swiss replica watches
اسحاق شارية يكتب: ديبلوماسية الإسترزاق الموازية – سياسي

اسحاق شارية يكتب: ديبلوماسية الإسترزاق الموازية

بقلم الاستاذ: اسحاق شارية

في الوقت الذي كان فيه أعداء الوحدة الترابية، والديبلوماسيين الجزائريين يسابقون الزمن من أجل إقناع قادة الأحزاب اليسارية في السويد، بأكذوبة ما يسمى بالجمهورية الصحراوية، ومطالب ما يدعى بالشعب الصحراوي…وفي الوقت الذي كانت فيه الآلة الدعائية للبوليساريو تشتغل مع الديبلوماسيين الأفارقة، ومندوبييهم لدى الإتحاد الإفريقي من أجل توجيه ضربة جديدة لقضية وحدتنا الترابية أثناء انعقاد الجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة.
في أثناء هذه الحرب الديبلوماسية والحقوقية المفتوحة على كافة الجبهات، كانت أحزابنا العتيدة التي نعول عليها للدفاع عن قضايانا المصيرية والنضال من أجلها، غارقة في صراعات ما بعد انتخابات 4 شتنبر، إذ لا هم لها سوى احتلال المراكز الأولى في رئاسة الجماعات والجهات، ومنشغلة مع منتخبيها الصغار وليس الكبار، في الإلتواء على إرادة الشعب، بقصد إنقاذ ما تبقى من ماء وجه زعماء الورق، لإدخالهم من نوافذ الإنتخابات غير المباشرة، بعد أن طردوا شر طردة من شوارع وأزقة الأحياء المغربية، وجميعهم منغمسون حتى رؤوسهم في سباق محموم نحو السلطة والإمتيازات، والإتهامات المتبادلة بالفساد والضعف والعجز عن تحقيق آمال الشعب المغربي.
جميع زعمائنا السياسيين، الذين عهدت لهم أمانة التعريف بعدالة قضيتنا الوطنية، وخصصت الدولة لأحزابهم ميزانيات بالملايير ليتمكنوا من الإشتغال بأريحية في ربط علاقات الصداقة والتعاون مع الأحزاب الدولية التي تشترك معها في الإيديولوجيا والمرجعية، بما يحاصر تحركات العدو ويقطع عليها الطريق لبلوغ أهدافهم المزعومة، لكن من نعول عليهم تركوا ساحات النضال الحقيقية، واكتفوا بنضال الصالونات والفنادق المكيفة، والإتكاء على كراسي الزعامة المريحة، وإنتاج أرقى الأفكار والطروحات المستقاة من قواميس السب والقذف والإتهام والصراخ.
ليستفيق هؤلاء الزعماء الذين اجتمعوا بمكتب رئيس الحكومة، وآخرون لم توجه لهم الدعوة، على صدمة اعتزام حكومة استوكهولم الإعتراف بما يسمى بالجمهورية الصحراوية، تلتها مناورات متسارعة للإتحاد الإفريقي داخل الجمعية العمومية للأمم المتحدة للضغط عليها من أجل الحصول على مكتسبات تزكي الطرح الإنفصالي، لكن وكما هو الحال في جميع النكبات التي تتوالى على أمتنا بسبب هؤلاء الزعماء، فإن استفاقتهم وردود أفعالهم لا تزلزل حتى الذبابة التي تدور حول رؤوسهم، حيث يكتفي الزعيم بالمسارعة في التوجه إلى الحمام والإغتسال بماء دافئ ممزوج بأرقى أنواع الصابون، ثم لباس أفخم البذلات وربطات العنق، ورش العطور الفرنسية، والتوجه إلى التلفاز من أجل التنديد والشجب، والتباكي على انعدام الإمكانيات من أجل ديبلوماسية حزبية قوية، والتغني بمبادرة جديدة يطلق عليها عنوانا غير مفهوم ويطلب دعما جديدا لها، وفي النهاية يوجه التحية للجميع ليخرج من مبنى الإذاعة وهو في غاية السعادة والإفتخار ليركب سيارته الفارهة ويبدأ في إجراء اتصالاته “الديبلوماسية” مع مريديه في الحزب والأهل والأصدقاء لسؤالهم عن رأيهم في مداخلته التلفزية، لا ليستمع إلى انتقاداتهم التي تدعوه إلى الرحيل وترك الشاشة والساحة لمناضلين شباب، بل لسماع عبارات المدح والتبجيل.
إن هده الطينة من النخبة السياسية المصنوعة من خليط ممزوج من الإنتهازية والوساطة والإسترزاق، هي من أوصلتنا إلى هذه المرحلة من الإنحطاط الديبلوماسي ، والإخفاق المتكرر في الدفاع عن قضيتنا الوطنية والمصيرية، وهي الوحيدة التي تتحمل مسؤولية ما ستؤول إليه، لأنها الوحيدة المستفيدة من الريع السياسي، وامتيازات السلطة وملايير الدعم، وشاشات التلفزة، وحفلات العشاء، ومناصب الدولة، و..و..و…وياليت أن المهزلة تقف عند هدا الحد، فإذا كان الفراغ الحزبي والسياسي هو عنوان العلاقات الحزبية المغربية الإفريقية والدولية، الأمر الذي يترك مساحات فارغة لأعداء الوحدة الترابية، فإن الكارثة الأكبر كانت في افتضاح فضيحة من العيار الثقيل تتعلق بوزارة الخارجية المغربية عندما أغفلت عن تعيين سفير للدولة المغربية في السويد لما يزيد عن سنة، الأمر الذي أرجعه العديد من المراقبين إلى أنه من بين أهم الأسباب التي دفعت بالحكومة السويدية إلى هذا التحول المؤسف.
فأي عقوبة يستحقها زعماء الأحزاب السياسية المغربية، و وزير خارجيتنا المحترم زعيم حزب الأحرار، عن هذه الإخفاقات المتوالية، والفشل المتكرر، والعجز المركب؟
أترك الجواب للقارئ، أما أنا فأكتفي بالقول أن الديبلوماسية الحزبية الموازية قد أبانت عن فشل ذريع في الدفاع عن قضيتنا الوطنية، وهي نتيجة حتمية لنخبة سياسية لا هم لها سوى الإسترزاق السياسيى على حساب كافة قضايا الشعب العادلة.


 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*