swiss replica watches
فلسطين، اليهود،المغرب :العشق الممنوع!!! – سياسي

فلسطين، اليهود،المغرب :العشق الممنوع!!!

بقلم سدي علي ماءالعينين

،أكادير ،نونبر 2021،
الصور المرفقة من وحي الزيارة التي قمت بها إلى الأراضي الفلسطينية رفقة الأخت خديجة فلاكي مارس 2017، و المقال اكتبه بمناسبةاليوم الدولي للتضامن مع فلسطين.

من السهل ان تقول اتضامن مع فلسطين، لكن من الصعب أن تقول كنت بفلسطين، و من السهل ان تزور فلسطين عبر مطار إسرائيل، و متعب ان ترفض التطبيع و تمر من المعابر و المطارات لساعات وساعات حتى يحتضنك المعبر الأخير
من السهل ان تستقبلك هيئة حكومية بسيارات فخمة وفنادق و بروتوكول، لكن الأجمل و الابهى ان يستقبلك أهالي البلد بسياراتهم مرحبين وبمنازلهم محتضنين وبدوارهم وقريتهم كواحد منهم تأكل من موائدهم وتنام بفراشهم، وتستنشق هواء حقولهم، وتغسل وجهك كل صباح بمياه اوديتهم،
أن تدعم فلسطين، سهل بأن تخرج إلى الشارع المقابل لحيكم ،تحمل راية فلسطين وتلوح بشارة النصر وتردد شعارات الدعم والمساندة،
لكن ممكن أيضا، أن تزور المحاصرين في الأحياء الفلسطينية ،وأن تزور البلديات والجامعات و تعقد اللقاءات مع الهيئات المدنية و الحكومية ، تتجول في الشوارع، تصافح الناس البسطاء، تزور المقرات الحزبية و النقابية ،وتتسامر ليلا مع الاهالي، و تنظم على شرفك الامسيات، تستمع للتراث المحلي وتستمتع بالشعر والنظم و كؤوس الشاي و القهوة…
ولك أن تعبر إلى القدس الشريف، و تصلي هناك وتزور المزارات ولا تميز بين إسلامية أو مسيحية، و تزور الهيئات المدنية، و باب المغاربة ،و دروب المدينة القديمة ،و تحاور الاسوار التاريخية لتحكي لك حكايات الصمود و المقاومة،


وإذا كنت مغربيا، فلا تستغرب من حب الفلسطينيين لوطنك وملكك، وإشادتهم المتكررة بمجهودات المغرب لدعم قضيتهم العادلة،
ولا تنزعج من مواقف بعضهم من قضيتنا الوطنية الأولى الصحراء ،فهم يبحثون عن موقع الحياد إزاء كل صراع عربي /عربي، مع ميول فصائل منهم لدعم كل الحركات التي تنازع دولا مهما كانت خلفياتها،
ولا تستغرب كثيرا جدا من حجم الحفاوة التي يقابلك بها الإسرائيليون بمعابر التفتيش كلما وقعت عيونهم على جواز سفرك المغربي، و ان لا تتعجب ان بكل معبر أو هيئة مراقبة لمزار ديني إلا وتجد من بينهم مغربي بل مغاربة ،و يندفعون نحوك شغفا للكلام معك والتعبير عن حبهم لك،
لو كانت بالعدد، لقلت ان اليهود المغاربة هم من يحتلون فلسطين بجنسية إسرائيلية،
المحتل وصاحب الأرض في كل المستعمرات يتعايشون ويعيشون بنفس المدن و يتقاسمون مكاتب الإدارات و العمل بالمنشآت،
في فلسطين الوضع مختلف، فالمحتل وصاحب الأرض يتجاوران و بينهما معابر و نقط تفتيش، وبين الفينة والأخرى مداهمات و مواجهات،
تتجول في القرى الفلسطينية فتحس انك باي قرية مغربية، ولا أثر للإحتلال ،وكلما جالست الأهالي ستفهم ان القرية في حصار دائم محرومة من الماء ومن ضروريات الحياة…
أما مستوطنات الإسرائيليين فلن تزورها مادمت دخلت برخصة فلسطينية، فأنت إخترت الصف الذي يناسبك.
في الضفة الغربية هناك تعايش إضطراري بين السلطة والإحتلال، تعايش محكوم بمعاهدات واتفاقيات سلام، و بلغة صريحة هناك تطبيع بمختلف الأشكال، فالعملة السائدة عملة المحتل، و الوظائف بالأراضي المحتلة مفتوحة في وجه الفلسطينيين مع تمييز في الأجرة والترقية والمعاملة،
ومستشفيات الإحتلال مفتوحة في وجه المرضى الفلسطينيين للعمل و التطبيب وطلب الشفاء،
عرب الكينيسيت الإسرائيلي يعيشون ويتجولون وسط القرى الفلسطينية دون أن يتهمهم احد انهم اعضاء ببرلمان الإحتلال،
وكل مسيحيي العالم يزورون مزاراتهم بالضفة الغربية ،في الأراضي المحتلة أو تلك التي تحت السلطة الفلسطينية، فلا تجد إختلافا بين هؤلاء وهؤلاء، فالصراع في عمقه ليس إسلامي، يهودي، مسيحي، بل هو عربي /اسرائيلي،
اما في القدس فالأمر مختلف ،فالصراع حول القدس هو صراع بخلفيات دينية، منها ما هو محكوم بما جاء في الكتب السماوية، ومنها ما هو مهووس بالاساطير الدينية لكلا الديانتين والتي تزخر بها كتب الدين على مر العصور،،،
عندما قال يوما محمود درويش بإسم فلسطين :إلاهي لماذا تخليت عني، لماذا تزوجت مريم، لماذا أخرجت شعبين في سنبلة، فيمكن لكل مغربي ان يقول بإسم المغرب و المغاربة : إلاهي لماذا زرعت في قلوبنا كل هذا الحب لفلسطين، وزرعت في أرض فلسطين كل هذا العدد من المغاربة ؟
مشكلة كثيرين ممن يتعاملون مع القضية الفلسطينية انهم لا يدرسون المجتمع الإسرائيلي، فمعرفة عدوك اهم من معاداته، و الإسرائيليون هم اقليات يهودية قادمة من مختلف الاقوام والقارات إلى الأرض الموعودة، لكن وسط كل هذه الاقوام قوم واحد لا يتغير اهله ولا يتنازلون عن عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم وتراثهم، إنه قوم اليهود المغاربة،
بل إن العنصريين من الإسرائيليين منزعجون كثيرا من توسع هيمنة المغاربة على الحياة العامة ومراكز المسؤولية، وحتى مؤسسات الدعم الدولية ،
لذلك فالعلاقة بين المغرب و فلسطين وإسرائيل محكومة بإعتبارات تتجاوز خلفيات الصراع العربي الإسرائيلي، و يمكن أن تصب في خدمة توفير أجواء السلام طبقا لما يقره الطرفان تحت إشراف الأمم المتحدة
غير ذلك فمن يتطرف دفاعا عن فلسطين معترضا حتى على مواقف الفلسطينيين أنفسهم ،فهذا بكل بساطة فهمه خاطئ للقضية الفلسطينية،
لقد جالست في كثير من المحافل فلسطينيين من فصائل مختلفة يعلنون جهارا دعمهم لإنفصال الصحراء معتزين بدعم الجزائر لهم، ناكرين دعم المغرب،
فهل تتملكني الحماسة و عزة النفس والوطن واقول هذه بتلك و أعادي حق الفلسطينيين في بناء مواقفهم ،وحقهم في بناء دولتهم؟
كما كنت بالأمس بفلسطين، مستعد ان اكون غدا بإسرائيل لأقول للمغاربة هناك انني ازورهم ولا أزور كيانهم المحتل، وأن بلادي المغرب التي نشترك في عروقها تستوجب منكم أن تكونوا دعاة سلام ولا تكونوا دعاة حرب،
وإذا دعى الملك بصفته أمير المؤمنين، ورئيس لجنة القدس ،إلى ضرورة التقارب بين الإسرائيلين و الفلسطينيين ،فإن دور اليهود المغاربة يجب أن يسير في هذا الإتجاه خدمة لقضية فلسطين العادلة، وخدمة للسلم والتسامح العالميين.
فهل تعتبرون؟

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*