بعيدة عن حل أزمته.
يصعب الحكم سلبا على الأطباء الذين يختارون الهجرة والقطاع الخاص على العمل بوزارة الصحة ، ويصعب التنكر لمجهودات الحكومة لسد الخاص، كما يصعب توجيه اللوم للاطباء وهم يديرون ظهرهم للدولة.
لا نروم في هذا المقال الحديث عن تدهور القطاع الصحي ببلادنا ،فهذا امر أصبح من المسلمات، لكننا سنستعرض أرقاما صادمة عن حجم الهدر الذي يعرفه القطاع في العنصر البشري.
البلاد تتوفر حاليا على 8442 طبيبا في الطب العام و13932 في الطب الاختصاصي، في حين يحتاج المغرب إلى 32387 طبيبا و64774 ممرضا وتقني صحة.
وهؤلاء الأطباءتستقبلهم بنية صحية متفاوتة، لا من حيث توزيعها في المجال الترابي، ولا من حيث تجهيزاتها التي تمكن الأطباءو الممرضين من مزاولة مهنتهم في ظروف مواتية.
البنيات التحتية الصحية بالقطاع العمومي، تقول ارقامها أن مؤسسات العلاج الصحي الأولي يبلغ عددها 2112، موزعة على التوالي بين المجال الحضري والقروي بـ 838 و1274 مركزا. اما المؤسسات الاستشفائية الكبرى الموزعة على التراب الوطني يبلغ عددها 149 مركزا، بطاقة استيعابية 23931 سريرا، أما فيما يخص مستشفيات الطب النفسي محصورة فقط في المدن الكبرى والتي يصل عددها في 10 مراكز، بطاقة سريرية تبلغ 1454 سريرا، فيما بلغ عدد مراكز تصفية الدم وأمراض الكلي 113 مركزا، مجهزا بـ2213 آلة غسيل الكلي.
ويبلغ عدد المصحات الخاصة بالمغرب 359 مصحة، بعدد الأسِرَّة 10346 سريرا.

وعيادات الاستشارة الطبيبة 9671 عيادة، و3643 عيادة في طب الأسنان، ويتراوح عدد مكاتب الصيدلية 8997، وعدد مكاتب المختبرات بـ 550 مختبرا، و268 مختبرا مختصا في الأشعة.أما بالنسبة للصيادلة فقد بلغ عددهم 31655، و3773 تقني بالصحة و2028 إداري بالمصالح
أزمة الموارد البشرية في قطاع الصحة ترجع بالأساس إلى ضعف جاذبية القطاع العمومي للصحة، وعزوف مهنيي الصحة عن الترشح لمباريات التوظيف، وأيضا الامتناع عن العمل في المناطق النائية.
ظاهرة أخرى تنخر القطاع وتتعلق باختيار الاطباء الهجرة الى الخارج بحثا عن شروط افضل لممارسة المهنة، يحدث هذا في وقت يعرف فيه المغرب خصاصا مهولا ، مما يجعله في غنا عن هذا النزيف .
فقد خلص تقرير نهائي لـ”مجموعة العمل الموضوعاتية المكلفة بالمنظمة الصحية” داخل البرلمان المغربي، إلى أن حوالي 7000 طبيب اختاروا مغادرة البلاد لممارسة الطب في الخارج، معظمهم يشتغلون حاليا في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى دول الخليج”.
وعزا التقرير هجرة الأطباء إلى عدة عوامل من بينها “غياب تحفيزات وكذا تشجيع الأطباء على العمل في القطاع العمومي وفي المناطق والقرى النائية”.
من لم يهاجر يستقيل من وزارة الصحة فأكثر من 450 طبيا قدموا استقالتهم من قطاع الصحة العمومية خلال السنتين الأخيرتين، في وقت يعاني فيه المغرب من خصاص في عدد الأطباء، وسط رفض عدد من الأطباء الذهاب إلى المناطق النائية .
يحدث هذا في وقت المغرب لا يزال بعيدا عن المعدلات العالمية، حيث أن المنظومة الصحية على مستوى العنصر البشري لا توفر سوى ثمانية أطباء لما يناهز 10 آلاف مواطن مغربي، بينما يوجد في المغرب أربعة مراكز استشفائية لكل 10 آلاف مواطن مغربي، وهي نسبة تظل ضعيفة إذا ما أضفنا لها ضعف عدد الأسرة بهذه المراكز حيث توفر خمسة أسرة لكل 10 آلاف مواطن.
ضعف المنظومة الصحية وهشاشتها يتجلى أيضا حسب المركز الوطني لمنظومة التربية والتكوين، حتى على المستوى الصيدلي حيث الأرقم تقول أنه لا يتعدى ثلاثة صيادلة لكل 10 آلاف مواطن، بمعدل 9000 صيدلي في كل التراب الوطني، ضعف الأرقام أيضا يظهر جليا حين يتعلق الأمر بالطب الشرعي المغربي، حيث لا يوجد على امتداد التراب الوطني سوى 14 طبيبا شرعيا، أكثر من النصف يتركزون في مدينة الدار البيضاء وحدها.
ورغم أن بلادنا زادت من عدد كليات الطب ،الا ان شروط ولوج هذه الكليات لا زال مجحفا في حق الطلبة مما يدفع بالطلبة الراغبين في ممارسة مهنة الطب إلى التسجيل بجامعات دولية ، وغالبيتهم يفضل عدم العودة إلى البلاد بعد التخرج، فيما يسود اعتقاد أن تكوينهم يبقى ضعيفا نظير خريجي الكليات المغربية .
ورغم سنتي الخدمة المدنية ، و رغم تزايد عدد المستشفيات ببلادنا ،الا ان العمل بوزارة الصحة لا يغري الأطباء بسبب تدني الأجور، وصعوبة ظروف العمل خاصة في المناطق النائية ، هذه المناطق التي لا تغري حتى أطباء القطاع الخاص ، حيث القدرة الشرائية للمواطنين ضعيفة، وتفشي الطب الشعبي، وضعف ثقافة التطبيب، في حين تغري المدن الكبرى بسبب الكثافة السكانية و إقبال المواطنين على المصحات بمختلف تخصصاتها.
هكذا يسود الاعتقاد أن أطباء المغرب لا يستهويهم مرضى المناطق النائية فيستقرون في المدن ، واخرون لا يحبدون المرضى المغاربة فيختارون الهجرة،
وطبعا هذا معتقد خاطئ، والصواب هو أن الأطباءبعد سبع سنوات من الدراسة الشاقة ، يصعب اقناعهم بالعمل باجور زهيدة و في ظروف غير ملائمة، في الوقت الذي تفتح لهم مهنتهم افاقا واسعة .
ان شعارات العاطفة التي جعلت من أصحاب البدل البيضاء ملائكة ينشرون الصحة بين المواطنين ،هي شعارات تتكسر على أرض الواقع، فالملائكة لا يعيشون في منشآت بلا معدات، ولا يحلقون في سماء مستشفيات بخدمات دون المستوى…
نحتاج في دولتنا أن تكون حكوماتنا واعية بقيمة صحة المواطن، و مدركة أهميةسلامة مواطنيها، حتى نستطيع أن نحفز الأطباءو الممرضين بالعمل بوزارة الصحة ، قبل أن نحفز المرضى لولوجها ،
وزارة لا يكفيها ما تعانيه من خصاص ، فزادت على ذلك فسادا مستشريا في دواليبها عكسته المتابعات الاخيرة، التي ليست سوى نقطة في بحر من الاختلالات تجعل الداخل إلى المستشفيات مفقود والخارج مولود ، لذلك فهي مستشفيات تهرب منها الملائكة لتحلق بعيدا بالهجرة خارج الوطن أو إلى العيادات الخاصة.
فهل تعتبرون؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*