swiss replica watches
الزهرة و الكهنة – سياسي

الزهرة و الكهنة

 

فنجان بدون سكر:

بقلم: عبدالهادي بريويك
زهرة نبتت في غابة باسقة أشجارها، ولا يزورها العشاق ولا يستمتع بسحر ألوانها أحد، زهرة تحمل عشق عالم وجنون حب كبير بما تتسم به من روعة اللون وعشق للحياة وتحمل في أوراقها معنى الروح في حضرة الطبيعة.
زهرة حاولت التزاوج في عالم الأشجار التي تنظر إلى الأعالي والسماء وتعشق أن تستفيق على نور الشمس وتنام على أفولها، بينما الزهرة العذراء تنتظر عشاقها، وتنتظر من يقطفها وهي في مقتبل العمر ولا أحد يمر من حولها؛ أو حتى يدوس عليها أو يعتني بها أو يلتف حولها، وهي في ريعان شبابها وأوج عطاءها، ولطالما تمنت من يغازلها، وينشد في حقها أشعارا تليق بحماقة اتساقها وتناسق ألوانها وروعة أريجها الخلاق النابع من براءة تربة الأرض وصفاء السماء ونشوة قطرات المطر، وهي الزهرة التي خرجت من رحم البهاء، ومن عطاء الله والتربة و والماء ؛
زهرة تزاوجت وتلاقحت مع أعشاب أخرى من غير جنسها وصارت وصفة لكهنة الطبيعة المؤمنين بتسخير الأزهار للتسميم وليست غاية للبهاء والجمال؛
تساءلت الزهرة التي أنجبت أزهارا ليست من جنسها وفي تركيبة من غير طبيعتها، وغير متجانسة وهي التي خلقت بإرادة السماء وانتعشت من رطوبة الهواء، وقد نشأت على شاكلة الأزهار الأخرى الراقية والطيبة، وفي أماكن بعيدة عن الغابة الباسقة أشجارها المتعالية والمتكبرة على الأعشاب الأقل منها رفعة وقامة وقدرا ، تلك الأزهار البعيدة التي تنامت تحت أشعة الشمس وكبرت بين أعين العشاق، عاشت وماتت على افتراضية الهدايا في عوالم الحب دون بغاء.
بكت الزهرة حين رأت زهيراتها ووريداتها ؛ صغارها؛ لا يحملون صفاتها، ولا يحملون جنسها أو حتى شيئا من ألوانها وأصولها، أزهارا لا تليق إلا بالكهنة والعرافين القادمين من مسافات بعيدة ومن أمكنة مختلفة لقطفها وجعلها سما يدس للبشر وفيها الموت وفيها العلاج وقد أنجبت من صلبها كل التناقضات.

بكت من حرقتها وما أسوأ ذاك الدمع الذي تذرفه الأزهار الصادقة.
تشرئب حكايتي، حكايتك أيتها الزهرة العذراء، حيث الله يناجيك ولم تراودك على نفسك الأشجار العالية من حولك، لكن أنجبت أزهارا لا تليق بأصولك المتخلقة المنسجمة مع جذورك الأصيلة ، أزهار الموت وأنت المؤمنة بالحياة، أزهارا في حضرة الكهنة ولا يسمع أنينك الصامت أحد؛ وقد تمنيت أن تسقطي مجندلة ومضرجة بالدماء ..دماء الحكاية ..

حكايتي التي أنت بوصلتها في غابة الأشجار الباسقة المتعالية والمتكبرة التي لم تسمح لشمس الضحى الوصول إليك حتى تختاري نسلك بطريقتك المفضلة ويستمتع بك عشاق الحياة وتنجبين أزهار الحياة بدل أزهار الحزن والحداد والموتى.
تمردت الزهرة العذراء في حضرة الكهنة الراغبين في قطف أزهارها الصغيرة التي لاتشبهها، وراودت كاهنهم الكبير وهو في حضرتها، وغلقت أبواب أوراقها، حتى ظنها زهرة الموت وقديسة السم حتى لايقطفوا صغارها الممتلئين بالسم، ونادى في حضرة الكهنة انتظروا، زهرة الموت وجدتها فقط اقتلعوها من جذورها ولا تقطفوها عسانا نبذر منها في حديقة المعبد أزهارا، ولا تكلفنا بعد ذلك تعب المسافات، ولم يقطفوا من أزهار الموت واحدة بل حملوها وانتشت بذلك فرحا.
أخذوا من عمرها بضع وريقات لاستعمالها في وصفة السم وقد أخذوا مقابل مهمتهم ثروة باهظة مقابل قتل الحياة والغريزة والعاطفة، فإذا بأوراقها تخذلهم وتعيد الحياة والشباب والسعادة لمن كان على وشك الموت، وأعادت للمعنى حياتها وعنفوانها وتناسلت من وريقاتها أزهار الحياة بعدما غيرت مكانها بفضل تقواها لسر الطبيعة وللذي خلقها وأنشأها وأنقذها من ذريتها الطالحة.
الزهرة ..زهرة الحياة تسببت في مقتل الكهنة اللذين لم يحسنوا الاختيار وصارت في حديقة المعبد..زهرة الحياة وتزاوجت وقد لقحتها فراشات السعد حتى أنجبت طعم الحب، وأنجبت بهاء العشق بمنظرها وسحرها، وعوض الداء وجدوا في النظرة إليها الشفاء وكل الدواء.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*