swiss replica watches
نوفل بلمير يكتب: الاتحاد الاشتراكي .. 60 سنة مرت – سياسي

نوفل بلمير يكتب: الاتحاد الاشتراكي .. 60 سنة مرت

نوفل بلمير

60 سنة مرت على تأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، حقبة من تاريخ المغرب المعاصر مليئة بالأحداث و التحولات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية، حقبة اتسمت فيها علاقة الفاعل السياسي بالحكم في المغرب بالصراع و النضال و المصالحة، إنها حقبة نشأة الدولة الوطنية بمفهومها الحديث.
لقد ارتبطت نشأة الاتحاد الاشتراكي بهذه الفترة الزمنية، شتنبر سنة 1959، علماً أن هذا الحزب يجد جذوره في الحركة الوطنية و جيش التحرير ما قبل الاستقلال، منذ ظهور طلائع التنظيم الحزبي الأولى في ثلاثينات القرن الماضي، وعلماً أيضاً أن التأسيس الحقيقي لحزب الاتحاد الاشتراكي يعود ليناير 1975 تاريخ المؤتمر الاستثنائي الذي تغير فيه اسم الحزب، من الوطني إلى الاشتراكي، سعى فيه الحزب إلى الخروج من الغموض الأيديولوجي، محاولاً تصحيح الأخطاء الثلاثة التي كان الشهيد المهدي بن بركة قد أشار إليها في تقريره الثوري لسنة 1962.
سننا الحقيقي 44 سنة، 10 يناير 1975 شهادة ميلاد الاتحاد الاشتراكي، اتضحت فيها مرجعيتنا، احتفظنا من خلالها بقيم الاشتراكية واخترنا لها المنهج الديمقراطي، انتقلنا فيها من تيار شعبي عائم إلى حزب سياسي منظم. بطبيعة الحال، أن الولادة لا تعني الجذور، لذلك فربط التأسيس بسنة 1933 أو 1959 يعتبر إجحافاً في حق النشأة المنفصلة والمتميزة عن ماضيها، وتحريفاً للتاريخ وما تقتضيه المسؤولية السياسية في ذلك.
44 سنة مرت، ويطرح السؤال: ماذا عملنا؟ وما العمل؟
صحيح أن هاذين السؤالين مرتبطان لوجود علاقة سببية بينهما، ويمكن جمعهما في سؤال واحد: من نحن؟
هل نحن حزب أشرف على سن التقاعد، عجوز، منهك القوى، يعيش زمانه الثالث في انتظار الآجال؟
أم أننا حركة سياسية، فكر لا يموت، يحمله المنتسبون من كل زمان ومكان؟
تقييم ما جرى، أو الحصيلة، غير مهمة في هذه الحالة، لأن تأويلات التاريخ متعددة وتختلف باختلاف السياق الزمني الذي حررت فيها، لكن ما قد يتفق عليه الجميع أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ساهم بشكل كبير في تقوية الوعي السياسي وخلق ممارسة سياسية مؤسساتية في المغرب، هذا الدور الذي قام به الاتحاد الاشتراكي ساهم في بناء الدولة، إصلاحها و تماسكها.
من جانب آخر، يمكن القول أن بعض الأدوار التي قام بها الاتحاد لم يتوفق فيها إلى حد بعيد، فمهمة الاتحاد الاشتراكي، مثلاً، داخل عملية الانتقال الديمقراطي لم تكن ناجعة و ناجحة، كما أن دوره في عملية “التنخيب” أو دوران النخب غير سليم، حيث أن هذه العملية اتخذت مجرى آخر، أضيق من فكرة الاتحاد في حد ذاتها.
كان من المستحب إثارة هذه السجالات داخل الإطارات التنظيمية الكفيلة باحتضان مثل هذا النقاش، خصوصا المؤتمرات، للتاريخ فرص لا يجب تضييعها لأن التاريخ لا يعيد نفسه، والهروب إلى الوراء أمر شجي ومستعصي، الفرص الضائعة، فقط هي ضائعة و لا تمنح الشرعية.
44 سنة مرت، لا نريد، مرة أخرى، رؤية متقاعدين يعتلون منصة خشبة المسرح، يحتكرون فيها الماضي و الحاضر، لا نريد رؤية دار للعجزة، لا نريد رؤية شباب على الهامش ينظمون الصفوف، يقفون منتصبين وراء شيوخ، لا نريد أن نستمع للتجارب و لأزليات الهوى، هذا التاريخ يجعلنا نهرم، نهرم، نهرم، يجعلنا نفكر في التوابيت بدل تشييد القلاع.
نريد الصدق والالتزام والمسؤولية.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*