قرار الحكومة الاسبانية قرار تصحيح الاخطاء
ذ. هلال تاركو الحليمي رئيس جمعية المحامين المغاربة و من اصل مغربي الممارسين بالخارج
رءيس جمعية المحامين من اصل مغربي الممارسين باسبانيا
صدق من قال “الحق يعلى و لا يعلى عليه”.
و كما قال الراحل الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، الحقيقة هي الشيء الوحيد الذي يقهر الانسان.
و اليوم تلك الحقيقة التي سجنتها و سوقتها السياسات الاسبانية الرمادية بطريقة مغلوطة تنتفظ لتعطي للتاريخ حقه.
علما بقوة الدبلوماسية المغربية و وبتفوقها كما يشهد لها المجتمع الدولي، قرار الحكومة الاسبانية بالاعتراف الضمني لسيادة المغرب على صحراءه ليس بقرار غريب او جديد بل هو قرار كان منتظرا و الى حد ما ضروريا و الزاميا و مفروضا اتى ليصحح الخطا التاريخي الذي ارتكبته اسبانيا سنة 1963 عندما اعلنت مستعمراتها للامم المتحدة و ركزت على الصحراء المغربية كتراب غير مستقل و سوقت فكرة الاستفتاء في المنطقة و كانها صاحبة حق مشروع.
للتذكير فقط، المادة السادسة من قرار الامم المتحدة رقم 1514 يلزم الدول المستعمرة بالانسحاب دون اي شروط .
اسبانيا اذن أخطئت في تعاملها مع المغرب و اخترقت القانون الدولي مرات متعددة و حتى قوانينها الوطنية (قانون 40/1975).
الكل يعلم تاريخ المغرب الكبير و يعرف كذلك ان كل ما يجري حول قضيتنا الوطنية هو من صنع الاستعمار و الحرب الباردة.
مما لا شك فيه و بالاخص في العلاقات الدولية هو ان الحدود بين الدول تبقى نوعا ما وهمية بنهج سياسة حسن الجوار تسودها الشفافية و الوضوح و الاحترام المتبادل. و مما لاشك فيه كذلك ان سياسة الجوار في مفهومها النبيل تعود خيرا على الشعوب كان ذلك في المجال الاقتصادي او الاجتماعي.
18 مارس 2022 هو يوم يشهد على حدث مهم في تاريخ العلاقات المغربية – الاسبانية و الذي سوف يعطي انطلاقة جديدة و مغايرة في مجال التعاون الاقتصادي و الامني.
نعتبر قرار رئيس الحكومة الاسبانية قرار صائب و جريء و حكيم اتى في وقت حساس ليصلح من أفسدته السياسات الرمادية التي نهجها بعض السياسيين في الحكومات الاسبانية السابقة و حتى في الحكومة الحالية (وزيرة الخارجية السابقة).
يمكن ان نقول ان القرار الاسباني اليوم يعلن رشد الدبلوماسية الاسبانية و يؤكد حنكة الدبلوماسية المغربية التي اثبتت للعالم انها تعمل و تتعامل بوضوح و بمصداقية.
اسبانيا و المغرب مملكتان لهما تاريخ مشترك و مصالح مشتركة في كل المجالات و اسبانيا تعلم جيدا انه لا يمنكنها ان تتجول عبر العالم وحيدة دون المغرب.
اما انتقادات بعض افراد الاحزاب السياسية الاسبانية ما هو الا مجرد ضوضاء عابر مصدره الجهل التاريخي و ضعف الوعي السياسي وكيد لعبة الممارسة الحزبية. كثير منهم دخلوا السياسة عن طريق الفايسبوك و انستغرام و تيك طوك. معدورين اضن!!!. اما السياسسون الاسبان المحنكون يعرفون وزن المغرب و حقيقة الصحراء المغربية و كثير منهم رحبوا بالقرار. .
نثمن هذا التحول و الرشد السياسي الاسباني و نرحب بمضمون قرار الحكومة الاسبانية باعترافها بسيادة المغرب على صحراءه .
وختاما اقول لتدفن الخلافات و نعمل فيما هو خير للبلدين و نحد من معانات المواطنين. .
ذ. هلال تاركو الحليمي رئيس جمعية المحامين المغاربة و من اصل مغربي الممارسين بالخارج
رءيس جمعية المحامين من اصل مغربي الممارسين باسبانيا