swiss replica watches
الكاميرا لم تعد خفية !!! – سياسي

الكاميرا لم تعد خفية !!!

الحسين أمساسي

وقف القيصر نيرون كلاوديوس ينظر من الأعلى إلى روما تحترق و سأل مستشاره : أتظنها ستبعث من جديد ؟ فأجابه لن تبعث ، لأنك زرعت فيها الشعر الفاسد !!!
ليست الحروب و لا النيران و لا الدمار ما يضعف الشعوب ، و إنما الخنوع و النزوع نحو التافه من الأمور ، لن نستطيع تكوين أمة قوية مهما صرفنا من أموال على المشاريع الماكرواقتصادية ، مهما انفتحنا على كل الوجهات ببنوكنا و شركاتنا و ديبلوماسيتنا ، مهما انتقلنا من برنامج تنمية لآخر ، في وقت تزرع قنواتنا الغباء و الاستبلاد في عقول شبابنا و نساءنا و أطفالنا … و غير بعيد تقبع الطبقة المتعلمة و المثقفة في ركن المجهول ، مكبلة الأقلام و العقل و الإبداع … ؟؟
لن نجد الخلف … سيصبح كل شيء مملا بعد أن رحل العباقرة و هاجرت الأدمغة ، لن يطل علينا أشباه الطيب الصديقي و لا المهدي المنجرة ، لن نجد محمد الحياني و لا العربي باطمة ، لن نعوض بادو الزاكي و لا عزيز بودربالة … لن تغرد لطيفة رأفت و لا نعيمة سميح فوق أغصان حدائقنا … و اليأس أولى الخطوات نحو التطرف ، لذلك أناشد الكل ، أن يمتنعوا عن حقننا بمضادات الحياة التي تحرمنا من عشق الحياة … أوقفوا عنا كل تلك الوجوه البائسة التي تعجز عن تأليف جملة مفيدة … أوقفوا عنا تلك الأصوات التي تهتز لها العفاريت الساكنة لأبداننا … أوقفوا عنا تلك الستكومات التي تهب كرياح الشرقي مجففة كل مستنقعات الأمل حولنا … أوقفوا … أوقفوا … فقد اشتقنا أن نقف و نصفق بحرارة لشيء يجعلنا نحس على الأقل … أننا لم نعد كائنات انتخابية تغذيها السخرية !!!
مناسبة هذه المقدمة الطويلة ، و نحن على أبواب المنتصف من شهر رمضان ، جلنا فيها بين منتوجاتنا الاعلامية و التي امتصت الملايير من أموال كان من المفروض أن توجه نحو بابين لا ثالث لهما ، إما عروضا تليق بذكاء المغاربة و انتظاراتهم ، و إما نحو دعم الفئات المسحوقة التي ما إن شرعت في نفض رماد كورونا عنها حتى باغتتها نيران الأسعار ، ماذا سيجني المغربي من كاميرا خفية هو يعلم عن يقين أنها ليست خفية ، فمتى كان أغلب نجومنا يتقنون التمثيل في أدوار درامية حتى يتقنوه في أدوار خفية ، و كم وجهت لهذه الحلقات من أموال الشعب بدون فائدة خصوصا و أنها تصور في أماكن فارهة و بوسائل تحتاج ملايين الدراهم لكرائها كالمروحيات و الطائرات مثلا ، ماذا سيجني المغربي من سيتكومات بلا روح ، فقط قف امام الكاميرا و هاك يا فم ، قل ما شئت ، و افعل ما شئت ، لا قصة ، لا موضوع ، لا إثارة و لا رسالة ، برامج جلها تافهة باستثناء بعض المسلسلات القليلة و التي تستحق المتابعة و الأموال المصروفة عنها .
لطالما نادينا كمغاربة بإيقاف هذا العبث ، قد يتقبل العقل هذا الكم من التفاهة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كونها مواقع ربحية لا تخضع لميزانية الدولة ، لكن أن تنتشر العدوى نحو القنوات العمومية فهذا أمر مرفوض إطلاقا ، لأن هذه القنوات يدفع مقابل إنتاجها من اموال دافعي الضرائب ، و هي قنوات من المفروض ان تحترم ذكاء المغربي لا أن تدخله في خانة تصريف البضاعة مقابل الربح ، و اي ربح !!!
الرسالة موجهة للوزارات الوصية ، لجمعيات حماية حقوق المستهلك ، للهاكا ، للأسر ، لنا جميعا ، حان الوقت للحديث بجدية عن طرق و ميكانيزمات توزيع المنتوجات الاعلامية بصفة عامة و الرمضانية على الخصوص ، لدينا طاقات و لدينا مبدعون حقيقيون تم بطريقوة او بأخرى إقبارهم بعد ان أمتعوا المغاربة لسنوات طوال ، واستكاعوا تمرير كفاءاتهم لشباب موهوب هو اليوم خلف الشمس ، ماذا يحدث بالضبط ، و هل انتقلت عدوى الفساد في توزيع الصفقات العمومية لتشمل حتى الفن و الإبداع ، و هل اصبحت مباني القنوات التلفزية مرتعا للزبونية و المحسوبية و لباك صاحبي ، و إلا فكيف وصل بنا الأمر لهذه المستويات الكارثية و التي عبر عنها سخط السواد الأعظم من المغاربة ، إلا ما رحم ربي ، و الذي بشكل او بآخر حققت المستحيل كآخر منتوجات تمسكت با تبقى من النظيف ، و تسللت لجيوب المقاومة !!!

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

*