المرأة أنت
عبد السلام المساوي
أعلنوا موتك …فرحوا …رقصوا …أعلنوا موت المرأة وخلود الرجل …موت الأنثى وانتصار الذكر
لا ثم لا …لا والف لا …لن تموتي …لن تموتي …انت عنوان الحياة …انت كينونة الوجود …وحدك كون …وحدك انسان
لن تموتي …لن تموتي …لأنك امرأة خصوب …امرأة ولدت …ولدت الانسان …
انت من قلت ان المرأة انسان ؛ ازعجت الذكور والطغاة …ارعبت الأسياد والعبيد …
انت من عانقت سمو الانسان ، انت من عانقت رفعة المرأة …انت من تمرد على خسة الولايا والحريم …
بك نباهي الأمم يوم القيامة …فانت نبية في زمن الكفار …عذراء في زمن العهر …انت ضميرنا …
أنت من فضحت تجار الدين …أنت من كشفت عورتهم…
أنت الشجاعة في زمن الجبن …أنت الوضوح في زمن الغموض …انت الحقيقة في زمن النفاق …
أنت عقدة ” الرجال ” …انت المرأة الوحيدة والرجل الوحيد…
انت الكبرياء والشموخ …انت العفة والحرية…
انت النظيفة والطاهرة في زمن الوسخ والدعارة…
كنت البداية …وستبقين البداية …
أنت من أعلنت ميلاد المرأة العربية بعد دفن الولايا والحريم….
كنت مزعجة لأنك جريئة…كنت مزعجة لأنك امرأة …والعرب يخافون من النساء لأنهم يستغلون الحريم _ الأشياء…
يحق لنا وباعتزاز وافتخار وتباهي أن نسمي كل امرأة نوال …فلا امرأة الا نوال…
اتمنى لكل امرأة في وطني …في المغرب …أن تحمل كينونة نوال…
” المرأة والجنس ” ، ارادوها موضوعا للجنس ، وقلت لا ثم لا : المرأة عنوان وجودكم ورمز طهارتكم …هي من تطهركم وهي من ترفعكم من الحيوانية الى الانسانية …
أعلنوا انها ماتت ……لا يهم ولن يهم …هي نوال السعداوي لم ولن تموت …حية فينا بل نحن احياء بها …هي انسان وندخل نصلي في رحابها…
زمان ، وانا تلميذ …وانا عاشق للمرأة …مؤمن بانسنتها …وجدت في كتابات نوال جوابا لكل الأسئلة الانطولوجية التي كانت تقلقني …اشهد انها من علمتني معنى الحداثة ، علمتني الف باء الديموقراطية …
في البدء والختم كانت المرأة …كانت نوال السعداوي …فلا خوف علينا ولا خوف على المرأة مادامت فينا نوال السعداوي …
ماتت ، لم تمت … …نحن احياء بها
لن تقوم لنا قائمة اذا قتلنا نوال السعداوي
تحرروا من الذكورة وعانقوا الرجولة ، ونوال عنوان رجولتكم
اللهم اشهد فنوال قد بلغت !!!!
أعلم أنها قد اختفت لكنها لم تمت …
وكانت ربيعا موقفا وفكرا …واختفت 21 مارس …واختفت في الربيع…وستبقى ربيعنا…
وكانت أما لكل النساء والرجال…واختفت في عيد الأم…
أعلم أنها قد اختفت لكنها لم تمت …ولن تموت…